ثقافة و فنسياسةمجتمع

عندما قدم فيسبوك معاملة خاصة لـ “كلنا خالد سعيد” ضد مبارك

زحمة- آلان روزنبلات يكشف قصة مساندة فيسبوك لـ”كلنا خالد سعيد” أثناء الثورة ضد مبارك

turner4d – *Alan rosenblatt

 – medium – ترجمة وإعداد: محمد الصباغ

عادة ما يستخدم موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” سياسة صارمة تجاه استخدام أسماء حقيقية لحسابات الأشخاص. وفي 2008، أغلقت صفحة رانجر ريك التابعة لمنظمة (Wildlife) بسبب مخالفة تلك السياسة. ورغم عدم وجود خطط تسمح للشخصيات والمنظمات والحملات الوهمية بامتلاك حساب على “فيسبوك” في هذا الوقت، إلا أن الاعتراضات على إغلاق صفحة رانجر ريك ساعدت في تغيير عقلية “فيسبوك” ومن هنا بدأت فكرة إنشاء الصفحات (pages).

لكن مع الإصرار على امتلاك الصفحات لأسماء حقيقية مثل ذلك مشكلة لأن منظمات المجتمع المدني تستخدمها في الدعوة للتظاهر حول العالم. فمثلاً صفحة “احنا الشهيد” (كلنا خالد سعيد) التي دعت للتظاهر في ميدان التحرير بالقاهرة مع بداية الربيع العربي، وسجّلت 970 ألف دعوة  لمستخدمين، آنذاك  قامت الحكومة المصرية “حكومة مبارك”  بعمل (report) للصفحة (شكوى تقدم لإدارة فيسبوك بغرض إغلاق الصفحات) لأنها تستخدم اسماً افتراضيا. وبالفعل أغلق الفيسبوك الصفحة، لكن مديرييها تواصلوا مع إدارة فيسبوك، التي سمحت لهم إ‘ادة تنشيط الصفحة بعد ن تعرفت على الأسماء الححقيقية للأدمنز، لكن مع إبقاءها مخفية عن المستخدمين.

ومع إغلاق الفيسبوك للكثير من الصفحات أو تجميدها سادت حالة من الغضب بين معظم المستخدمين بداية من الممثلين والمشاهير وضحايا العنف الأسري وحتى كل من استخدم اسما مستعارا بغرض الأمان. لكن أكثر المجموعات التي ظهر اعتراضها واضحاً كانت مجموعات المثليين.

لكن لماذا يصر “فيسبوك” على استخدام سياسة الاسم الحقيقي؟

يزعم “فيسبوك” أن الأمر متعلق بالتوثيق، وأنه مع تطبيق سياسة الأسماء الحقيقية ستكون الشبكة أكثر أمناً. أما الحقيقة فهي أن تلك السياسة كلها تتعلق بجمع البيانات والإعلان. فكلما عرف “فيسبوك” أكثر عنك، استطاع جمع  معلومات أكثر، واستطاع جمع أموال أكثر من المعلنين وجامعي البيانات. والقائمون على “فيسبوك” بالفعل يعرفون الكثير.

عند إنشاء حسابك على الفيسبوك تسجل عمرك وجنسك واهتماماتك ودراستك ومدينتك والكثير من الأشياء التي من المحتمل ألا تخبرها لأي شخص غريب لو سألك عنها في الشارع. كما يعرف الفيسبوك أصدقائك والأصدقاء المشتركين بينك وبينهم. كل بيانات تخزن مع ضغطك على لايك لصفحة أحد المشاهير أو الماركات أو المواقع. كما تسمح سياسات الفيسبوك بتحليل رسائلك الخاصة وما تنشره.

كل تلك البيانات وغيرها يتم جمعها وتخزينها وبيعها إلى من يدفع أكثر. وربما يكون المشتري شركة تريد الإعلان عن منتج يمكن أن تعجب به أو لا، أو قد يكون حزب سياسي يبحث عن مصوتين بتفكير مماثل. ويوماً ما يمكن أن تكون حكومة تريد أن تعرف أكثر عن مواطنيها.

مهمة “فيسبوك” الحقيقية ليست جعلك سعيداً. ليس لمساعدتك على التواصل مع أصدقائك القدامى أو تسهيل المحادثات. أنت لست العميل هنا. عمل “فيسبوك” يركز على  جمع البيانات، ثم بيع البيانات والإعلان. من يشترون تلك المعلومات هم عملاء “فيسبوك” الذى يعمل من أجلهم. أنت مجرد منتج تباع وتشترى.

على أي حال، لو تقبلت الحديث السابق، انتبه لما تقوم بنشره على الإنترنت، ومتى وأين تستخدم اسمك الحقيقي. أنت لست مُنتَجاً. ولتجعل صوتك مسموعاً. لأنه لو هناك شئ واحد موثوق به فهو أن “فيسبوك” يسمع كل شئ.

 ـــــــــــــــــــــــــــ

Alan rosenblatt*: Senior Vice President of Digital Strategy, turner4D

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى