مجتمعمنوعات

علّموا طلاب العلوم أن أينشتاين مثلهم.. كان يعاني

يؤدي المراهقون بشكل أفضل في العلوم عند علمهم بأن أينشتاين وكوري قد عانيا أيضاً في حياتهم

Qz- جيني آندرسون

ترجمة دعاء جمال

حينما يعلم الأطفال أن انجازات العلماء العباقرة لم تأت بشكل طبيعي دائماً، يساعدهم ذلك على النجاح

أظهر بحث جديد أن الطلاب ممن علموا بمعاناة أعظم العلماء، على المستوى الشخصي والفكري، تفوقوا عن من علموا فقط  بشأن الإنجازات العظيمة لهؤلاء العلماء.

أدى طلاب الصف التاسع والعاشر في بعض مدارس نيويورك، ممن قرأوا عن معاناة ألبرت أينشتاين -منها  الانتقال بين العديد من المدارس ومشاكل إقناع الآخرين بأن جاذبية  شيء كبير مثل كوكب قد تحني الضوء فعلياً- بشكل أفضل في العلوم أكثر من المجموعات التي علمت فقط بشأن إنجازات العلماء.

قالت إكسياودونج لين سيجلر، أستاذة مشاركة في الدراسات المعرفية بكلية المعلمين بجامعة كولومبيا، والتي قادت فريق الدراسة، أن النتيجة فاجأتها. وشرحت: قد تؤدي معرفة معاناة أينشتاين وكوري لرفع الطلبة أيديهم وقول “إذا كان أينشتاين لا يمكنه فعلها، إذاً لا يمكنني أنا أيضاً.” أو، قد تلهمهم عبر إظهار أن الجميع، حتى العظماء، يواجهون تحديات تبدو أنها لا تقهر.

قالت “في ثقافتنا نقول دائماً بأنك لا تريد ترهيب الأطفال، لا تريد إخبارهم بمدى صعوبة العمل”. إلا أن التجربة أظهرت أن الاستراتيجية العكسية تعمل بشكل أفضل: إظهار كيف أن العلماء العظماء كان عليهم شق طريقهم عبر الكثير من الأمور الصعبة، جعلت الموضوع حقيقي وسمحت للطلاب بالتواصل معهم كأشخاص.

وذكرت لموقع كوارتز: “نعتقد أن الأطفال رقيقين للغاية. أخبروهم بالحقيقة ، فهم لديهم المرونة.”

قسمت الدراسة التي نشرت في مجلة علم النفس التعليمي، 402 طالب من الصفين التاسع والعاشر من أربعة مدارس عامة بمدينة نيويورك في هارلم وبرونكس لثلاثة مجموعات. واحدة تقرأ 800 كلمة من كتب علوم عن إنجازات ألبرت أينشتاين، ماريا كوري ومايكل فارادي (عالم إنجليزي قام باكتشافات بشأن الكهرومغناطيسية).

وتعلمت مجموعة أخرى بشأن صراعات العلماء الشخصية، مثل واقع أن أينشتاين كان عليه الهروب من ألمانيا النازية لتجنب المحاكمة، أو أن ماري كوري اضطرت للدراسة في السر لأن النساء واجهن مشاكل في طريقهم الأكاديمي في هذا الوقت. وتعلمت المجموعة الثالثة عن معاناة العلماء الفكرية وكيف واجهوها.

بعد 6 أسابيع، ازدادت درجات علوم من درسوا صراعات العلماء بشكل ملحوظ، وزاد دافعهم لدراسة العلوم.

أما الطلبة الذين علموا فقط بإنجازات العلماء فكان أدائهم أسوأ. اعتقدوا بأنهم كانوا موهوبين بالفطرة، على خلاف حقيقتهم.

دعمت الدراسة أيضاً بعض نتائج هامة من علوم المعرفة والتعلم:

يتعلم بعض الناس بشكل أفضل عندما يكون للمحتوى معنى بالنسبة لهم. لهؤلاء الطلبة، يتعلقون بالعلوم أكثر من خلال القصص الشخصية عن المحتوى العلمي الفعلي.

والأطفال ممن تعلموا أن الفكر شيء مرن، شيئ يُبنى أكثر من أن يورث، يأخذون مجازفات أكاديمية أكثر ويؤدون بشكل أفضل. كما تضيف  المجموعة المتزايدة من الأبحاث أن المخ، مثل باقي عضلات الجسم، يمكن تقويته وتحسينه من خلال الصراعات والعمل الجاد.

تناقش لين سيجلر أن التعليم وكتب العلوم قد تتحسن كثيراً، ليساعد على ربط الطلبة وتشجيع الثقة، إذا انتقلوا من كتالوج ثقيل الوزن من التركيبات لاكتشافات القصص الخلفية التي قادت لكل تلك المعرفة العلمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى