سياسة

علاء الأسواني لـ”نيوستاتسمان”: متفائل وسأكتب ولو على الفيسبوك

الأسواني لصحفية بريطانية: الثورة فعل إنساني.. والمصريون تغيروا عما كانوا عليه تحت حكم مبارك

Alaa al-Aswany in Paris, February 2014. Photo: JOEL SAGET/AFP/Getty Images

New Statesman – صوفي مكبين – ترجمة: محمد الصباغ

يقول علاء الأسواني، أحد أفضل الروائيين المصريين والناشط السياسي، إنه يعتبر نفسه ”محظوظاً“ كونه أيضاً طبيب أسنان. أخبرني أن جراحات الأسنان ساعدته على التواصل مع الناس. منذ نشر روايته الأعلى مبيعا “عمارة يعقوبيان” عام 2002، أصبح يرى مرضاه مرتين في الأسبوع. أحياناً يحجز معجبون بروايته موعداً، ويأتون إليه حاملين الورود. ويقول الأسواني: ”دائماً أعيد لهم ما دفعوه“.

دائما ما يفصل الأسواني بين المهن التى يمارسها. ويقول ضاحكا بصوت مبحوح: ”عندما تؤلمك أسنانك فإنك في حاجة إلى طبيب الأسنان وليس  إلى شاعر. أحاول أن أكون دقيقاً“.

درس الأسواني طب الأسنان بشيكاغو في الثمانينيات. وافتتح عيادته في عمارة يعقوبيان، ذات الطراز القديم الموجودة بوسط القاهرة، التي استلهم منها روايته الثانية. انتقل بالعيادة في منتصف التسعينيات إلى منطقة جاردن سيتي القريبة، على بعد 10 دقائق من ميدان التحرير سيراً على الأقدام. ثم نقلها مرة أخرى في أواخر يناير2015، وفي هذه المرة انتقل إلى فيلا زاهية الألوان بضاحية حديثة تبعد نحو ساعة من وسط القاهرة.  وعندما قابلته في مكتبه الملىء بالكتب أعلى عيادته، تساءلت لو كان انتقاله يدل على قراره بالانسحاب.

شارك الأسواني في المظاهرات ضد الحكومة في 2011، وكان صريحاً في معارضته للرئيس المصري السابق حسني مبارك. ويعتقد أن كونه شخصية عامة ساعده على البقاء بعيداً عن السجن أو ما هو أسوأ.

عندما عُرض فيلم عمارة يعقوبيان لأول مرة في القاهرة عام 2006 لم يتم دعوة الأسواني . وقال إن دعوته كانت أمراً ”غير متوقع“ لأن أحد أبناء مبارك كان على قائمة الضيوف. والآن تغلق الأبواب مرة أخرى حيث توقف مقاله السياسي المعتاد في جريدة المصري اليوم فجأة في يونيو 2014، ويلقي الأسواني باللوم في ذلك على “ضغوط  من خارج الصحيفة”،  وتراجع التأييد للثورة. تجمع تلك المقالات وتترجم الآن لنشرها في كتاب بعنوان “الديمقراطية هى الحل”.

وسط الاستقطاب الموجود في مصر الآن، يعد الأسواني شخصية مثيرة للخلاف، فاتهمته وسائل الإعلام الحكومية بأنه ”عميل قطري“، وهو الوصف المفضل لهم الذي يوجه لأي شخص يكثر من انتقاد رئيس البلاد عبد الفتاح السيسي. بينما هاجمه أنصار الإخوان المسلمون في عام 2013 في باريس بسبب تأييده للإنقلاب المدعوم شعبياً الذي قام به السيسي للإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي.

ورغم ذلك قال الأسواني إنه لن ييأس. فلو لم يجد منبرا لأعماله سيقوم بنشرها على صفحته الشخصية على موقع الفيسبوك. يقول: ”بمجرد أن تشارك وتعمل، يزداد الإيمان بداخلك. لا يمكنك أن تخذل الثورة“.

المثالية الظاهرة في مقالاته المنشورة في 2011 مدهشة، وذلك بسبب تناقضها مع الصورة غير الجذابة التي رسمها للمجتمع المصري الحديث في روايته “عمارة يعقوبيان”. كما أن ذلك يرجع أيضا إلى أنه عندما كتب تلك الرواية كان في منتصف الخمسينيات وقضى معظم سنوات حياته تحت حكم ديكتاتوري.

يوضح الأسواني ذلك قائلاً: ”يجب أن يعمل السياسي في مساحة محددة، بينما الكاتب يجب أن يكون حالماً“. وبحلول 2013 كانت نبرة مقالاته قد تغيرت. وعندما قتل ألف شخص على الأقل من متظاهري الإخوان المسلمين بواسطة الجيش في 2013، ذكر الأسواني أن الدولة المصرية كانت تشن حرباً،  وقال حينها: ”من واجبنا جميعاً أن ندعمها في حربها ضد الإرهاب“. واليوم هو ”محبط“ بسبب القمع الحكومي لكنه مازال ”متفائلاً“.

 أنهى الأسواني كلامه قائلاً: ”الثورة في الأساس تغيير إنساني، وليس سياسيا. والشعب الآن لم يعد نفس الشعب الذى حكمه مبارك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى