سياسة

عرب ترامب: نحبّه ونتمنّى لو يحكم 8 سنوات

التايم.. عرب ترامب: نحبّه ونتمنى لو رئاسته 8 سنوات 

ترامب على غلاف مجلة لبنانية، نوفمبر 2016


التايم- ربيكا كولارد

ترجمة: فاطمة لطفي 

لدى “روي طعمة” آمال عالية بشأن رئاسة دونالد ترامب، يقول المحامي اللبناني، البالغ 31 عامًا، إن ترامب وسياساته بشأن الشرق الأوسط تعرّضا للتحريف وسوء الفهم.

“سرعان ما أدركنا بعد فوز ترامب أن خطاباته بدت كما لو أنها: “ترامب ضد العرب والمسلمين، والمسلمون والعرب ضد ترامب”، يقول طعمة الذي يعيش في بيروت خلال محادثة تليفونية مع التايم، مؤكدًا أن ذلك ببساطة ليس صحيحًا، وإن برنامج ترامب وسياساته يلقيان ترحيبًا من بعض الأشخاص في المنطقة، ويكمل: “في البداية كان الناس خائفين، لكن الآن بعدما فاز، يرحب الجميع به”.

في الأسبوع الذي أصدر فيه ترامب الأمر التنفيذي الذي استهدف لاجئي ومواطني سبع دول في الشرق الأوسط وإفريقيا، انضم أكثر من 40 ألف شخص لصفحة أصدقاء دونالد ترامب في لبنان على موقع “فيسبوك”. يبدو معظم أعضاء الصفحة لبنانيين لكن يبدو البعض الآخر من مصر وأجزاء أخرى في الشرق الأوسط. أثنى الكثيرون من جمهور الإنترنت على حديث ترامب عن مكافحة الإرهاب، وطلبوا منه تدمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، مستخدمين الهاشتاج التالي #MakeTheMiddleEastGreatAgain

جاءت بعض التعليقات لتقول: “نحبك أيها الرئيس.. استمر في ما تقوم به”. وقال آخرون: “لديه كل الحق في حماية شعبه من التهديدات الخارجية”.  بينما كتب البعض الآخر مطالب أكثر بساطة مثل: “أحبك يا ترامب، وحلمي هو الذهاب إلى أمريكا”.

ربما لا يجب أن يكون دعم ترامب في لبنان وغيرها من بلاد المنطقة مفاجأة كبيرة. لطالما تعرضت إدارة أوباما للانتقاد بسبب كونه “لينًا” جدًا مع إيران، ومانحًا الأولوية لاتفاقية النووي على حساب الصراع السوري، ومتجاهلًا دعم طهران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مما سمح لإيران بمتابعة برنامجها التوسّعيّ ذي التأثير الكبير على مناطق نفوذها في المنطقة، وعلى وجه الخصوص في لبنان، حيث تدعم إيران الجماعة الشيعية حزب الله. يقول توفيق هندي، سياسي لبناني مخضرم: “يشعر اللبنانيون بأنهم تحت هيمنة إيران”.

لكن ترامب اتخذ مسارًا مختلفًا، يقول هندي: “وضع إيران نصب عينيه”، مبديًا إعجابه بتعليقات مستشار الأمن القومي، مايكل فلين، يوم الأربعاء، التي أعقبت التجربة الصاروخية التي أجرتها إيران. يصب وعد ترامب بـ”التصدي لإيران” في صالحه، في منطقة يتنافس فيها كل من السعودية السنية وإيران الشيعية لفرض نفوذهما. يقول معظم مؤيدي ترامب في لبنان، إنهم توقعوا في حالة ترشح هيلاري كلينتون، أن تتبنى نهجًا إقليميًا مشابهًا لأوباما.

وتعود ثقة البعض في ترامب إلى حد ما بسبب وليد فارس، اللبناني الأمريكي الذي يعمل كمستشار للشرق الأوسط للرئيس الأمريكي الجديد. كان هندي مع فارس خلال الفترة التي كان فيها الأخير جزءًا من الجناح السياسي لحركة القوات اللبنانية خلال الحرب الأهلية في لبنان. يقول هندي: “الأمر لا يشبه كونه مجرد مستشار أمريكي، فهو من المنطقة ويعرف جيدًا العالم العربي بناءً على خبرته”.

لقي حظر ترامب لمواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة ووقف برنامج الولايات المتحدة المتعلق باللاجئين بعض ردود الأفعال الإقليمية العنيفة، حيث ألمح كل من إيران والعراق إلى احتمالية حظر دخول المواطنين الأمريكيين إلى بلادهما، لكن كانت هناك احتجاجات وغضب في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر مما كان في الشرق الأوسط.

ويبدو أن الأغلبية الكبيرة للناشطين على صفحة فيسبوك “أصدقاء ترامب في لبنان” مسيحيون، رغم قول طعمة إن المؤيدين ينقسمون بالتساوي ما بين مسيحيين ومسلمين.

كان “علي نعمة” يقود التاكسي الخاص به عندما سمع بخبر فوز ترامب في الانتخابات في الراديو، يقول: “كنت سعيدًا جدًا.”. يعتقد نعمة أن ترامب سيكون أكثر فاعلية في محاربة تنظيم داعش أكثر من سلفه باراك أوباما مضيفًا: “كنت لأصوّت لصالح ترامب“.

لا يزال تنظيم داعش يسيطر على مساحات شاسعة في الشرق الأوسط  قريبة من الحدود اللبنانية. كان ينظر إلى حد كبير لسياسة أوباما في سوريا  بأنها ضعيفة وغير مجدية، حتى من جماعات معارضة تدعمها واشنطن. يقول نعمة: “أحب الشخص الذي يتخذ قرارات، ويقوم بأفعال”.

يتجاهل نعمة حظر ترامب ويقول إنه لا يراه حظرا للمسلمين، لكنه حظر للإرهابيين. من جانب آخر، لبنان ليس واحدا من الدول المشمولة بالحظر، ويشك نعمة، مثله مثل الكثير من اللبنانيين أن يمتد الحظر يومًا ليشمل بلاده.

احتفل الكثير من المتابعين لصفحة ترامب في لبنان على “فيسبوك” بالحظر وقال طعمة إن للولايات المتحدة الأمريكية الحق في حماية نفسها وحظر مؤقت لمواطني هذه الدول: “نصف هذه البلاد لا تملك حكومات فعالة”.

ماذا يأمل طعمة إذن أن يحقق ترامب في الأربعة أعوام المقبلة؟ يقول: “أولًا، نأمل أن تكون رئاسته ثماني سنوات، وإذا أصبحت أمريكا عظيمة مرة أخرى، نحن على ثقة أن لبنان أيضًا سيتبعها في ذلك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى