سياسة

طوني بلير : الإسلام المعتدل أهم من الديمقراطية..أو لماذا أدعم السيسي؟

يُذاع اليوم خطاب لرئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير، يشرح فيه أسباب تأييد للمشير السيسي في مصر ويدعو من خلاله الحكومات الغربية إلى الدفاع عن “قيم الإسلام المعتدل “وحمايته من سيطرة الأصوليين.

كيران ستاسي – فاينانشيال تايمز

ترجمة: منة حسام الدين

“على الغرب أن يتبنى موقفاً في المعركة القائمة بين المسلمين المعتدليين والأصوليين في العالم العربي”، هذا ما سيصرح به اليوم رئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير، في خطابه الذي سجله لصالح شبكة “بلومبرج” الإعلامية، والذي سيعدأحد أهم تدخلاته في شأن المنطقة بعد الربيع العربي.

أدلى  رئيس الوزراء البريطاني السابق، ومبعوث اللجنة الرباعية الحالي إلى الشرق الأوسط، بخطابه في لندن، وسيتطرق  من خلاله إلى الحديث عن الصراعات الجارية حالياً في بلدان مثل سوريا، وليبيا، ومصر، وهي الصراعات التي يجب أن يتم النظر إليها على أنها معارك دينية وليست فقط سياسية.

يأتي خطاب بلير كجزء من تفسير الجدل الأخير الذي رافق إعلان دعمه لعبد الفتاح السيسي، القائد المصري الذي أطاح بالحكومة المنتخبة ديمقراطياً بقيادة الإخوان المسلمين.

في الماضي، كان طوني بلير قد نشر عدة بيانات أدان فيها الإخوان المسلمين، متهماً إياهم بابعاد مصر عن القيم الأساسية التي تبنتها كالأمل والتقدم.

وسيدافع بليرعن موقفه السابق في خطاب اليوم، قائلاً:” حكومة جماعة الإخوان المسلمين ليست مجرد حكومة سيئة، إنها تعمل بشكل ممنهج على الاستيلاء على مؤسسات الدولة وتقاليدها، وثورة 30 يونيو لم تكن احتجاجاً عادياً، إنها كانت بمثابة ضرورة قصوى لانقاذ الأمة”.

كما سينتقد رئيس الوزراء السابق السياسات الغربية التي تخشى الدفاع عن “الإسلام المعتدل “ـ  معتبرا أن تلك الحكومات فضلت الفوائد قصيرة الأمد بدلا من مستقبل المنطقة على المدى البعيد، وسيقول:” ماهو ضروري للغاية هو أن نحرر أنفسنا أولاً من مواقفنا المعتادة، علينا أن نتخذ موقفاً جديداً، علينا أن نتوقف عن معاملة كل دولة على الأساس الذي يجعل حياتنا سهلة”.

وسيضيف:”يجب علينا أن نتعامل مع المنطقة بمنهج مترابط يجعلنا ننظر إليها بشكل متكامل، وقبل كل شيء علينا أن تكاتف”.

طوني بلير سيدعو أيضاً في خطابه إلى اتخاذ موقفاُ أكثر تدخلاُ في الشرق الأوسط، وهو الذي يعتبر انتقادا ضمنيا  لرفض بريطانيا  والولايات المتحدة الأميركية القيام بأي عمل عسكري في سوريا، وذلك بعدما دعا لفترة طويلة إلى فرض حظر الطيران على سوريا.

ويتخذ رئيس الوزراء السابق موقفه بحجة أن الغرب  عليه دعم القيادات الإسلامية المعتدلة في مواجهة القيادات الأخرى الأصولية، حتى لو كان ذلك الموقف يعني معارضة الأنظمة المنتخبة ديمقراطيا، وهكذا يبدو بلير وكأنه يثبت حالة الجدل التي أثارها.

من جانبه، يقوّي طوني بلير من الحجج التي يستند عليها والعديد من أنصاره،   بدور بريطانيا في غزو العراق وأفغانستان، ومدى أهمية ذلك الدور في نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط.

في خطاب اليوم الأربعاء، توحي حجج طوني بلير بأنه يعتبر الاعتدال الديني أهم من الشرعية الديمقراطية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى