منوعات

“طب النوم” يقول: لا عيب في الاستيقاظ متأخرا

أنت تتألق في الليل عندما  يكون “النهاريون”  نائمين

Huffingtonpost- بينجامين سبال

ترجمة دعاء جمال

2015-03-19-1426783150-1972853-nightowl-thumb

إذا كنت من هؤلاء الذين يستيقظون متأخراً، فهذه فرصة جيدة لتشعر بالتفوق على زملائك الذين – فيما يبدو – يتفوقون عليك أخلاقيا بالاستيقاظ مبكرا.

على العكس من “الطيور المبكرة”، هؤلاء الأشخاص الذين لديهم ميل وراثي للنوم باكرا والاستيقاظ باكرا. نجد هؤلاء الذين نسميهم “البوم الليلي”، أولئك الذين  لديهم ميل طبيعي للذهاب للسرير في وقت متأخر والنوم لأوقات متأخرة. هذا جيد لأنه على الرغم من نومك طوال ساعات الصباح التى تزعم “الطيور المبكرة” أنها أكثر ساعات اليوم إنتاجية، فإن “البوم الليلي” يحصل على نفس تلك الأوقات المنتجة نفسها لكن في وقت متأخر من الليل.

وصمة عار غير مستحقة

عند “البوم الليلى”، يبدأ إفراز الميلاتونين (هرمون مسئول عن تنظيم الإيقاع الحيوى فى كل من الإنسان والحيوان) متأخراً للغاية، مما يسهل عليهم البقاء متيقظين ومثمرين فى الليل. ويقول كتاب “النوم: مقدمة مختصرة” لـ ستيفن دابليو لوكيلي وراسل إن: الشخصيات المسائية تشعر بالنعاس ويقل أدائها خلال  النهار لكن لا يتدهور أدائها  مثل الشخصيات الصباحية بحلول نهاية اليوم”.

إن وصم “البوم الليلي” بـ”الكسل” أمر غير مستحق،  ويحدث ذلك لأن “الطيور المبكرة” لا تشاهدك أبداً وانت فى أكثر أوقاتك إنتاجية، وياللسخرية، فهم غالباً سريعى النوم فى الوقت الذى تسرع فيه أنت بالعمل.

ويعلق تيل روينبيرج، فى كتابه “الوقت الداخلي: أنواع الزمن والشعور بالإرهاق بعد الاجازات ولماذا أنت مرهق”: لا يفكر ساعي البريد للحظة أن زميله الشاب كان يعمل حتى ساعات الصباح الأولى حيث أنه يعمل بدوام مسائى أو لأسباب أخرى. يصنفون الشباب الذى ينام  خلال اليوم بالكسول وكثير النوم.

 علق د. كريستوفر دريك، أحد كبار العلماء من مركز هنرى فورد لاضطرابات النوم والأبحاث فى ديترويت قائلا: “يحتاج جسم الإنسان لحوالى 7 أو 8 ساعات من النوم ليلاً للحفاظ على أفضل مستويات الانتباه خلال اليوم” على الرغم من اعتراف العلماء بوجود “نخبة لا تنام” يمكنها العمل مع قدر ضئيل من النوم، فالأرجح أنك لست واحداً منهم (ولا حتى زملائك وأصدقائك المستيقظين باكراً). وعند السؤال عن تلك النخبة، أقر د. دريك، متشككا: “الكثير من هؤلاء كانوا أشخاصا  مشهورين، مثل توماس إديسون،  كانو يأخذون قيلولة قصيرة وإلا  أصبحوا  خاملين خلال النهار. وتخيل كم من الأفكار العبقرية والإنتاج الذى كانوا سيصلون إليه إذا حصلوا على نوم أكثر”.

النوم أفضل من الكافيين

د. شارلز سيزسلر، مدير طب النوم بجامعة الطب بهارفارد، تحدث لصحيفة “وول ستريت جورنال” عام 2008 عن الكيفية  التي يقلل بها  الكافيين  حاجتك إلى النوم، وقال إنه “مثل أخذ أسبرينة  لخفض الحمى.. أنت بذلك لا تتعامل مع مصدر المشكلة”.

يعطى الكافيين مفعولاً ممتازاً فى السيطرة على   النوم بالمنع المؤقت لمستقبلات التعب، وبهذا الصدد، فأنت محظوظ إذا حصلت على النوم عندما تشعر بالإرهاق لأن ذلك  أفضل لصحتك من إجبار نفسك على الاستيقاظ مبكراً، ثم شرب كميات كبيرة من القهوة والشاى، أو مشروبات الطاقة للبقاء مستيقظاً.

الحقيقة تلدغ                        

بالطبع، “البوم الليلى” يشعر بالقليل فقط  من الراحة إذا كان مرتبطا بوظيفة تتطلب منه يوم عمل عادي أو كان  لديك أطفال يجب إطعامهم، وإرسالهم للمدرسة باكراً.

رغم أنه فى عالم مثالى ستتمكن من النوم بضعة ساعات أكثر فى الصباح، لكن إذا كنت مضطراً للالتزام بجدول باكر، فهناك عدة أمور يمكنك القيام بهم لتحسين جودة يومك، منها:

– خطط ليومك المقبل من المساء: قد تخطط لأعمال ومهام شخصية أو مهام عمل أو مزيج من الاثنين معا. التخطيط ليومك من المساء يعد كاستثمار لطاقتك المسائية، ويساعدك على أن تبدأ نشيطاً فى اليوم التالى.

– اعرف متى تكون  انتاجيتك في أعلى مستوياتها:  قد يكون هذا الوقت بعد الظهر، وقد يكون أيضاً فى المساء، أو حتى بعد منتصف الليل. عندما تعرف هذا الوقت، كن استراتيجياً فى كيفية استخدامه.

– حافظ على أفضل أوقاتك إنتاجية: يدعى المستيقظون مبكراً أن أحد  فوائد الاستيقاظ مبكرا هو عدم وجود الكثير من الناس حولهم ، وبالتالي يمكنهم إنجاز أعمالهم دون مقاطعة من أحد. نفس الشىء صحيح إذا كانت أفضل أوقاتك إنتاجية بعد منتصف الليل، لكن إذا كانت بعد الظهر أو المساء، سيتوجب عليك وضع حدود تحفظ بها وقتك وتحميه من المقاطعة التى قد يسببها بعض الاشخاص.

هؤلاء الذين يستيقظون حتى وقت متأخر لا يجب أن يشعروا بانهم تحت ضغط حتى يتحولوا إلى “طيور مبكرة”. فهم (الطيور المبكرة) ليسوا أفضل من الاخرين؛ أهم شىء أن تعلم التوقيت الأفضل لك. عندما تعرف ” متى “تكون أكثر إنتاجاً، سينتظم كل شىء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى