مجتمع

طالبة مصرية لأوباما: جعلتني “بطلة للمستقبل”.. والرئيس الأمريكي: لمستِ قلبي

أوباما رد برسالة إلكترونية على رسالة الطالبة المسلمة

سهيلة البحيري
سهيلة البحيري

زحمة – ترجمة محمد الصباغ

بعثت طالبة تحمل الجنسية المصرية والأمريكية برسالة إلى الرئيس باراك أوباما، مع اقتراب خروجه من البيت الأبيض في يناير من العام المقبل، وبكلمات بليغة وصفت سهيلة حاتم البحيري، 16 عامًا، مشاعرها بعد 8 سنوات من حكم أول رئيس أسود للولايات المتحدة الأمريكية، وكيف مثل لها رمزًا وتسبب في تغيير فكر طفلة صغيرة حتى آمنت بأنها قد تكون بطلة في المستقبل وصوتًا لمجتمعها وأقليتها في الولايات المتحدة.

ورد الرئيس الأمريكي عبر البريد الإلكتروني أيضًا وشكر سهيلة، التي تدرس بكلية ستاتن للتكنولوجيا (Staten Island Technical High School)، وقال إن رسائل كهذه تلمس قلبه وتوضح أن أمريكا في أفضل حال لها مع تمثيل كل الأصوات الأمريكية.

obama

نص رسالة سهيلة التي نشرها والدها عبر فيسبوك:

“أنا طالبة مسلمة عمري 16 عامًا مقيمة في مدينة نيويورك. عندما انتخبت رئيسًا للمرة الأولى كان عمري فقط 8 أعوام. أتذكر متابعة حفل تنصيبك. أصابعي كانت ترتعش من السعادة لأنك مختلف. على عكس كل الرؤساء على مدار التاريخ الأمريكي، أنت أسمر البشرة. كنت مختلفًا. كما كنت مقارنة بزملائي في الفصل، لم يشبهني أي منهم. عندما رأيتك، امتلكت دافعًا فجأة لأن أكون مثلك. لأصنع شيئًا مختلفًا. لأكون قائدة ومناصرة لمجتمعي بسبب حقيقة أنني مختلفة.

بدأت فجأة أتفحص الكتب التي يمكنني الحصول عليها من المكتبة، وأقضي أغلب وقتي في القراءة حول أي شيء وكل شيء. امتلكت الرغبة المفاجئة ليس فقط للتعلم، لكن لاستخدام معرفتي أيضًا في مساعدة الآخرين. صرت أهتم بالناس. لماذا يوجد أناس مختلفون عني؟ ماذا قد تعني هذه الاختلافات؟ أحببت الشعور الذي انتابني عند اكتشاف شيء لم أكن أعرفه من قبل. شعرت أنني أقترب أكثر من أن أكون شخصًا يمكنه صنع التغيير.

كان ذلك عبر الأفكار المبكرة التي جاءتني وأنا طفلة حينما اكتشفت أن لي صوتًا. والآن، لا أخشى الإعلان عن الظلم عندما أراه. لا أخاف من أن أكون الشخص مساعدة الأصدقاء والزملاء والمجتمع. أريد أن أتخصص في الفيزيولوجيا العصبية وأن أكون كاتبة عندما أكبر. أتمنى أن أجد طريقة لدمج شغفي للطب وللجسد البشري مع انبهاري بالكلمات والناس.

وكانت كلماتك، بالعودة إلى عام 2009، عندما تحدثت عن أبطالنا الراحلين وتفاخرت برغبتهم “أن يجدوا معاني في شيء أعظم من أنفسهم”، مما جعل طفلة في الثامنة من عمرها تتخيل نفسها أكثر من مجرد طفلة، ولكن كبطلة للمستقبل. أريد أن أستخدم كلماتي ودراستي لمواصلة مستقبل مكرس لخدمة مجتمعي من البيض والسود والعرب والآسيويين والأمريكيين الأصليين، والجميع.

لذا أردت أن أقول، شكرًا لك. شكرًا على كلماتك وأفعالك. أشكرك على كونك رمزًا لتمكين الأقليات في أمريكا. أشكرك على جعل طفلة مسلمة في الثامنة من عمرها تؤمن بقدراتها. هذه الطفلة الصغيرة في طريقها إلى الجامعة ولم يكن لديها إصرار أكبر من ذلك على إكمال تعليمها وأن تمثل صوت المجتمع، مثلما كنت بالنسبة لمجتمعك.

سأفتقد أروع رئيس. شكرًا على كل شيء، سيد أوباما.

14055798_1621600861469782_2125490767_n

ورد الرئيس الأمريكي في رسالة إلكترونية نصها:
“شكرًا على ما كتبتِ. ما أظهرتيه من التقدم الذي حققناه معا يعني لي الكثير.

الرسائل مثل التي أرسلتيها تبرز أن أمريكا في أفضل حال لها حينما يضيف أشخاص من كل الجوانب في الحياة أصواتهم وآراءهم إلى حوارنا الوطني، وعندما نتوحد معا لتشكيل مسار وطننا. عندما أغادر المكتب البيضاوي سأنضم إليكِ كمواطن عادي من هذا البلد العظيم- أمريكا أقوى ووصلت إلى أبعد وأعلى مما اعتقدنا بأنه ممكن.

وبينما هناك لحظات محورية سنتذكرها دائمًا، أريد أن أخبرك أن الرسائل من أشخاص مثلك -المرسلة من على طاولات المطابخ وغرف النوم بالسكن الجامعي، من أماكن الأمل والخوف، الصعوبات والانتصارقد لمست قلبي وجعلتني ملما بأمور في رئاستي. بقيت معي وجعلتني أتقدم. ودائمًا ومرة أخرى، شكرًا لكِ على الكتابة إليّ. نمطنا في الديمقراطية صعب، ونحن في عمل مستمر من أجل التقدم. لكنني أعدك بأنني وطوال فترتي الرئاسية وما بعدها سأكون بجانبك، كما كنت دائمًا، عاملا على ضمان رقي دولتنا ووصولها إلى قمة مبادئها ومثلها وأن تبقى منارة للأمل والفرص”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى