منوعات

صور وفيديو: نهر وسط الجليد؟..وداعا جرينلاند

صور وفيديو: نهر وسط الجليد؟..وداعا جرينلاند

نيويورك تايمز – إعداد وترجمة: محمد الصباغ

يجري مجموعة من العلماء يتقدمهم، براندون أوفرستريت، المتقدم للحصول على الدكتوراه في علم المياه بجامعة وايومنج الأمريكية، تجارب علمية من “جرين لاند”، حيث الامتداد الجليدي وشمس منتصف النهار التي تستمر لامعة حتى الواحدة صباحاً. خاض أوفستريت طريقه عبر الطبيعة المتجمدة نحو حافة النهر الذي ينتهي بمصب هائل.

يقول صديقه والباحث الذي يشاركه رحلته، لينكولن بيتشر: ”لو سقط فإن نسبة وفاته 100%“.

مهمة الفريق المكون من أوفرستريت وستة آخرين، هي جمع بيانات مهمة من النهر، وهي ضرورية لمعرفة أحد أهم الآثار المترتبة على ارتفاع الحرارة في العالم. وقد تعطي هذه البيانات معلومات غير مسبوقة عن معدل ذوبان الجليد في جرين لاند، أحد أسرع المناطق الجليدية ذوبانا على سطح الأرض، وسيزيد ذلك من ارتفاع منسوب سطح البحر في العقود القادمة بمعدل 20 قدماً.

أجرى العلماء عبر سنوات عدة أبحاث عن تأثير الاحتباس الحراري في العالم على الجليد في “جرين لاند” والقارة القطبية. لكن بينما استخدم الباحثون صوراً بالأقمار الصناعية للجبال الجليدية التي تتجزأ وقاموا بصناعة نماذج لها، كانوا يمتلكون القليل من المعلومات على الأرض، وبالتالي وجدوا صعوبة في التنبؤ الدقيق لمدى سرعة ارتفاع مستوى سطح البحر.

ستمكن تلك المعلومات التي سيحصل عليها الفريق بمساعدة العلماء بشدة من تحديد مدى ارتفاع مستوى سطح البحر في القرن الـ21، وكيف سيخطط البشر في المناطق الساحلية كنيويورك وبنجلاديش لذلك الأمر.

تنفق الحكومة الفيدرالية والي مليار دولار سنويا لدعم الأبحاث في القطبين الشمالي والجنوبي التي يقوم بها آلاف العلماء. ويكون الدعم المادي بموافقة الكونجرس، ويواجه حالياً ضغوطا من الجمهوريين لتقليل المبلغ.

في يوليو وصل الفريق الذي يضم بين أعضائه لورانس سميث من جامعة كاليفورنيا، إلى مدينة كانجرلوسواك بـ”جرين لاند”، التي تعد قاعدة للباحثين الذي يستعدون للعمل على الرقعة الجليدية.

انطلقت طائرة هيلوكوبتر من المكان بمعدات الفريق، وأثناء الرحلة حدق العلماء في سطح الجليد الذي بدا وكأنه لا ينتهي، وعقب 40 دقيقة من الطيران، هبطت الطائرة بحذر بعد التأكد من أن المنطقة صلبة بدرجة كافية للهبوط عليها.  ومع نزولهم على الجليد أصابهم برد ”الصيف“ بجرين لاند، فكانت درجة الحرارة بين 26 و 40 مع رياح مستمرة وشمس ساطعة.

ومع قيام الباحثين بتجهيز المخيم، اقترب أوفرستريت من النهر وجلس صامتاً، فنجاح المهمة معتمد عليه أكثر من أي شخص آخر.

لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليالي، استمر العلماء في قياس النهر، فحوالي 430 ألف جالون من المياه يتدفق كل دقيقة إلى تجويف بين الجليد. وفي النهاية قال أوفرستريت: ”لقد تحولنا إلى العمل مع النهر بدلاً من محاربته، وتعلمنا الكثير منه“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى