صور: كوارتز: امرأة جورجية في الثلاثينات من عمرها تشرف على إصلاح جهاز الشرطة بأوكرانيا
كوارتز – أناليسا ميريللي – ترجمة: محمد الصباغ
مع نهاية عام 2014، حملت إيكاترين زجولادز على عاتقها مهمة ظنّها كثيرون غير واقعية: إصلاح جهاز الشرطة بأوكرانيا، حيث عرف المواطنون لعقود أن الشرطة التي يطلق عليها (مليتسيا) معروفة بالفساد وانعدام الكفاءة. لكن زجولادز أنجزت شيئاً يشبه ذلك من قبل في وطنها الأم جورجيا، فقد قادت هناك عملية هيكلة للشرطة أشيد بها دولياً –وجعلها مؤهلة أكثر من أي شخص لإحداث تغيير في الشرطة الأوكرانية.
كانت الوجه المثالي للتحوّل القادم: امرأة جذابة في ثلاثينيات عمرها، متزوجة من رافايل جلاكسمان، الكاتب والمخرج الفرنسي وابن الفيلسوف المعروف أندريه جلاكسمان، حصلت على دعم الغرب ولقبت بسفيرة التغيير.
كذلك منحت الجنسية الأوكرانية لزجولادز، ومنصب مرموق –النائب الأول لوزير الداخلية- وقائمة مكثفة من التحديات المطلوب منها العمل على إنجازها، مهمة تتطلب سنوات لإنجازها. خطوتها الأولى كانت تجنيد قوة شرطة للعمل بجانب قوات الشرطة الموجودة حالياً (التي ستستبدل في المستقبل.) –مجموعة جديدة تكتسب ثقة أكبر من الشرطة التي تعمل حالياً. البداية كانت من مدينة كييف، كان على القوة الجديدة أن تظهر في الشوارع في يوليو 2015، وهو ما مثّل ضغطاً بحد أقصى من الوقت لعملية التجنيد.
في خلال أسبوعين كان قد تقدم 34 ألف لشغل وظائف في جهاز الشرطة، وتم اختيار ألفين منهم. من بينهم 500 امرأة.
ساعدت الولايات المتحدة بالدعم المادي والتدريب، وقامت دول أخرى كفرنسا وأستراليا بالمشاركة،على سبيل المثال في شراء جزء من المعدات. بعد 10 أسابيع كانت القوة الجديدة جاهزة للتخرج والبدء في الخدمة. كانوا شباب وشابات، معظمهم على درجة جيدة من التعليم، وفي الغالب يعود ذلك إلى ارتفاع نسبة البطالة والوظائف غير المجزية بين من دخلوا برنامج التدريب.
قام المصور ميشا فريدمان بتوثيق العملية منذ بدايتها وكان متواجداً عندما بدأ أعضاء قوات الشرطة الجدد دورياتهم في شوارع كييف، وتحدث لـ”كوارتز” قائلاً بأن رد الفعل العام كان إيجابياً بشكل كبير. وتحديداً النساء اكتسبن ثقة الناس وأثرن الفضول.
لكن تأثير القوات المتدربة الجديدة كان لا بأس به رغم أن عملية الإصلاح في جهاز الشرطة لم تنته. وبالرغم من أنهم عملياً تحت التدريب ولا يمتلكون خبرة الحديث، فتلقى الألفي ضابط الجدد 4 آلاف استغاثة في أول ثلاثة أيام عمل لهم –حوالي ضعف الرقم الذي كان يتلقاه “المليستيا” التي حلّوا محلها في الأسبوع السابق فقط . ويرى فريدمان أن ذلك يرجع إلى الثقة وخاصة فيما يتعلق بقضايا العنف الأسري أو الجنسي، وبسبب الراحة الزائدة عند تقديم الشكوى إلى امرأة حيث كان جهاز الشرطة السابق الذي كان أغلبه من الرجال. ويستمر فريدمان في حديثه ويقول إن الشرطيات الجدد اللاتي يمثلن 25% من القوة الجديدة تم إقرانهن بضباط من الرجال، مما يعني أنه حوالي أكثر من نصف الدوريات الشرطية الجديدة يتواجد بها نساء. من المحتمل أن يجعل ذلك نسبة المرأة في شرطة كييف من الأعلى في العالم.