سياسة

اسوشيتدبرس: جنوب اليمن.. “حلم الاستقلال” يتجدد

 أسوشيتدبرس: الحرب في اليمن قد تؤدي لانفصال الجنوب مرة أخرى 

أسوشيتد برس: حمزة هنداوي – ترجمة: محمد الصباغ

يمكن رؤية علم دولة الجنوب في كل مكان بمدينة عدن الساحلية التي كانت يوماً ما عاصمة للبلاد. وألوان العلم الأحمر والأسود والأبيض مع الأزرق مع النجمة الحمراء مرسومة على الجدران. ويرفرف العلم على المنازل والسيارات ونقاط التفتيش التابعة لمسلحين في الشوارع. وعلى جدار مطل على أحد الطرق الرئيسية يظهر شعار مكتوب بالإنجليزية معناه يقول: ”نريد الحرية“. و آخر ”الجنوب الحر“.

تنتشر المطالبات بالإنفصال وتزداد مع انهيار الدولة وسط الصراعات. واستولى الحوثيون الشيعة على العاصمة صنعاء في الشمال ويزحفون نحو الجنوب كمحاولة لاستكمال السيطرة على الدولة. وأجبر الرئيس عبد ربه هادي على الخروج من صنعاء في البداية ثم حاول البقاء في مدينة عدن الجنوبية. ثم غادر المدينة والبلاد كلها.

وبدأت السعودية ضربات جوية في اليمن في محاولة لطرد الحوثيين من المعاقل التي استولوا عليها. وبقى مؤيدو هادي خلف ذلك ومعهم وحدات في الجيش وميليشيات موالية له أيضاً. لكن الكثير في الجنوب يبدو أنهم يحاربون ليس من أجل إعادة هادي إلى السلطة، لكن من أجل إقامة دولتهم المستقلة.

ومما يؤجج مشاعر الانفصال في الجنوب، ومعظمه من السنة، هو الاعتقاد المتزايد بأن الحوثيين هم قوة شيعية مدفوعة من إيران للسيطرة على البلاد. ويعد الحليف الأكبر للحوثيين في اليمن هو الرئيس المستبد السابق على عبد الله صالح، الذي حكم البلاد لقرابة 40 عاماً حتى الإطاحة به في عام 2011 وكان مكروهاً من قبل الجنوب.

 وبالفعل انضم أعضاء من الحراك الجنوبي، المجموعة الرئيسية المؤيدة للاستقلال، إلى القوات الموالية لهادي والقوات المسلحة في دفاعهم ضد المتمردين، وذلك حسب قول شفيع العبد الناشط والعضو البارز في الحراك.

ويقول العبد: ”واجبنا الدفاع عن الجنوب. إنها المعركة التي قد تكون في نهاية المطاف من أجل الحرية والإستقلال. نحن في الحركة سوف نتخلى عن سلميتنا و نحمل السلاح ضد الحوثيين“.

ليس الصراع الجنوبي الشمالي فقط هو الذي قد يسقط اليمن، فالمخاطر متساوية مع الإنقسامات الطائفية، التي كانت خامدة لفترة طويلة في اليمن.

حوالي 30% من سكان اليمن شيعة، ينتمون إلى الطائفة الزيدية، التي يتواجد معظمها في اليمن. وبقية الشعب من السنة. بالفعل تقاتل بعض القبائل السنية في الشمال ضد الهيمنة الحوثية، وبعضهم يتحالف مع تنظيم القاعدة والبعض الآخر تدعمه المملكة السعودية. وتتجزأ أيضاً القوات المسلحة والحكومة من مدينة إلى مدينة في أنحاء البلاد، فالبعض يدعم عبد الله صالح والحوثيين وآخرون يدعمون منصور هادي.

يشعر الكثير من الجنوبيين أنهم سيكونون بحال أفضل لو انفصلوا. لكن يبدو أنهم يجب أن يقاتلوا تحالف صالح والحوثيين القوي. معظم وحدات الجيش المدربة جيداً والمعدة عسكرياً مازالت تدين بالولاء لصالح منذ عزله عام 2011 و يقاتلون بجانب الحوثيين حالياً. يقول زيد السلامي الناشط الجنوبي: ”الأزمة في اليمن أكبر الآن بكثير من قضية الجنوب. وخيار حرب الإستقلال مرجح أكثر الآن“.

عقب أكثر من 100 عام من الإستعمار البريطاني لليمن الجنوبية، أصبحت دولة مستقلة منذ عام 1967 وحتي عام 1990 و كانت تحكمها حكومة إشتراكية. ويرى الجنوبيون أنفسهم مختلفين ثقافياً عن الشمال، حيث يرونه أكثر قبلية و أكثر تشددا من الناحية الدينية، وفي الماضي منذ عقدين تخلى الجنوب عن عاداته الإشتراكية. والآن يمكن أن نرى عددا كبيرا من الرجال يتباهون بلحاهم الطويلة والنساء يرتدون النقاب، كعلامات على الإسلام المحافظ.

وتعيد المواجهة الوشيكة حالياً ذكريات حرب اليمن عام 1994 المدمرة، عندما قضت حكومة صالح على محاولة إنفصال جنوبية عقب اتحاد اليمن بعامين فقط.

أما سلوى مبارك، التي عملت كمستشارة لصالح لمدة 15 عاماً تقريباً بصنعاء، وتعمل حالياً رئيسا لمركز المصدر للأبحاث بعدن، تقول: ”سوف يريح الإنفصال الجنوبيين من معاناتهم خلال سنوات ما بعد الاتحاد“. وأضافت: ”الآن بما أن إيران متورطة في الشمال بدعم الحوثيين، فنحن في حاجة  إلى الإستقلال. سوف تندلع حرباً في الشمال“.

ينتمي منصور هادي إلى الجنوب. لكن عقب فراره إلى عدن أصر هادي على أن مقاومته للحوثيين كان هدفها الإبقاء على وحدة الأمة. وقال سلطان العتواني مستشار هادي للأسوشيتد برس بعدن إن المؤشرات الحالية توحي بالإنفصال لكنه حذر من حدوث ذلك. وأضاف: ”الوضع الخطر في اليمن الآن لن يسمح بظهور دولتين شمالية و جنوبية بشكل واضح. فمستقبل اليمن في وحدته. وأي شخص يعمل في حملة للإنفصال حالياً سوف يكون سطحياً“.

لكن هذا الموقف ستتجاوزه الأحداث المستجدة. والقادة الجنوبيين السياسيين،الذين تجمعهم خلافات أيدلوجية وصراعات، من المقرر أن يتقابلوا في أبو ظبي قريباً لرسم مستقبل منطقتهم. ولو حدث هذا الاجتماع سيكون الأول منذ أكثر من 20 عاماً. وقد يجد منصور هادي نفسه مدفوعاً من الجنوبيين ليقود الحركة لو أحكم تحالف صالح والحوثيين سيطرتهم.

يقول ردفان الدبيس، عضو بارز في الحركة الشعبية الإنفصالية، عما إذا كان هادي قادراً على توحيد الفصائل الجنوبية إن ”الجميع يحترمه.. الجنوب سوف يظهر إلى العالم تحت إدارة جديدة“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى