أخباراقتصاد

صفقة اندماج مُرتقبة بين “فيات كرايسلر” و”رينو”

في صفقة قد تُنشئ ثالث أكبر شركة عالمية جديدة لصناعة السيارات

أعلنت شركة صناعة السيارات الإيطالية الأمريكية “فيات كرايسلر” أنها قدَّمت اقتراحا باندماج ”تحولي“ لرينو، في صفقة قد تُنشئ ثالث أكبر شركة عالمية جديدة لصناعة السيارات.

تقول “فيات كرايسلر”، حسب “رويترز“، إن الصفقة ستُنشئ شركة صناعة سيارات تبيع 8.7 ملايين سيارة سنويا مع وجود قوي في مختلف المناطق الرئيسية، وأسواق وتكنولوجيا السيارات، وستحقق وفورات تُقدّر بخمسة مليارات يورو (5.6 مليارات دولار) سنويا.

وإذا نجح اقتراح الدمج فإن ارتباط “فيات كرايسلر” و”رينو” سيغيّر المشهد التنافسي لشركات تصنيع السيارات من “جنرال موتورز” إلى “بي.إس.إيه” صانعة بيجو، والتي أجرت في الآونة الأخيرة محادثات غير باتة مع “فيات كرايسلر”.

وقد تكون له أيضا آثار كبيرة على تحالف “رينو” مع “نيسان” المستمر منذ عشرين عاما، والذي أضعفته بالفعل الأزمة المحيطة بإلقاء القبض على رئيس مجلس الإدارة السابق للتحالف السابق كارلوس غصن وعزله أواخر العام الماضي.

وعن تغطية العلامة التجارية للسوق، تقول “فيات كرايسلر”: “محفظة العلامات التجارية الواسعة والمتكاملة ستوفّر تغطية كاملة للسوق، من السيارات الفاخرة حتى السيارات العادية”.

ومن شأن خطة “فيات كرايسلر” و”رينو” دمج شركتَي صناعة السيارات في شركة قابضة هولندية مدرجة. وبعد دفع توزيع خاص بقيمة 2.5 مليار يورو إلى مُساهمي “فيات كرايسلر” فإن كل مجموعة ستحصل على 50 في المئة من أسهم الكيان الجديد.

وحسب بيان “فيات” فإنّ الصفقة المقترحة تتضمّن دمج أنشطة الشركتين في إطار شركة قابضة مسجلة في هولندا، مضيفةً أنها لن تتضمن غلق أي مصانع.

من جانبها، قالت شركة “رينو” في بيان منفصل إن “مجلس إدارتها سيجتمع الإثنين لمناقشة الاقتراح”.

تأتي هذه المحادثات، حسب ما ذكرته وكالة “بلومبرج”، في الوقت الذي تواجه فيه شركات صناعة السيارات في مختلف أنحاء العالم ضغوطا متزايدة لزيادة الإنفاق على تطوير تقنيات جديدة ومواجهة التطورات مثل خدمات النقل الذكي التي تُقلّل رغبة العملاء في امتلاك سيارات خاصة.

في الوقت نفسه فإن تراجع المبيعات في أسواق السيارات الرئيسية في العالم وهي الصين والولايات المتحدة وأوروبا يزيد حالة الغموض التي تحيط بصناعة السيارات العالمية.

تقول مصادر مطلعة لـ”رويترز”، إن الشركة سيرأسها جون إلكان رئيس عائلة أنييلي التي تسيطر على 29 في المئة من “فيات كرايسلر”، وإن رئيس رينو جان دومينيك سينار سيصبح على الأرجح الرئيس التنفيذي.

خضع اندماج “فيات كرايسلر” و”رينو” لدراسة على فترات متقطعة منذ سنوات من جانب صانعي السيارات، لكن العلاقات المتوترة بين غصن والرئيس التنفيذي الراحل لـ”فيات كرايسلر” سيرجيو مارتشيوني جعلت من إجراء محادثات اندماج بنّاءة أمرا مستحيلا إلى بعد وفاة مارتشيوني المفاجئة في يوليو تموز الماضي، وذلك حسب مصادر مصرفية.

ويتنامى الضغط للاندماج بين شركات صناعة السيارات مع التحديات التي يواجهها القطاع من السيارات الكهربائية، وتشديد القواعد التنظيمية المتعلقة بالانبعاثات، والتكنولوجيات الجديدة الباهظة التكلفة التي يجري تطويرها للسيارات المتصلة بالإنترنت والسيارات ذاتية القيادة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى