سياسة

صراع روسي أوكراني في البحر.. هل تقوم الحرب؟

صراع بين روسيا وأوكرانيا في البحر.. وحراك دولي لاحتواء التصعيد

زحمة- وكالات

قال الجيش الأوكراني، الأحد، إن الزوارق الروسية فتحت النار على 3 من سفنه بالقرب من شبه جزيرة القرم واستولت عليها، ما أدى إلى تصعيد المواجهة على مضيق كيرتش، وهو ممر مائي رئيسي له أهمية استراتيجية بالنسبة للبلدين.

وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان أن الزوارق الحربية الصغيرة بيرديانسك ونيكوبول وزورق السحب يانا كابو تعرضوا للهجوم. وقالت البحرية الأوكرانية أن 6 من البحارة أصيبوا في الحادث.

وأطلقت قوات روسية النار، واحتجزت ثلاث سفن حربية أوكرانية، قبالة سواحل شبه جزيرة القرم- التي استولت عليها روسيا قبل سنوات- وذلك في تصاعد جديد للتوتر بين البلدين.

وخلال اجتماع لمجلس الأمن والدفاع الوطني في كييف، وصف الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو التصرفات الروسية بأنها “مجنونة وغير مبررة”.

لكن الأزمة بدأت حينما اتهمت روسيا سفنا أوكرانية، بالدخول بطريقة غير قانونية في مياهها، ومنعتهم من الإبحار في بحر أزوف.

ووضعت روسيا ناقلة نفط، تحت جسر يمتد فوق مضيق كيرتش. ويعد المضيق هو المعبر الوحيد إلى بحر آزوف الذي تتقاسمه الدولتان.

وعبرت موسكو عن احتجاجها القوي على الانتهاك الصارخ لقواعد العبور السلمي للسفن في مياه روسيا الإقليمية في البحر الأسود من قبل سفن تابعة للبحرية الأوكرانية في الـ25 من نوفمبر 2018.

وأضافت موسكو في بيان صدر عن وزارة الخارجية اليوم الاثنين أنها “طالبت مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لبحث الوضع القائم”.

وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو “كانت قد حذرت مرارا النظام في كييف ورعاته في الغرب من خطورة نشر الهستيريا المفتعلة حول بحر آزوف ومضيق كيرتش”.

واعتبرت الخارجية أن انتهاك السفن الأوكرانية الثلاث للمياه الروسية في بحر آزوف “يمثل عملا استفزازيا مدبرا ومخططا بدقة في شكله وزمنه بغية إشعال بؤرة توتر جديدة في هذه المنطقة وخلق ذريعة لتشديد العقوبات ضد روسيا”، فضلا عن “صرف الانتباه عن المشاكل الداخلية في أوكرانيا”.

وأضافت: “وخير دليل على ذلك عزم كييف فرض حالة التأهب القصوى في البلاد وهو ما يبدو أمرا بغيضا ومقرفا في ضوء الانتخابات الرئاسية المقبلة في ربيع 2019”.

وحذرت روسيا الجانب الأوكراني من أن “السياسة التي تتبعها كييف بتنسيق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والرامية إلى تصعيد التوتر مع روسيا في حوضي بحر آزوف والبحر الأسود محفوفة بعواقب خطيرة، حيث ستردع روسيا بشكل صارم أي محاولات المساس بسيادتها وأمنها”.

ما هو رد الفعل الدولي؟

دعا الاتحاد الأوربي روسيا، إلى “إعادة حرية المرور في مضيق كيرتش”، وحث “جميع الأطراف على التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس”.

وقال حلف شمال الأطلسي (ناتو) إنه “يؤيد تماما سيادة أوكرانيا، ووحدتها الإقليمية، بما في ذلك حقوقها الملاحية في مياهها الإقليمية”.

وأضاف الناتو أن روسيا يجب أن “تضمن مرورا من دون عوائق إلى الموانئ الأوكرانية على بحر آزوف”.

وطلبت أوكرانيا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، ودعت إلى رد فعل دولي ضد موسكو.

ما خلفية هذا الحدث؟

يقع بحر آزوف الضحل شرق شبه جزيرة القرم، وإلى الجنوب من مناطق في أوكرانيا، يسيطر عليها جزئيا انفصاليون موالون لروسيا.

ويقع ميناءان أوكرانيان حيويان على ساحله الشمالي، وهما بيرديانسك وماريوبول، حيث يجري عبرهما تصدير الحبوب والصلب، واستيراد الفحم.

في عام 2003، وقعت أوكرانيا وروسيا اتفاقية، عرفت بحر أزوف بأنه مياه داخلية لكلا البلدين.

ومنحت الاتفاقية حرية الملاحة لجميع السفن الأوكرانية والروسية.

لكن روسيا بدأت مؤخرا في تفتيش كل السفن، التي تذهب إلى أو تأتي من موانئ أوكرانيا.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، حذر الاتحاد الأوروبي من أنه سيتخذ “تدابير مستهدفة”، لعلاج هذه المشكلة.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فيدريكا موغيريني: “الموقف في بحر آزوف يضر ليس فقط بالاقتصاد الأوكراني، وإنما أيضا بالكثير من السفن، التي ترفع أعلام دول الاتحاد الأوروبي”.

وبدأت إجراءات التفتيش الروسي، عقب احتجاز أوكرانيا سفينة صيد من شبه جزيرة القرم، في مارس/ آذار الماضي.

وقالت روسيا إن تفتيش السفن يرجع لأسباب أمنية، مشيرة إلى تهديد محتمل للجسر من متطرفين أوكرانيين.

وقتل أكثر من 10 آلاف شخص، في إقليمي دونتيسك ولوهانسك شرقي أوكرانيا، منذ أن تمرد انفصاليون على حكومة كييف، في أبريل/ نيسان من عام 2014.

وتتهم أوكرانيا ودول غربية روسيا، بإرسال قواتها إلى المنطقة وتسليح الانفصاليين.

وتنفي موسكو ذلك، لكنها تقر بأن “متطوعين” روسيين يساعدون المتمردين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى