سياسة

صديق الرهينة كايلا مولر: أنقذت حياتي وماتت

خاطفو الرهينة الأمريكية سألوها إذا كانت متزوجة من صديقها السوري، فأنكرت لتحميه

 

kayla_3200574b

Telegraph- AP

ترجمة دعاء جمال

كانت كايلا مولر محتجزة في زنزانة بسوريا، في مواجهة زنزانة صديقها عمر الخاني الذى ادعى أنه زوجها. لو كانت مولر أخبرت خاطفيها بأنها زوجة الخاني، لربما اطلق سراحها. بدلاً من ذلك، نفت أن تكون زوجته.

أكدت الحكومة الأمريكية وعائلة مولر وفاتها الأسبوع الماضى. ومنذ ذلك اليوم، يتجمع مئات الأشخاص لتكريمها فى بلدتها ومدينة فلاجستاف، حيث التحقت بجامعة “نورث أريزونا”.

أقنع الخانى مجموعة من الناس أن يتركوه يناشد الخاطفين من أجل إطلاق سراحها، لكنه غادر الحجرة خاوي الوفاض. وقال إنه ألقى فى زنزانة أخرى. ويضيف أنه رأى وجهها لبضع ثوان عندما كشفه الحراس ليروه أنها مولر.

 أخبر الحراس مولر، 26 سنة، أن صديقها الخاني لن يتعرض لأذى إذا أخبرتهم هي بالحقيقة، لذا من الواضح أنها إاتزمت بالامانة في كلامها لإنقاذه بدلاً من استغلال فرصة ضئيلة لإنقاذ نفسها. ويقول الخانى:”ما كانوا سيتركونها بأي حال من الأحوال لأنها أمريكية.. ولا معنى من بقائنا هنا، ربما أرادت إنقاذى. ربما لم تعلم أننى عدت لإنقاذها”.

تلك كانت طبيعة مولر، الرهينة الأمريكية من أريزونا، التى كانت سعيدة وراضية بدون ملابس جديدة، أو مجفف شعر، أو مكياج، وام جنته من أجور كان مقابل مجهوداتها كعاملة إغاثة دولية تساعد الأخرين.

تحدث الخانى إلى وكالة “اسوشيتد برس” الأحد في مقابلة مرئية عبر الانترنت من تركيا فى واحدة من أولى مقابلاته، موضحا كيف ألتقى بمولر فى 2010 وأخر مرة رآها فى 2013 كسجينة لتنظيم الدولة الإسلامية.

 احتجز كل من مولر والخانى كرهائن فى أغسطس 2013 بعد مغادرتهم لمستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود فى حلب، سوريا، حيث يعمل الخاني لإصلاح وصلات الإنترنت. توسلت إليه مولر كي ترافقه وترى المعاناة بنفسها وتساعد الناس، رغم  مخاطر السفر في منطقة تمزقها الحرب. يقول إنه وافق على مضض. ويضيف: ” تجادلنا بهذا الشأن. فى النهاية، كنت خائفاً أنها إذا لم تأت معى، ستذهب مع شخص آخر”.

استفادت مولر من بقاء صديقها غير المتوقع لليلة طويلة فى المستشفى عندما احتاجت الاصلاحات لوقت أطول، وسألت نساء سوريات كيف يسيرن أمور حياتهن اليومية.  وخلال ما كان يجب أن تكون رحلة لعشر دقائق إلى محطة الحافلات فى اليوم التالى، تعرضت مولر، والخانى، وسائق التاكسى وشخص رابع لكمين مسلح وهددوا بالقتل.

بقيت مولر رهينة بينما أطلق سراح الخاني بعد شهرين من الضرب والاستجواب عن عمله كمصور، وديانته وعلاقته بمولر.

وعكس نصيحة أصدقائه، يقول الخانى، إنه عاد لسوريا من  تركيا بعدها فى 2013 في محاولة لاسترجاع المرأة التى قابلها منذ ثلاثة أعوام بالقاهرة، بعد استجابتها لإعلان نشره لإسكان الزوار الأجانب.

أقامت مولر أقل من أسبوع فى القاهرة، لكن الخاني يقول إنهما ارتبطا سريعا ببعضهما البعض واستمرا على تواصل من خلال الإنترنت وسافرا معاً، وكانا يتناقشان حول طرق تمكنهم من تغيير العالم. أصبحا صديقين مقربين، وقال إنه وعدها أنه سيعتني بها دائما.

وبينما كانت مولر تدرس اللغة الفرنسية في فرنسا استعدادا للسفر إلى شمال أفريقيا، كانت تشجع صديقها على متابعة حلمه ومساعدة زملائه السوريين. وفى النهاية انضمت له فى تركيا بالقرب من الحدود السورية.

يقول الخانى إنه حدثها كثيراً عن سوريا، حيث سيطرت إراقة الدم على البلاد الواقعة تحت حكم الرئيس السورى المحاصر بشار الأسد، وأرسل لها تسجيلات، صور ومعلومات أخرى استخدمتها فى مدونتها. حوالى نصف سكان سوريا نزحوا، وحوالى 200 ألف شخص ماتوا خلال الصراع. ويضيف: “أرادت أن يستخدم الجميع حريتهم لمساعدتنا على نيل حريتنا”.

يقول الخاني عندما اختطفنا سوياً واحتجزونا، كان على الأقل لدي تأكيدات بأنها حية. كان يسعل أو يقول شيئاً ليتأكد أن صوته مسموعاً، وأحياناً كانت تسعل بالمقابل. أحياناً أخرى، كان هو أو زملائه بالزنزانة ينظرون تحت الباب ليروا الصندل الذى كانت ترتديه. أطلق سراح الخاني  بعد حوالى 20 يوماً، لكن قيل له أن ينسى أمر مولر ومعدات الكاميرا الخاصة به.

ويقول صديق مولر إنه كان يتواصل مع عائلتها وكان يحمل نفس الأمل خلال الـ18 شهراً من الاختطاف بأنها على قيد الحياة، وأقنع نفسه أن مليشيات داعش ستطلق سراحها، بعد أن يدركوا أنها كانت فى سوريا فقط لمساعدة الناس. وينهاي حديثه: “لم أتوقع أن أتلقى مكالمة من شخص ما يقول لى (أنا أسف)”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى