منوعات

صادق خان ليس الأول.. المسلمون حكموا مدنًا أوروبية كبرى منذ 1300 عام

صادق خان ليس الأول.. المسلمون حكموا مدنًا أوروبية كبرى منذ 1300 عام

Juancole

إعداد وترجمة- محمد الصباغ

أعلنت وسائل الإعلام في بريطانيا والعالم أن صادق خان، الفائز بمنصب عمدة لندن، هو “أول عمدة مسلم لمدينة أوروبية كبرى”، ويعنون بالطبع أول عمدة مسلم لمدينة غربية كبرى في العصر الحديث.

تم انتخاب مجلس مقاطعة لندن لأول مرة عام 1889، ويُنتخب العمدة بشكل مباشر، فقط منذ عام 2000، وكل القادة المدنيين كان يتم تعيينهم حتى فترة ليست بالبعيدة.

كانت أوروبا غير مأهولة بسبب الجليد. ومع الذوبان، شهدت القارة موجات هجرة عديدة من دول تسمى حاليا تركيا وسوريا، وأيضا من أوراسيا وإفريقيا.

وبدأت المسيحية في الانتشار بشكل حقيقي في أوروبا من القرن الرابع الميلادي، وبالعودة إلى التاريخ، كانت أجزاء كثيرة من إسبانيا تحت الحكم الإسلامي من 711 إلى 1492. وعلى سبيل المثال، أعلن عبد الرحمن الأول نفسه أميرا لقرطبة عام 756، ونتحدث هنا عن مدينة أوروبية كبرى، فخلال القرن العاشر كانت أكثر المدن المليئة بالسكان في العالم.

واستمرت الإمارة العربية المسلمة على صقلية في الفترة من 831 إلى 1072. على سبيل المثال، كان جعفر الكلبي أميرًا لها في الفترة من 983 إلى 985، وعمدة باليرمو العاصمة.

كما حكمت الإمبراطورية العثمانية أغلب مناطق دولة اليونان في الفترة من 1458 إلى 1832. وفي الصورة الحاكم العثماني لأثينا عام 1815 (قبل قرن ونصف القرن من استقلال اليونان).

وحكم العثمانيون أيضا الكثير من الأراضي التي تتبع المجر حاليا في الفترة من 1541 إلى 1699، وكانت بودا -نصف حروف العاصمة الحالية بودابست- عاصمة مقاطعة الإمبراطورية، وبالطبع لا يمكننا أن ننسى أن إسطنبول أحد أكبر العواصم الأوروبية، رئيسها هو قادر طوباس، المسلم.

إذن فحُكْم المسلمين للمدن الأوروبية الكبرى كان أمرا مألوفا لقرابة 1300 عام، وحتى في بداية القرن العشرين، كانت بعض مدن البلقان يحكمها مسلمون.

انتصار “صادق خان” أمر عظيم، ويجب أن نكون سعداء بأن الحملات الشعواء ضده قابلها اللندنيون بشكل جيد. لصادق خان أسلاف مسلمون لمعوا في قيادة المدن الأوروبية.

والرد بأن هؤلاء كانوا غزاة وليسوا منتخبين أمر سخيف، فكل قادة المدن كانوا غزاة أو معينين بواسطة غزاة حتى وقت قريب. كان يحكم النورمانديون بريطانيا، وكانت القبائل الجرمانية في فرنسا وإيطاليا غزاة، وجاءت القبائل السلافية إلى أوروبا الشرقية من الشرق، ولم تختلف السيادة الإسلامية عن ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى