أخبار

شقيقة “معتقل الدفوف” لزحمة: أخي مات في السجن “لأنهم مايعرفوش فرنساوي”

القصة الكاملة لوفاة جمال سرور حسب شهادات أهل المتوفي

جمال سرور

كتبت- غادة قدري

استكمالا لقصة  جمال سرور المعروف إعلاميًا بـ “معتقل الدفوف” تواصل “زحمة ” مع السيدة نظيرة  شقيقة المتوفي  لتوضيح وتصحيح  حقائق كانت غائبة خاصة مع تضارب الأقاويل حول الأسباب الحقيقية لوفاته.

الأسبوع الماضي وفي يوم عزاء جمال سرور، انتقل “زحمة” إلى منزله والتقينا أرملته “راوية”، التي حضرت من فرنسا لاستقبال عزاءه،التي أخبرتنا عن حالة زوجها الصحية قبل وفاته.

لكن  التقرير الذي نشره أثار زحمة غضب عدد العائلات النوبية في القاهرة وأسوان بزعم “عدم دقة المعلومات التي أخبرتنا به “أرملته””،  ولأنه يقولون إنه  لم يكن مصابًا بالسرطان كما قالت زوجته، ولتوضيح كافة الحقائق والجوانب من جميع الزوايا، تواصل “زحمة” مع عائلة المتوفي الذين تابعوه يومًا بيوم أثناء رحلة اعتقاله وحتى يوم وفاته، حيث أن أرملة الراحل لم تأت إلى مصر طيلة الشهرين الماضيين وحضرت فقط لتتلقى عزاءه يوم الأحد الماضي.

وأثناء لقائنا بشقيقة المتوفي، أجلستني إلى جوارها بين سيدات أخريات شابات بينهن بنات أخوته وأخواته، وشقيقاته الأصغر سنًا.

بدأت نظيرة حديثها مشددة على أن شقيقها خرج من منزله ثالث أيام العيد الموافق 3 سبتمبر بالتزامن مع احتفالات يوم النوبة العالمي، إذ شارك في هذ اليوم وسط زملاءه بالدفوف والغناء والتصفيق، وكان يحمل في سيارته مبالغ مالية يهب منها للفقراء “العيدية”، إلى أن تم القبض عليه مع آخرين لأنهم لم يحملوا تصريحًا بذلك.

وتابعت نظيرة: كان شقيقي ميسورا، وجدوا في سيارته ما يقرب من 28 ألف جنيه، تبقت قبل أن يأخذها أصحاب النصيب، إلا أن السلطات وجهت لشقيقي تهم أخرى بتمويل تظاهرات، وهي في الحقيقة “أموال وهدايا للفقراء واليتامى”

وتابعت: قضى شقيقي 15 يومًا في السجن،  كان القاضي يأت ثم يذهب 5 مرات، ولم يبت في أمر المعتقلين، حتى أصيب جمال باليأس.

وأوضحت: كان السجن صعبًا على شقيقي لأنه مريض، لقد عانى من عدة مشكلات صحية مزمنة تستوجب علاجًا طويلًا، منها ضغط الدم المرتفع، وكان يتناول علاجا للقلب، إذ أنه عانى جلطة سابقة، وأجرى عمليتين في المخ بسبب حادث أدى إلى تجمع دموي، ثم نزيف في المخ وتم نقله قبل فترة إلى فرنسا وخضع لجراحة أزال خلالها تجمعًا دمويًا.

وأوضحت “جمال لم يكن مصابًا بالسرطان كما قالت زوجته ولدينا تقريرًا طبيًا  مترجمًا من المستشفى في فرنسا بحقيقة مرضه، وتم تصديق التقرير في وزارة الخارجية المصرية، ولم يكن مذكورًا فيه أنه مصاب بالسرطان.

وتابعت:  عندما أعتقل جمال كان معه علاج يكفيه لمدة شهرين، لكن العلاج نفد منه يوم 28 أكتوبر فأحضر له شقيقه علاجه من فرنسا، لكن إدارة السجن طلبت الانتظار حتى يتسنى ترجمة العلاج قبل إدخاله للسجين.

واستطردت: عندما زرته يوم 31 أكتوبر،  شاهدت علامات الإعياء على عينيه وملامحه، فسألته  وأخبرني أنهم منعوا دخول العلاج له، وعندما خرجت من الزيارة سألت عن الضابط المسؤول، ووجدته يمارس التمارين الرياضية في  “الجيم”

وطلبت منه بل ورجوته أن يسرع بإدخال الدواء لجمال وقلت له “اعتبرني زي والدتك” فأخبرني “مش لاقيين حد يترجم فرنساوي”

كررت رجائي مرات أخرى أن يسارع بالترجمة أو حتى اللجوء إلى ترجمة “جوجل” أو الاستعانة بأي صيدلية، -على الرغم من عبوات الدواء هي نفسها  التي تناولها شقيقي طيلة شهرين في المعتقل-.

فقال لي الضابط  “هذه مسؤوليتنا” ولم يدخل له  العلاج أيام الأربعاء والخميس والجمعة حتى وفاته يوم السبت.

وألقت نظيرة باللوم على الضابط المسؤول وقالت “الضابط هو السبب في وفاة  شقيقي، لقد امتنع عن إعطاءه الدواء”

وقالت: “أنا مؤمنة أن هذا أجل شقيقي”.

وتابعت: شقيقي توفى بداخل السجن، في نهار وفاته استيقظ في الصباح وتناول الإفطار مع زملائه وشرب عصير (لم يكن مضربًا عن الطعام)، ثم بدأ يشعر بألم في صدره واستنجد بزملاءه لينقذوه، أخرجوه على مصطبة، وكان يفصل  بين المعسكر والشرطة بابًا، المحبوسين استمروا في النداء على الشرطة ودق الباب لطلب النجدة، لكن هيهات.. لم يجيبهم أحد”

كان من المفترض أن أزوره يوم وفاته لكنه طلب مني عدم الحضور، لم يقدر لي أن أراه، وعندما علمت من زملاءه أنه يشعر بالإعياء، اتصلنا بالمحامي، ثم حضرت النيابة التي طلبت سيارة إسعاف.. كل هذه الإجراءات استغرقت ثلاث ساعات ونصف، عندما وصلت سيارة الإسعاف كان شقيقي قد لفظ أنفاسه الأخيرة، وحضرت الشرطة وطلبت من الإسعاف أن يحملوا جثة شقيقي ويكتبوا تقريرا طبيا أنه توفي بغيبوبة سكر أثناء نقله إلى المستشفى.

في تلك الأثناء سادت حالة من الغضب بين المحبوسين حتى ألقى واحد منهم بنفسه تحت عجلات سيارة الإسعاف وقال لهم “اقتلوني كما قتلتم جمال سرور،  لن تخرج جثة جمال من هنا إلا عندما تحضر النيابة وتعلم بوفاته داخل السجن”.

لكن السيارة خرجت مع ذلك ، وانتقلت إلى المستشفى  حيث كنت قد وصلت هناك ووجدت سيارات الشرطة والأمن المركزي، ودخلت جثة شقيقي إلى المشرحة.

أنا لا أتّهم الشرطة ، بل أتهم الضابط”و” فقط هو الذي رفض إعطاءه الدواء، وعلمت أنه دخل في مشادات مع جمال، وانتقم منه لمدة أسبوع برفض إدخال العلاج.

وعلى الرغم من أن جميع الظباط والعساكر كانوا يعامون المساجين بإنسانية، فجمال كان محبوبًا بين الظباط والعساكر في المعتقل كان يخبرنا أن المعاملة جيدة، باستثناء ضابط واحد كان يتعمد إيذاءه وحبسه إنفراديا 48 قبل وفاته بأسبوع.

لقد تعمد إهانته وإهانتنا أثناء زيارته.

يذكر أن سرور و24 آخرين من نشطاء النوبة  اعتقلوا منذ شهرين بتهمة التظاهر بدون ترخيص لتنظيمهم مسيرة غنائية بالدفوف  في كورنيش أسوان يوم 1 سبتمبر الماضي تحت شعار “العيد أحلى في النوبة” مطالبين بإعطاء الأولوية للنوبيين في التوطين بمشروع المليون ونصف المليون فدان.

تقرير طبي بحالة جمال سرور الصحية مترجم ومصدق من الخارجية المصرية

رسالة قالت شقيقة سرور إنها وصلتها من أحد السجناء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى