أخبارسياسة

إلغاء الاتفاق النووي الإيراني.. قلق مصري وترحيب إسرائيلي ومعارضة دولية

ضغوط دولية على ترامب تحثه باتجاه عدم إلغاء الاتفاق النووي الإيراني

وكالات- زحمة

قبل ساعات من الكلمة الفاصلة بشأن البقاء على الاتفاق النووي الإيراني أو إلغاءه يترقب العالم ما سيقرره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غدًا، وفي الأثناء أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن السلطات المصرية “تابعت باهتمام” تفاصيل الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران، معتبرة أنها “تضمنت عناصر تحمل أسباب ودواعي قلق مصر البالغ تجاه سياسات إيران”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبوزيد، في بيان، إن “مصر تابعت باهتمام تفاصيل الاستراتيجية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، وما تضمنته من عناصر تحمل أسباب ودواعي قلق مصر البالغ تجاه سياسات إيران التي تؤدي إلى عدم استقرار دول المنطقة، وتؤثر على الأمن القومي العربي، وأمن منطقة الخليج الذي يُعد امتدادا للأمن القومي المصري”.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن “مصر طالبت دوما بضرورة تعزيز عوامل بناء الثقة في الشرق الأوسط من خلال أهمية تبني القوى الإقليمية سياسات ومواقف لا تشكل تهديدا لاستقرار وأمن المنطقة، والتوقف عن أي تدخلات سلبية في الشؤون الداخلية للدول العربية”.

مصر: الاستقرار أولًا
وتابع أبوزيد بالقول إن “موقف مصر الثابت يدعو إلى ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي وكافة أسلحة الدمار الشامل، واحترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، بما يعزز من استقرار منطقة الشرق الأوسط وإيجاد حلول مستدامة للأزمات التي تمر بها المنطقة”.

الإمارات: خطر إيراني

وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش دعا، في وقت سابق، إلى إعلان مواقف واضحة تجاه “الخطر الإيراني وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة”، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين. وسارعت الدول الثلاث بإعلان ترحيبها دعمها للاستراتيجية الجديدة التي اتخذها ترامب ضد إيران والاتفاق النووي الإيراني والحرس الثوري، بينما لم تعلق قطر، التي تطالبها دول المقاطعة بقطع علاقتها مع إيران، على استراتيجية ترامب.

ترحيب إسرائيلي

رغم المعارضة الدولية رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بما وصفه بـ “القرار الشجاع” الذي اتخذه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب حول الاتفاق النووي مع إيران.

ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استراتيجية جديدة تجاه إيران  غدًا الإثنين التي يتهمها بالسعي إلى “الدمار والموت”.

ويعتقد أن هذه الاستراتيجية ستركز على أنشطة طهران غير النووية، ولاسيما ما يتعلق بالحرس الثوري الذي يتهم بـ”دعم الإرهاب”.

كما تدعو الاستراتيجية الجديدة إلى الحزم في تطبيق الاتفاق النووي الذي وقع بين طهران والقوى العالمية عام 2015.

ويتوقع ألا يؤكد ترامب للكونغرس التزام إيران بالاتفاق.

ضغوط أمريكية داخلية لمنع ترامب من التراجع عن الاتفاق النووي الإيراني

من جانبه قال جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي السابق، وأحد اللاعبين الأساسيين في التوصل للاتفاق النووي بين دول 5+1 وإيران، إن قرار الرئيس دونالد ترامب حول إيران “خطير ويخلق أزمة دولية،” على حد تعبيره.

وقالت هيلاري كلينتون، وزير الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة السابقة بسباق الرئاسة، إن سحب دونالد ترامب الثقة من الاتفاق النووي الإيراني “يخرّب” مصداقية الولايات المتحدة ويلعب بالضبط في صالح إيران.

إيران: خطاب ترامب مهين

في المقابل أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن فيه استراتيجيته الجديدة ضد إيران، “ممتلئ بالإهانات والاتهامات الباطلة”، داعيا ترامب إلى “التزود بالأدب والأخلاق وتعلم التاريخ والجغرافيا”، بحسب ما نقلته وكالة أنباء “إرنا” الرسمية الإيرانية.

الرئيس الإيراني، حسن روحاني،

وحذر رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، من فسخ الاتفاق تمامًا إذا انسحبت منه الولايات المتحدة. ووصف في تصريح لوكالة تاس الروسية، على هامش منتدى برلماني دولي في سانت بطرسبورغ الروسية، انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بالكارثة.

وعبر المسؤول الإيراني عن أمله في تؤدي روسيا دورا في الخلاف بشأن الاتفاق.

ضغوط دولية

ودعت الصين واشنطن إلى الالتزام ببنود الاتفاق النووي مع إيران. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، هيوا تشونيينغ، في مؤتمر صحفي: “نعتقد أن هذا الاتفاق مهم لضمان عدم انتشار الأسلحة النووية، والحفظ على السلم والاستقرار في المنطقة”.

وتعهدت ألمانيا بالعمل من أجل استمرار الوحدة الدولية إذا قرر ترامب مراجعة الاتفاق النووي مع إيران.

وتتزايد الضغوط على الرئيس الأميركي دونالد ترامب ،قبل إعلان البيت الأبيض غدًا بشأن مدى التزام إيران بتطبيق بنود الاتفاق النووي.

ولا تتوقع وسائل إعلام أمريكية أن يدعم الرئيس الأمريكي الاتفاق، ومن ثم سينظر الكونغرس في مسألة إعادة فرض عقوبات على طهران.

وبموجب الاتفاق الدولي رُفعت بعض العقوبات المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على نشاطها النووي.

ويواجه ترامب ضغوطا داخلية ودولية تحثه باتجاه عدم إلغاء الاتفاق النووي الإيراني.

وقد أعرب بعض كبار مستشاري ترامب عن تأييدهم للاتفاق، بمن في ذلك وزير الدفاع جيمس ماتيس، الذي قال أمام جلسة استماع في مجلس الشيوخ في وقت سابق من هذا الشهر، إنه لا يرى في التخلي عن الاتفاق أي مصلحة وطنية.

ودعا زعماء دول أخرى، من بينهم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى الحفاظ على الاتفاق.

تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية

ما هو الاتفاق النووي الإيراني؟

وصُممت خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2015 لمنع إيران من تطوير سلاح نووي. وفي المقابل رُفعت بعض العقوبات الاقتصادية عن إيران.

وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على الحد من مستوى التخصيب النووي بحيث لا يتجاوز 5 بالمئة، والتوقف عن بناء المزيد من مفاعلات المياه الثقيلة لمدة 15 عاماً، والسماح للمفتشين الدوليين بدخول البلاد.

ويتعين على إدارة الرئيس الأمريكي أن تؤكد للكونغرس كل 90 يومًا أن إيران تلتزم ببنود الاتفاق.

لكن ترامب يقول بصورة متكررة إن إيران تنتهك “روح” الاتفاق، على الرغم من تأكيد كل من الكونغرس، والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران ملتزمة ببنود الاتفاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى