حيوانات

لماذا قتلت اللبؤة أب أشبالها؟

كلمة السر "الجنس"

المصدر: live science

ترجمة وإعداد: ماري مراد

يوم الإثنين المواقف 15 أكتوبر، شهد حراس حديقة حيوانات “إنديانابوليس” جريمة قتل، إذ وصل فريق العمل على صوت زئير قادم من معرض الأسود في الهواء الطلق، وفي الوقت الذي وصل فيه الحراس إلى القفص، كانت زوري -لبؤة تبلغ من العمر 12 عاما- تضع أسنانها في رقبة نياك -أسد يبلغ من العمر 10 سنوات، وأب لأشبال زوري الثلاثة- في حين أن ابنتهما البالغة 3 سنوات “سوكري” كانت تشهد ما يحدث.

وحاول الحراس فصل الأسدين المتصارعين، لكن زوري لم يكن من الممكن تهدئتها. ووفقا لتصريح مسؤولي حديقة الحيوان في “أسوشيتد برس”، أبقت اللبؤة فكيها حول رقبة رفيقها حتى توقف عن الحركة. وتم الإعلان عن وفاة نياك يوم الجمعة 19 أكتوبر. وكان سبب الوفاة: اختناق ناتج عن إصابات بالرقبة.

إنها حالة مؤسفة ومروعة لعنف الأسود، حيرت موظفي حديقة الحيوان (الذين يحققون في الحادث) وخبراء الأسود على حد سواء. لماذا حدث هذا بعد 8 سنوات من التعايش السلمي و3 سنوات من تربية صغارهما؟ هل هاجمت زوري فجأة رفيقها وضربته حتى الموت في الصباح؟

ووفقًا للدكتور بول فانستو، المدير الإقليمي لجنوب إفريقيا في “بانثيرا”، المنظمة العالمية للحفاظ على القطط البرية، فإنه ليس من غير الشائع أن تهاجم الأسود وتقتل بعضها في البرية، ورغم هذا، فخلال 26 عامًا من العمل الميداني لم يسمع أبدًا بحالة أقدمت فيها لبؤة على مهاجمة وقتل أسد وحيد ذكر في قتال فردي.

وقال فانستو لـ”Live Science”: “هذا أمر غير مألوف للغاية. لكن الأسود لها مخزون سلوكي واسع للغاية. وفي بعض الأحيان سوف يفعلون أشياء تفاجئنا. قد يكون هذا الحادث ناتجًا عن وجود حيوان في الأسر لفترة طويلة من الزمن واختار التصرف بشكل غير عادي”.

ويقول فونستون إنه في الحياة البرية تقتل الأسود بعضها البعض في سياقين رئيسيين؛ الأول هو الصراع الإقليمي، ويكون العنف كنتيجة لأسدين يعيشان أو يصطادان بالقرب من بعضهما.

وفقا لدراسة أجريت عام 2009 ونشرت في “the journal Animal Behaviour” لـ46 أسدًا يعيش في حديقة سيرينغيتي الوطنية في تنزانيا، فإن المناوشات الإقليمية غالبا ما أصبحت مميتة فقط عندما تورط الذكور، وكانت الإصابات تكاد تكون دائما من اللبؤات.

أما السياق الثاني، الذي تقتل فيه الأسود بعضها هو الصراع الجنسي، عندما يدخل ذكر غريب إلى منطقة جديدة تسكنها رفيقات محتملات، والإناث اللاتي تقاوم ربما تعاني نتيجة لذلك.

وقال فانستون: “عندما يقترب الذكور من الإناث للتزاوج معهن، ولا يردن الإناث، الذكور يمكن أن يصبحوا أكثر عدوانية، ويضربون الإناث ويقتلونهن أحيانا”.

وفي حين أنه من المستحيل معرفة ما حدث بالضبط بين زوري ونياك في الساعات التي سبقت الهجوم المميت، فإن مواجهة جنسية خاطئة قد تكون احتمالًا قويًا، بحسب فونستون.

اقرأ أيضًا: لَبُؤَة تقتل أب أشبالها في حديقة حيوان إنديانابوليس الأمريكية

وأشار فونستون إلى وجود دليل واحد، وهو حقيقة أن الـ3 الأشبال ولدت في 2015، قبل حوالي ثلاث سنوات.

وفي البرية، فإن ثلاث سنوات سن حاسمة إذ تبدأ الأسود الشابة في الاعتناء بنفسها. وينفصل الذكور عن الأسرة للعثور على مناطق جديدة وفرص التزاوج (في وقت سابق من هذا العام، تم نقل اثنين من أبناء نياك وزوري الذكور إلى قفص منفصل)، بينما تميل الإناث إلى البقاء في مجموعة الأم.

في الحالتين، بحسب فونستون، لم تعد الأم تضطر لقضاء يومها في رعاية الأشبال وهذا يعني أنه بإمكانها ممارسة التزاوج مرة أخرى، وقال فانستون: “أعتقد بأن هذا هو خلفية حادثة إنديانابوليس. الأشبال أصبحت الآن كبيرة والذكر أراد التزاوج مرة أخرى”.

ربما اقترب نياك من زوري بشكل عدواني للتزاوج معها مرات عديدة. أو ربما شعرت زوري بالتهديد، أو ربما كانت تحت تأثير موانع الحمل من قبل الحراس (كما هو شائع في بعض حدائق الحيوان) ولم تتمكن جسديًا من التزاوج مع نياك، وربما كان التوتر ينمو بين الزوجين لفترة من الزمن، وتفاقم الأمر صباح يوم الإثنين، وتمكنت زوري في النهاية من السيطرة على رفيقها بقبضة قوية وحاسمة. وأضاف فانستون: “القتال اشتد وقتلته”.

وبينما لم يلاحظ فونستون أي سيناريو على وجه التحديد مثل هذه المسرحية في البرية، أوضح أنه لا يرى أي سبب يمنع أي لبؤة من مهاجمة ذكر على الأقل في بعض الأوقات.

وسواء قتلت زوري، نياك دفاعًا عن النفس أم لا، فإن أصدقاء حديقة حيوان إنديانابوليس يأسفون لفقدان أسد جيد. أما ما إذا كان نياك زوجًا صالحًا أم لا.. فهذا ما يمكن لزوري فقط معرفته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى