سياسة

سي إن إن: شابات العرب لن يتراجعن

في موقع “سي إن إن “ترى الكاتبة والمخرجة الأمريكية العرقية زينب سلبي أن النساء العربيات لن يتراجعن عن مطالبهن لأن نضالهن أقدم بكثير من الربيع العربي

egypt_photo_robert_goddyn

زينب سلبي – سي إن إن

ترجمة – محمود مصطفى

قبل ثلاثة أعوام، أظهرت مشاهد من الربيع العربي أذيعت حول العالم، نساءً ظهرن كمشاركات متساويات في الثورات وما بعدها.

هذه الصور لنساء يأخذن مثل هذه المواقف العامة، من تونس إلى مصر وليبيا واليمن، فاجأت العالم ولكن ليس العرب.

بالرغم من قولبتهن كمجموعة مضطهدة، لدى النساء العربيات تاريخ طويل من المشاركة  في المنطقة،  على الأقل منذ الحراك ضد الاستعمار عندما خرجت النساء من قيد الأسرة لتتولى مناصب تنظيمية مهمة.

وبينما يكافح العالم مع هذه اللحظة المتحدية والصاخبة في المنطقة، من المهم الانتباه إلى أصوات النساء العرب ومحنتهن، ولكن بدلاً من تقييد شأن النساء بقضية الدين أو الثقافة من المهم أن يستغل العالم ما يحدث لهن كمقياس للمسار التي تسير فيه مجتمعاتهن. فبعد كل شيء، الكيفية التي  تعامل بها كل دولة أو منطقة نسائها تخبرنا بطرق كثيرة عن اتجاه المستقبل السياسي لهذه الدولة.

المشكلة أن هذا المسار في بعض الحالات ليس مشجعاً جداً. في أعقاب الربيع العربي كانت هناك خطط لخفض السن القانونية للزواج ودعم معلن لتعدد الزوجات، بعد سنوات من تنظيمه، وزيادة هائلة في التحرش الجنسي والاعتداءات في الشوارع مع فشل الشرطة في التدخل واستخدام كشوف العذرية للنساء المقبوض عليهن للمشاركة في مظاهرة كما حدث في مصر.

لكن النساء الشابات الآن لسن مستعدات للتراجع عن مطالبهن ويوصلن أصواتهن بالرغم من التحرش العلني. وفيم تعرضت الكثير من النساء للضرب والسجن بسبب إيصالهن لأصواتهن، إلا إنهن عبرن ما يوصف معظم الوقت بأنه حاجز الخوف.

وبفعلهن ذلك، رسالتهن للجيل الأكبر من النسويات هي أن حقوق النساء يجب أن تدرج في نقاش الحقوق المدنية في المجتمع بشكل أوسع.

الأمل في أن يكون لصوت النساء أثر أكبر على اتجاه السياسات في المنطقة وربما توفير طريق يشجع على التهدئة في جزء من العالم غالباً ما يخربه العنف.

في نهاية المطاف، ما تحاول النساء الشابات قوله في مرحلة ما بعد الربيع العربي هو أنهن يبحثن عن شكل جديد للهوية، شكل يشمل هويتهن الدينية وورغبتهن في الحريات المدنية. بهذه الرؤية في أذهنهن، أعلنت وشريكاتي آبي ديزني وجيني ريتيكر إلتزامنا بمبادرة كلينتون العالمية لعام 2014 لإطلاق “محاولات الربيع” وهي مبادرة إعلامية تركز على أصوات النساء العرب ومحنتهن وأحلامهن للمستقبل.

لا يمكن للعالم أن يتعامل مع قضايا المرأة أكثر من ذلك باعتبارها بطريقة ما منفصلة عما يجري ويحد ما يجري في الدول أو المنطقة.

بالطبع يجب أن تعامل النساء على أنهن رائدات لحركة المجتمع بشكل واسع، فحيث تناضل النساء تكون الفرص للجميع. عندما تقمع النساء فإن قمع كل الأصوات المعارصة يتلازم مع ذلك.

فوق كل ذلك، يجب ألا تناقش قضايا المرأة كما لو أنها بشكل ما متعلقة بهوامش المجتمع، بدلاً من ذلك يجب أن تعتبر الواجهة والمركز وأولوية دولية. والخطوة الأولى لجعلها أولوية هي الاستماع لما يجب عليهن أن يقلنه في المقام الأول.

زينب سلبي: كاتبة ومخرجة أفلام أمريكية عراقية ومؤسسة منظمة “نساء من أجل النساء” الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى