سياسة

“سي إن إن”: أزمة غزة.. كيف تحرز هدف دبلوماسي؟

رؤية من وجهة نظر أمريكية لكيفية استغلال الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس لصالح إيجاد حل جذري للصراع والإستفادة من الموقف الصعب والمعقد.

2014-07-06T080459Z_1_LYNXMPEA6503S_RTROPTP_4_PALESTINIANS-ISRAEL

مايكل أورين – سي إن إن

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

يعرف لاعبو البيزبول العظماء أن كل رمية للكرة تمثل فرصة. وكما في البيزبول، فإن الأزمات الدولية تمثل فرصاً كذلك والصدام الحالي بين إسرائيل وغزة يقدم فرصة محتملة لتغيير الوضع.

على مدار الستة أيام الماضية أطلق مسلحو حماس ومجموعات مسلحة أخرى ما يقرب من 800 صاروخ على مدن وبلدات إسرائيلية. سلاح الجو الإسرائيلي رداً على ذلك قام بحوالي 1200 غارة ضد أهداف حمساوية وتسببت، رغم تحذير المدنيين من هجمات وشيكة، في وفيات من المدنيين.

الآن الجيش الإسرائيلي مستعد لدخول غزة وإجتثاث حماس منها بالقوة. من المتوقع أن يكون حجم الدمار على الأقل مثل ما حدث في الجولات السابقة من الصراع بين حماس وإسرائيل والآلاف معرضون للتشريد وسيتزايد عدد الضحايا من المدنيين ومع ذلك، وفي ظل وقوع كل سكانها تقريباً تحت طائلة نيران الصواريخ، لا خيار أمام إسرائيل سوى الغزو.

الحل الواضح هو وقف إطلاق نار مشابه لنظرائه الذين توسطت من أجلهم مصر في 2008 و2012 وشاركت في رعايتهم الولايات المتحدة. وقف إطلاق النار سينهي القصف لكنه لن يستمر لمدة طويلة. وقف إطلاق النار غير المشروط سيمكن حماس من إعادة التسلح وإشعال الصراع مرة أخرى في الوقت الذي تختاره.

من ناحية أخرى مصر الآن تركز على تحدياتها المحلية ومترددة بشأن التورط في نزاعات إقليمية والسياسة الخارجية الأمريكية أضعفها الفشل في عملية السلام ومقاومتها للتدخل في الحروب الأهلية في سوريا والعراق.

ما زاد الأمور سوءاً، حكومة الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر لها علاقة متوترة بحكومة الولايات المتحدة التي لم تكن راضية عن صعوده الغير ديمقراطي للسلطة. بمصطلحات البيزبول، أزمة غزة كرة سريعة وشديدة القوة بحيث لا يمكن ضربها.

ومع ذلك فإن الحرب الشاملة يمكن أن يدفع المتقاتلين إلى البحث عن مخرج من الأزمة. المصريون الذين وعدتهم واشنطن ببداية جديدة للعلاقات معها يمكن حثهم على التوسط مرة أخرى بين حماس وإسرائيل وأمريكا يمكنها استعادة قيادتها التقليدية، ويمكن تحقيق وقف إطلاق نار مشترك ولكنه سيكون بداية لعملية دبلوماسية متعددة المراحل.

المرحلة التالية ستكون تطبيق صيغة تقوم من خلالها روسيا والولايات المتحدة بالتخلص من الأسلحة الكيماوية في سوريا ويمكن للمفتشين الأمريكيين أن يحددوا مواقع مخازن صواريخ حماس وأن ينقلوها إلى الخارج ليتم تدميرها.

في الوقت نفسه الناس في غزة سيستقبلون المساعدات الدولية التي يحتاجونها لإصلاح ما دمرته الحرب ولإنعاش إقتصادهم المتهاوي في السنوات الأخيرة. وأخيراً، ما إن تزال الصواريخ تستطيع إسرائيل أن تفك الحصار البحري المفروض على غزة. سيرتاح الفلسطينيون من صعاب قادمة وستنتزع من حماس واحدة من ذرائعها الرئيسية في الهجوم على إسرائيل.

APTOPIX Mideast Israel Palestinians

الأزمة تمثل أيضاً فرصة لتقوية الفلسطينيين المعتدلين ويمكن أن يوضع رجال الشرطة الذين تدربوا في كندا والولايات المتحدة والموالين للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية على المعابر الحدودية بين إسرائيل وغزة، وبالمثل يمكن نشر هؤلاء الأفراد عند المعبر الحدودي مع مصر والذي أغلقته مصر سابقاً ولكن يمكن الآن إعادة فتحه.

في وضع مثالي، ستحل السلطة الفلسطينية محل حكم حماس لغزة. سيكون تحقيق هذا الهدف بسلاسة وبدون عنف أمراً مشكوك فيه، لكن من الممكن خلق وضع جديد أكثر استقراراً وأقل قابلية للإنهيار.

بتحقيق هذا الوضع، ستتمكن إدارة أوباما من الإشارة إلى انتصار دبلوماسي واضح وستستطيع مصر أن تعيد التأكيد على ريادتها الإقليمية وستتمكن إسرائيل والسلطة الفلسطينية من خلق مجال يمكن من خلاله إستئناف عملية السلام.

بالتأكيد يواجه الإسرائيليون والفلسطينيون وضعاً معقداً وخطراً، كل ضارب يعرف أنه كلما كانت الرمية أسرع كلما طارت الكرة أبعد بعد ضربها بالمضرب. بالرغم من كل الألم والأذى التي تسببت فيه حتى الآن، فإن الأزمة في غزة تقدم فرصة لكل الأطراف لضرب الكرة بقوة أو حتى تسجيل هدف دبلوماسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى