عجوز المنيا المسيحية التي جردوها من ملابسها: رموني قدام البيت زي ما ولدتني أمي
الأمن نفى الواقعة فتبعه بيان مطرانية المنيا بتفاصيلها
زحمة
قالت السيدة سعاد، التي تعرضت لاعتداءات من جانب مجموعة من أهالي قرية ”الكرم“ التابعة لمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، إن رجالًا حرقوا منزلها وألقوا بها خارجه، ثم جردوها من ملابسها بالكامل. وتابعت في أثناء تحرير محضر بالواقعة أمس بقسم شرطة أبوقرقاص، أن ابنها لو لم يهرب لكان في عداد الأموات.
وأكدت ”سعاد“، 70 عامًا، أنها حاولت التكتم على ما جرى معها مثلما تفعل المتعرضات للاغتصاب أو التحرش، لكنها لم تحتمل الذل أكثر من ثلاثة أيام لتقوم بتقديم بلاغ أمس إلى مركز الشرطة بأبوقرقاص بعد رفض المسؤولين في البداية تحرير محضر بالواقعة ساعة حدوثها.
وقالت في تصريحات لموقع الأقباط متحدون: ”بهدلوني يا بيه حرقوا البيت ودخلوا جابوني من جوه، ورمونى قدام البيت وخلعوا هدومي يا بيه زي ما ولدتنى أمى، ماخلوش حاجة حتى ملابسى الداخلية وأنا باصرخ وأبكي، وبعدين ربنا خلصني من إيديهم، وناس خدوني جوه بيتهم أخدت جلبية قديمة ولبستها، وبعدين جات الناس تسأل علي، فأهل البيت قالوا لهم مش موجودة.“
وفي بيان صدر اليوم، صرح البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بأنه يتابع عن كثب ما تعرضت له السيدة القبطية بالمنيا.
وتابع البيان أيضًا أن البابا المتواجد حاليا بالنمسا يتابع أحوال المتضررين في الأحداث والخسائر التي لحقت بهم، ويتابع الأمر مع القيادات السياسية والأمنية الذين وعدوا بتسليم الجناة للعدالة.
وأكد تواضروس أن المسؤولين بالدولة أكدوا له أن ”الأم مصرية وأن صيانة شرفها واجب ومسؤولية.“، وطالب بضبط النفس وإغلاق الطريق على كل من يحاول المتاجرة بالحدث لإشعال الفتنة.
وكانت قرية ”الكرم“ قد شهدت أحداثًا مؤسفة يوم الجمعة 20 مايو، بعدما هاجم بعض الأهالي ، حوالي 300 شخص، ممتلكات مواطنين مسيحيين وأحرقوا ودمروا 7 منازل، وجردوا السيدة السبعينية من ملابسها وألقوا بها في الشارع عقب شائعة عن علاقة بين نجلها ”أشرف“ وسيدة مسلمة.
واتهمت ”سعاد“ زوج المسلمة يدعى ”نظير إسحق أحمد“ ووالده وشقيقه، بالاعتداء عليها ومنزلها، وحررت محضرًا بذلك. وتابعت ”ابني أشرف مالوش علاقة بالست المسلمة وهي جاءت إلى المركز وقالت إن زوجها نظير بيشهّر بها ورفعت قضية، وهو عمل كده علشان يطلقها، لكن إحنا اتبهدلنا وكل بيتنا اتحرق وجوزي ضربوه”.
وكانت مطرانية المنيا وأبو قرقاص قد أصدرت بيانًا أمس بعد مرور خمسة أيام من الواقعة، سردت خلاله التفاصيل حيث ”تعرض مسيحي يدعى أشرف عبده عطية للتهديد مما دفعه لترك القرية، بينما قام والد ووالدة المذكور يوم الخميس 19 مايو بعمل محضر بمركز شرطة أبوقرقاص، يبلغان فيه بتلقيهما تهديدات، وبأنه من المتوقع أن تنفذ تلك التهديدات في اليوم التالي، وبالفعل فإن مجموعة يقدر عددها بثلاثمئة شخص، خرجوا في الثامنة من مساء اليوم التالي الجمعة ٢٠ مايو ٢٠١٦ يحملون أسلحة متنوعة فتعدوا على سبعة من منازل الأقباط، حيث قاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار في بعضها (حيث تقدر الخسائر مبدئيا بحوالي ثلاثمئة وخمسين ألفا من الجنيهات).“
كما وجهت المطرانية الشكر للأجهزة الأمنية ”مقدمًا“.
وخرج بيان الكنيسة بعد ساعات قليلة من نفي مسؤولين أمنيين بمحافظة المنيا واقعة السيدة والاعتداء عليها، فقال أمس العميد عبدالفتاح الشحات، رئيس مباحث مديرية أمن المنيا، إن الاوضاع الأمنية هادئة بالقرية التي اندلعت بها الأحداث، ولم تتجدد أي أعمال عنف بعد صلح الطرفين السبت الماضي.
ووصف ”الشحات“ الأخبار عن سحل وتعرية السيدة المسيحية بأنها مجرد ”أكاذيب متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وشائعات مغرضة.“ وكانت الأجهزة الأمنية قد ألقت القبض أمس على 5 أشخاص وفرضت كردونًا أمنيًا حول القرية.
وقال اللواء طارق نصر، محافظ المنيا، إن شائعة بوجود علاقة بين سيدة مسلمة ومسيحي هي السبب فى أزمة مدينة أبو قرقاص بالمنيا، وأي حديث حول الشرف بالصعيد الأطرف تكون ملتهبة، كما أن الإخوان تسعى لعمل كبائر من الصغائر.
وأضاف نصر، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى عبر برنامجه “على مسؤوليتي”، مساء اليوم الأربعاء، أن بعض الشباب غير الواعي ألقى كارتونتين مشتعلتين على مسيحيين، نافيًا الاعتداء على سيدة مسيحية وتجريدها من ملابسها.
وأضاف المحافظ أنه عند اشتعال منزل هناك سيدات ركضن بملابس النوم، لافتا إلى أن الأمن متواجد 24 ساعة وأن الخلاف في طريقه للحل.
وبعد انتشار الأخبار بشأن الواقعة، ظهر هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر بعنوان (#مصر_اتعرت)، تضامنًا مع السيدة التي تعرضت للضرب والتنكيل والتعرية داخل منزلها، وطالبوا بمعاقبة المسؤولين عن الجريمة.