سياسة

سادات خالد النبوي ..المهزلة الكونية على مسرح واشنطن

 ..يمثل خالد النبوي شخصية السادات على مسرح آرينا في واشنطن .. مفاوضات السلام كانت تحمل الأمل الذي تحول إلى مهزلة كونية

ريبيكا ريتزل –  Washington CityPaper

ترجمة – ملكة بدر

الكثير من المصريين يعرفون شيئًا أو اثنين عن اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، 17 سبتمبر 1978، التي حصلت على اسمها من منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ميريلاند القريبة من العاصمة الأمريكية واشنطن، لكن التاريخ يعيد نفسه الآن بعد أن بدأ عرض المسرحية “كامب ديفيد” على مسرح “آرينا” في واشنطن، لكن هذه المرة “دون مفاوضات”.

يجسد شخصية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، الوسيط بين مصر وإسرائيل في المعاهدة الحقيقية، الممثل ريتشارد توماس، أما رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن فيجسد دوره الممثل رون ريفكين، وحظى الممثل خالد النبوي بفرصة تجسيد دور الرئيس أنور السادات.

ومثلما حدث في الحقيقة، لم يكن توماس (كارتر في المسرحية) واثقًا من أنه يمكن أن يدير دفة ريفكين (بيجن) والنبوي (السادات) نحو السلام، عندما كان رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية وداعمًا للمفاوضات التي أدت إلى توقيع اتفاقية كامب ديفيد المثيرة للجدل.

يقف وراء  النص المؤلف لورانس رايت، الكاتب الشهير في مجلة “نيويوركر” الذي بحث كثيرًا في طريقة إعادة تجسيد مباحثات 1978 التي أدت إلى الهدنة بين إسرائيل ومصر واستعادة الأمة العربية فيما بعد خليج سيناء. بالطبع مثل كل الأعمال الفنية التاريخية والدراما الكلاسيكية، يدخل الجمهور وهو على علم مسبق بنهاية الأحداث، لكن الاختلاف دائمًا، والتحدي، يكمن في كيفية معالجة التفاصيل.

هذه المرة كان التعقيد الأكبر في مسرحية “كامب ديفيد” هو أن الجمهور لم يكن فقط يستشرف النهاية، وإنما أن يدرك الجمهور بالتدريج مع تطور الأحداث في المسرحية أنه أيًا كان من دوافع حركت هذه الشخصيات لإتمام الصفقة فسوف يثبت عدم صحتها بمرور الزمن، وهكذا، خُلق نوع من الشفقة على هؤلاء الناس، كأنهم ضحايا مهزلة كونية، لأن ما كانوا يظنون أنه على المحك، اتضح فيما بعد أنه ليس على المحك على الإطلاق.

في أحد مشاهد المسرحية يقول كارتر لبيجن “إنني أخاطر بمسيرتي السياسية في هذه القمة”، واعدًا باستكمال المناقشات بشأن القدس والضفة الغربية في فترة رئاسته الثانية. أما السادات، فيريد أن يعيش ليرى أحفاده يتمتعون بالسلام (لكنه اغتيل في 1981)، وبيجن كان يخشى أنه إذا وقّع الاتفاقية، فسوف يكون ذلك بمثابة مسمار آخر في نعش وجود إسرائيل، المحاطة في رأيه بأعداء من أربع جهات.

حتى اليوم، مازالت إسرائيل في صدام مع جيرانها حتى اليوم، لكن المسرحية ألقت الضوء على عدد من الإشكاليات أيضًا: التفاصيل التي يختلف حولها السادات وبيجن بشأن إتاحة دخول المسلمين إلى الأماكن المقدسة، وتجميد مستوطنات الضفة الغربية وإنشاء حكومة سلطة فلسطينية مستقلة، ربما هذا ما جعل الحوار يبدو جافًا وباليًا، بدلا من أن يكون خالدًا.

نجحت شخصية روزالين كارتر، التي تجسدها الممثلة هالي فوتي، بشكل ما في أن تكون المركز الأخلاقي وأن تقدم الفاصل الهزلي للجمهور في نفس الوقت، وككل، بدا العرض بأداء الممثلين كما لو كان انتصارا تاريخيا،  بُذلت فيه جهود باسلة من أجل تحقيق السلام العالمي، أو تشجيعًا لعودة المسرح الحقيقي العظيم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى