مجتمع

سائحة أمريكية تحكي: زرتُ مصر بمفردي.. وهي آمنة

سائحة أمريكية لهافينجتون بوست: زرت مصر بمفردي ووجدتها  آمنة

هافينجتون بوست- آليسيا راموس

إعداد وترجمة: محمد الصباغ

ارفع يدك لأعلى لو كانت زيارة مصر في قائمة الأشياء التي تود فعلها في حياتك. ابقها مرفوعة لو إذا كان أحد الأسباب الذي سيمنعك من القيام بهذه الزيارة هو لأنك سمعت أنها بلد غير آمن. لو كانت يدك ما زالت مرفوعة، يجب أن تقرأ هذه الكلمات. لأنني سافرت مؤخرًا وحدي إلى مصر لمدة أسبوعين تقريبًا، وكانت آمنة.

أكتب عن تجربتي لأنني مثل الكثيرين، كنت أمنع نفسي من زيارة مصر لأن الناس يخبرونني بأنها غير آمنة.

لكنني أدركت أن الأشخاص الذين يحذرونني من أن مصر ليست آمنة، لم يسافروا إليها! على سبيل المثال، مراسلي الأخبار لم يتحدثوا عن النظرة السلبية لمصر من داخل مصر، يقولون ما يملى عليهم من مكان بالولايات المتحدة. وهذا أصدقائي، ما أطلق عليه الدعاية الزائفة. أو حملات التخويف، أو ببساطة، هراء.

بالفعل، الظروف كانت سيئة في مصر عام 2011، لن أستطيع إنكار ذلك بعدما وصف لي المصريون ما حدث خلال الثورة. لكن ذلك كان من سنين مضت، ومنذ ذلك الحين لم تحسن الدولة من أوضاعها فقط بل من أوضاع السياح أيضًا.

لماذا؟ ثالث أهم مصدر للدخل في مصر هو السياحة. هم فقط لا يريدونك هنا، بل يحتاجونك. هذا جزء من سبب أنك ستكون آمنًا هناك حاليًا. المواطنون فقط لا يحتملون الممارسات السيئة من السياح والمسافرين، لكن أيضًا الحكومة تتخذ إجراءات كبيرة لتجعلهم في آمان. لو فكرت في الأمر، بدون السياحة ستعاني الدولة بالكامل. ولو عانت هذه الدولة، خمن من لن يكون بمقدوره رؤية الأهرامات العظيمة وأبو الهول، أو المعابد المصرية؟ أنتم. هناك بعض النقاط المحددة التي أود مشاركتها معكم حول ما جعلني بشكل خاص أشهر بالأمان في مصر، وأقترح عليكم زيارتها الآن. قبل أي شيء، كما اعترفت بالفعل، كان لدي أيضًا بعض الشكوك حول الأمن في مصر قبل أن أذهب. ولأنني قررت السفر وحيدة، قررت الحجز بجولة سياحية منظمة في أماكن بعيدة عن القاهرة مثل الأقصر وأسوان والغردقة. لم تتكفل الجولة بالمواصلات، والفنادق، والتصريحات فقط لكن أيضًا واتتني فرصة الاستماع لرؤية المسافرين الأمريكيين الآخرين في الجولة، من بينهم سيدتان سافرتا بمفردهما أيضًا!    

قررت السفر وحيدة إلى القاهرة والغردقة. ومع المحاولات المستمرة لإقناعي بشراء هدايا (مثل ما يحدث في أي وجهة سياحية)، ومطالبتي بالتصوير “سيلفي” مع الأطفال، لم أشعر بأي تهديد على الإطلاق. وتعلمي للكلمة العربية “شكرا” ساعدني كثيرًا في التعامل مع الباعة وأيضًا تسبب في وجود بعض الاحترام لي من السكان المحليين.

وأيضًا، ما أقدره كثيرًا، هو أنه لم يوجه لي أحد مرة السؤال “هل أنت بمفردك؟” أو “أين صديقك؟”.

وبالحديث عن السكان، على الرغم من محاولاتهم الكثيرة أن يبيعوا لي تماثيل للأهرامات أو أوشحة، وجدت شيئًا واحدًا يشترك فيه الجميع، النظرة في أعينهم حينما أخبرهم بأنني أمريكية.

كانت نظرة ذهول وامتنان وأمل. كنت مصدومة عندما أخبرني الكثير من المحليين بأنهم يشعرون بالحزن لأن الأمريكيون لم يعودوا يزورون مصر لأن وسائل الإعلام تظهرها بصورة سلبية. كل ما يمكنني أن أقوله كرد على ذلك هو “أعرف، وهذا سبب وجودي هنا.”

كم منكم ربما لم يدرك أننا الأمريكيون من كنا نهيمن على تركيبة السياحة في مصر قبل أن تحصل على هذه الصورة. لكن بما أننا نقتنع بسهولة بما نسمعه، من المحزن أن يكون سهل جدا أن نثني امة بأكملها عن زيارة هذه الدولة. مصر لم تشهد تراجعا في معدل السياحة القادمة من دولة ما، أكثر منا. وهذا بكل أمانة جزء من سبب ذهابي إلى هناك.

يمكنني الاستمرار في تعديد أسباب شعوري بالأمان في مصر، لكن أيضا أود الإشارة إلى بعض النقاط الهامة حول أن السفر حاليًا إلى هناك فكرة جيدة. أول شئ، كما ذكرت، من المتوقع أن يرتفع معدل الزوار من العام المقبل، مما يعني أن كل المواقع الرائعة الرئيسية ستبدأ في الازدحام.

 

 

كما أن السفر الآن فكرة جيدة لأن التكاليف زهيدة جدًا! الدولار قوي جدًا ضد الجنيه، والجولات السياحية جميعها تقريبًا مخفضة، من بينهم الجولة التي شاركت بها بنفسي.

أعرف أنها معلومات كثيرة لكن أتمنى فقط إذا لم تستطيعوا قراءة الكلمات أن تشاهدوا الصور التي التقطها للتأكيد على جمال مصر. ثقوا بي حينما أقول، هذا مكان عليك رؤيته قبل أن يفوت الأوان.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى