مجتمع

زواج المثليين عبر التاريخ.. من نيرون إلى قبائل إفريقيا

في روما القديمة تزوج نيرون من صبي في حفل كبير..واعتبر إمبراطور اخر أحد الرياضيين المشهورين زوجه  

تمثال للإمبراطور نيرون

لايف ساينس – لورا جيجل – ترجمة: محمد الصباغ

طلب بعض القضاة في العديد من المحاكم العليا الأمريكية بعض المعلومات عن تاريخ زواج المثليين لكنهم لم يحصلوا على إجابات كاملة، حسب الخبراء. ومن ضمن هؤلاء القضاة التسعة، طلب ثلاثة منهم أن يكون لزواج المثليين سابقة قانونية، وذلك في 28 إبريل عندما كانوا يستمعون إلى الآراء حول ما إذا كان سيتم الاعتراف بذلك وجعله قانونياً في جميع أنحاء البلاد.

وزاد رئيس المحكمة العليا، جون روبرتس، التساؤل حول الأولية في حدوث ذلك بقوله ”كل تعريف وجدته، قبل نحو عشرات السنين، يعرف الزواج على أنه ارتباط رجل وامرأة كزوجة وزوج“، وذلك حسب ما ورد في أوراق المحكمة.

بينما أضاف القاضي صامويل أليتو: ”على قدر ما أعلم، حتى نهاية القرن العشرين، لم تكن هناك أمة أو ثقافة تعترف بزواج اثنين من نفس النوع“، وأكمل: ”هناك ثقافات لا تتقبل المثلية الجنسية“ مثل اليونانيين القدماء، وحتى الآن لا يتقبلون هذا النوع من الزواج، على حد علمي.

و خلال تبادل الحديث مع ماري بوناتو، أحد المحامين المدافعين عن زواج المثليين، قال القاضي أنتونين سكاليا: ”لكني لا أعرف- هل عرفت أنت أي مجتمع سمح بزواج المثليين قبل هولندا في عام 2001؟“ فأجابت بوناتو أنها لم ترى أيضا هذا الأمر من قبل كمسألة قانونية.

في الحقيقة، كان هناك زواج للمثليين عبر العصور رغم أن بعض الثقافات قد تنظر إليه بطريقة مختلفة، حسب كلام الخبراء.

وتلك بعض الأمثلة على ذلك في بعض الثقافات حول العالم، وشمل ذلك روما القديمة، والمواطنين الأمريكيين الأصليين في السهول الأمريكية بالإضافة إلى إفريقيا ما قبل فترة الإستعمار.

تقول إليزابيث أبوت، مؤلفة كتاب ”تاريخ الزواج“ إن الرومان القدماء أو على الأقل الرجال أصحاب الثروة والنفوذ كان بإمكانهم الزواج من شركاء من نفس نوعهم. والإمبراطور نيرون (الذى حكم من عام 54 إلى 58 ميلادياً) قام بعملية إخصاء صبي يدعى سبورس ليكون أشبه بالنساء ثم تزوجه في احتفال مهيب شمل فستان الزفاف والمهر الذي يقدم للعروس. كل ذلك حسب المؤرخ وكاتب السير اليوناني سوتونيوس في عام 69 قبل الميلاد.

تقول أبوت إن الإمبراطور إيلاجابالوس (حكم من 218 إلى 222 قبل الميلاد) وتزوج من زوتيكوس، الذى كان رياضياً شهيراً. كما أشار إلى عبد يملكه يدعى هيرقليز باعتباره زوجه.

وأضافت أنه هناك إشارت إلى وجود علاقات مثلية بين النساء، لكن الأمر لم يصل إلى الزواج في روما القديمة. ربما لأن تلك النساء لم تمتلك السلطة الكافية أو النفوذ للزواج بشكل فعلي.

وتضيف أبوت لـ”لايف ساينس”: ”الرجال الأثرياء و ذوو النفوذ في روما القديمة يستطيعون فعل ذلك، ويجدون طريقة لفعل ذلك لأنهم أغنياء وأقوياء.“ ورغم ذلك يبدو أن زواج المثليين لم يكن منتشراً في روما القديمة. وتقول: ”بطريقة أخرى كان الأمر فكرة لدى الناس. لكن كان القليل فقط منهم قادر على تنفيذها“.

وفي حالات أخرى، تقول هيلين بويد، محاضر دراسات النوع بجامعة ويسكنسن، إن بعض الأمريكيين الأصليين من قبيلة كرو كان لديهم زواج بين المثليين، رغم أن ثقافتهم غالباً ما نظرت للأمر بطريقة مختلفة.

وتضيف أن هذا يعني أن المجتمع الأمريكي الأصلي تقبل فكرة أن بعض الأشخاص لديهم صفات أنثوية و ذكورية بداخلهم، وقد يستطيعون أن يتزوجوا من شخص من نفس نوعهم الجنسي. وعلى سبيل المثال فإن الذكر الذي يمتلك صفات أنثوية يمكنه أن يعيش كامرأة و يتزوج رجلاً.

 تواجدت مجتمعات حول العالم  قبل فترة الإستعمار في إفريقيا، سمحت للمرأة بأن تتزوج من امرأة مثلها. هذه الزيجات عادة ما ساعدت النساء الأرامل اللواتي رفضن الزواج من رجل آخر أو العودة إلى عائلاتهن مرة أخري أو عائلة الزوج المتوفي للعيش معهم، وذلك حسب ما جاء في بحث نشر عام 2009 في (journal Global South) بواسطة مارك إيبريشت، المدرس ورئيس دراسات التنمية الدولية بجامعة كوينز بكندا.

يقول إيبريشت إنه بدلاً من ذلك كانت الأرملة تدفع مقابلا للزواج، وتقوم بكل طقوس المتعارف عليها للزواج من امرأة.

تستطيع الأرملة هنا أن تقوم بدور الزوج في العلاقة، وتحافظ على ميراث ونسب الأسرة. ويمكن لرجل آخر أن يقوم بتخصيب زوجة الأرملة لكن لن يكون له حق في الطفل المولود.

يقول توماس مكلندون، المدرس للتاريخ بجامعة ساوثويساترن بتكساس: ”أن تنتمي إلى شخص ما هو أمر مهم في الفكر الإفريقي السياسي والاجتماعي، فأنت ابنة شخص ما أو ابنه، وفي نهاية الأمر ستصبح جداً لأشخاص عند وفاتك“. ويضيف: ”من المهم أن يكون لك أحفاد. هذه هي الطريقة التي بها يمكن للمرأة أن تحقق هذه المكانة حتى لو لم تمتلك زوجاً“.

هناك أمثلة أخرى على الزواج من نفس النوع: الموكس في جنوب المكسيك هم ذكور عاشوا كامرأة وتم السماح لهم بالزواج من الرجال. وأيضا الفافافاين (Fa’afafine) في ساموا والهايجرا (Haijra) في باكستان والهند وتايلاند، حسبما قال بويد.

ويضيف أيضاً: ”يتجه الغرب إلى إدراج هؤلاء في خانه (المثليين)، لذا فزواجهم –من وجهة نظرنا- هو زواج مثليين، حتى لو كانوا بشكل أكثر تحديدا زيجات بين أشخاص من نوعين مختلفين”.

تضيف أبوت أنه كان هناك دائماً أشخاص مثليين، و”عادة ما يتزوجون من بعضهم“. وتكمل: ”في كتابي عن الزواج، تحدثت عن العواقب الوخيمة والسيئة لإجبار أشخاص على الزواج ضد ميولهم وغرائزهم. وتاريخياً، هناك الكثير من الزيجات غير السعيدة ربما لهذا السبب“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى