سياسةمجتمع

(زواجان في قاعة واحدة).. القصة الغريبة لبريجيت ماكرون

بريجيت ترونيو: من معلّمة لماكرون إلى السيدة الأولى لفرنسا

إيمانويل ماكرون أصغر رئيس في تاريخ فرنسا


سي إن إن – رويترز – ذا لوكال

ترجمة وإعداد- فاطمة لطفي

لا يوجد ما هو اعتيادي في قصة حب وزواج الرئيس الفرنسي الأصغر سنا في تاريخ بلاده، إيمانويل ماكرون، وبريجيت ترونيو. وبعد فوز ماكرون بأكثر من 66% من الأصوات في الانتخابات الفرنسية مساء الأحد، لم تعد بريجيت مجرد معلمة عاشقة تخلّت عن حياتها لأجل تلميذها، بل صارت أيضًا سيدة فرنسا الأولى.

من هي بريجيت ترونيو؟

ولدت بريجيت في 13 إبريل عام 1953، لعائلة برجوازية ثرية تعمل في صناعة الشوكولاتة، هي الابنة الأصغر بين ستة أطفال، والدها هو جين وأمها سيمون بوجول وتعود جذورها لأميان في شمال فرنسا. اتخذت بريجيت مسارًا مختلفًا عن عائلتها ودرست الآداب في ليل واسترسبوغ، وبعد تخرجها عملت في مجال تدريس الأدب الفرنسي واللاتيني والدراما في ثانوية في أميان ومن ثم تنقلت للعمل في ثانويات أخرى حتى عملت في مدرسة برفيدانس جزويت الثانوية حيث التقت بماكرون.

Brigitte-Auzieres-prof-a-Amiens-au-lycee-de-la-Providence_exact1024x768_l

كيف كانت حياتها قبل ماكرون؟

كان عمرها 21 عاما حين تزوجت للمرة الأولى من مصرفي يدعي أندريه لوي سنة 1974، كان ذلك قبل 3 سنوات من ولادة ماكرون، أنجبت بريجيت من لوي ثلاثة أطفال هم سيباستيان، 41 عامًا، مهندس في مجال الإحصاء، ولورانس، 40 عامًا، طبيبة قلب، وتيفاني، 33 عامًا، محامية وأشرفت على الحملة الانتخابية لماكرون، ولدى بريجيت سبعة أحفاد من أولادها الثلاثة.

لكن كل شيء تغيّر بظهور ماكرون، قالت بريجيت لمجلة فرنسية عام 2016 “تغلب الحب على كل شيء وقادني للطلاق، كان مستحيلًا مقاومته“.

ماكرون وبريجيت في أثناء حفل زفافهما عام 2007

 متى بدأت علاقتها بماكرون؟

تقول بريجيت “لن يعرف أحد أبدًا اللحظة التي بدأت فيها قصة حبنا. هذا هو سرنا“. التقت بريجيت بماكرون عندما كان عمره 15 عامًا في مدرسة الجزويت الثانوية في مدينة أميان، كانت معلمته ومدربة لمجموعة المسرح بالمدرسة التي كان ماكرون عضوًا بارزًا فيها، وقد أدى ماكرون دورًا في مسرحية تحت إشراف بريجيت عام 1993.

تظهر بريجيت وهي تقبّل ماكرون في الدقيقة (1.21)

أعلن ماكرون حبه لمعلمته عندما كان في سن السابعة عشرة. عارض والداه العلاقة وطلبا من بريجيت الابتعاد عنه، لكنها قالت لهما”لا أستطيع أن أعدكما بشيء“. حصلت بريجيت على الطلاق عام 2006 وتزوجت من ماكرون في عام 2007، بعد 33 عاما من زواجها الأول من أندريه لوي،  كانت قد أصبحت في الرابعة والخمسين من عمرها وكان ماكرون في الثلاثين تقريبًا وارتدت فستانا أبيض قصيرا وتزوجت في نفس قاعة المدينة التي شهدت زواجها الأول، ومن ذلك الوقت غيّرت اسمها إلى بريجيت ماكرون.

ارتدت بريجيت فستانًا أبيض قصيرا في زواجها الثاني في نفس قاعة المدينة التي تزوجت فيها زوجها للمرة الأولى.. كان عمرها 54 وماكرون في الثلاثين تقريبًا

هل ما زالت تعمل بالتدريس؟

قررت بريجيت التخلي عن مهنتها عام 2015، للتفرغ لزوجها الذي كان في ذلك الوقت وزيرًا للاقتصاد، وعندما قرر الترشح للرئاسة لعبت دورًا بارزًا في حملته الانتخابية، ظلت بجانبه تدير برنامجه، تحرر خطاباته وتنصحه وتوجهه في أثناء ظهوره أمام الجماهير على المسرح. ويعتبرها ماكرون مستشاره الموثوق، ويعود إليها في كل أمر، وترى بريجيت أنه يتوجب عليها أن تعير انتباهًا لكل شيء يتعلق بماكرون و”فعل أقصى ما يمكن لحمايته“.

وفي فيلم وثائقي أذاعته قناة فرانس 3 التليفزيونية عن ماكرون وبريجيت، تظهر بريجيت في أحد مشاهده تدرب ماكرون وتوجهه خلال تمرنه على إلقاء خطاب، وتقاطعه لتطلب منه أن يرفع صوته.

pr

عائلة غير تقليدية

قررت بريجيت وماكرون أن لا ينجبا أطفالا، ويتمتع أبناؤها سيباستيان، لورنس، وتيفاني بعلاقة جيدة مع ماكرون. وقبل الزواج بأمهم، حرص ماكرون على الحصول على مباركتهم قبل أن يعرض عليها الزواج. قالت تيفاني، محامية، 30 عامًا لتليفزيون بي إف إم “كان تصرفًا قويًا أن يأتي ويطلب منا الزواج من أمنا، لم يكن الأمر كذلك تمامًا لكنه أراد بالفعل أن يعرف إذا كنا سنقبل ذلك”.

بريجيت مع ابنتيها- تيفاني ولورانس

رغم إصرار بريجيت وماكرون على الاستمرار في علاقتهما فإن المحيطين بهما ظلوا ينظرون لهما بعين الريبة، اعترف فيليب بيسون، صديق الزوجين أن الجميع لم يقبل هذه العلاقة “كان عليهما (ماكرون وبريجيت) مواجهة النظرات العدائية وممانعة عائلاتهما وحتى نظرة المجتمع لفرق العمر بينهما، خاصة عندما تكون المرأة أكبر سنًا يكون الناس متشككين”.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سبيل المثال أكبر من زوجته بـ24 عامًا، لكنّ قليلا من الناس أحدثوا بلبلة حول فارق السن بينهما.

يؤمن ماكرون أن عائلتهما لا ينقصها الحب “ليست لدينا عائلة كلاسيكية، لكن هل لدينا حب أقل في عائلتنا؟ لا أعتقد. ربما كان لدينا أكثر من ذلك الموجود في عائلات تقليدية”.

هل تحب بريجيت الأضواء؟ وما دورها في الإدارة الجديدة؟

كانت بريجيت تدير مجموعة المسرح بمدرسة برفيدانس جزويت حيث كان ماكرون عضوًا بارزًا

يبدو أنها لا تمانع الظهور، على الأقل مقارنة بزوجات مرشحين رئاسيين سابقين، وتحديدًا زوجة فرنسوا فيون، بينيلوبي.

ستعلب بريجيت دورًا هامًا في إدارة زوجها الجديدة، ويتوقع أن يرتكز اهتمامها الأكبر على مجال التعليم للأطفال المصابين بالتوحد والمحرومين اجتماعيا، وإصلاح التعليم “كمعلمة، أعرف الشباب جيدا، وأعتقد أنه أمر ضروري أن نضعهم بالاعتبار، وسأحارب من أجل تعليمهم”.

2017-04-28T184015Z_1_LYNXMPED3R1N5_RTROPTP_4_FRANCE-ELECTION-MACRON

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى