أخباركل شيء عن

زعيمة بورما عن مسلمي الروهينجا: هناك جبل من التضليل والصور المزيفة

زعيمة بورما تخرج عن صمتها لأول مرة بخصوص مسلمي الروهينجا

bbc – رويترز

خرجت أونغ سان سو كي زعيمة بورما / ميانمار أخيرا عن صمتها اليوم في أول تعليق لها على أزمة مسلمي الروهينجا الأخيرة، وقالت إن حكومتها تحمي كل فرد في ولاية راخين.

وانتقدت ما سمته “جبل الجليد الضخم من التضليل” بشأن الصراع بما يدعم مصالح الإرهابيين، بحسب ما نقل عنها.

وجاءت تصريحات سو كي في مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحسب ما ذكره مكتبها.

قال بيان للحكومة -نقلته وسائل الإعلام المحلية- إن سو كي أبلغت أردوغان أن حكومتها “بدأت بالفعل في الدفاع عن جميع الناس في ولاية راخين بأفضل السبل”.”

ونقل عنها قولها “نعلم جيدا جدا، وربما أفضل من غيرنا، ما الذي يعنيه الحرمان من حقوق الإنسان ومن الحماية التي توفرها الديمقراطية. ولذلك نبذل ما في وسعنا لضمان تمتع الأفراد في بلادنا جميعا بحقوقهم، كل حقوقهم، وليس فقط السياسية، ولكن الاجتماعية أيضا والدفاع عنهم”.

وجاء في البيان أيضا أن “هناك الكثير من الأخبار المزيفة، والصور المنتشرة التي “ليست سوى قمة جبل جليدي ضخم من التضليل المحسوب لخلق كثير من المشكلات بين الطوائف المختلفة من أجل ترويج مصالح الإرهابيين”

وبدأت الأحداث الأخيرة في 25 أغسطس عندما هاجم متشددون من الروهينجا نقاطا للشرطة وردت الحكومة على ذلك بهجوم عسكري أجبر أفواجا من المدنيين من أفراد الروهينجا على الفرار إلى الحدود مع بنجلاديش”.

وكانت سو كي أقرت في السابق بوجود مشكلات في ولاية راخين، لكنها نفت وجود تطهير عرقي للروهينجا.

دعوات لسحب جائزة نوبل للسلام من زعيمة ميانمار

كانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) دعت لجنة جائزة نوبل إلى سحب جائزتها للسلام من زعيمة ميانمار أونغ سان سو كي، كما شن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملات لنفس الهدف، بسبب ما وصفوه بمعرفتها وتأييدها لممارسات السلطات هناك ضد أقلية الروهينجا.

وطالب عدد من حملة جائزة نوبل، سو كي، بوقف أحداث العنف الأخيرة، وقال مقرر الأمم المتحدة الخاص بحقوق الإنسان في ميانمار هذا الأسبوع إنه ينبغي لها أن “تتدخل”.

في حين قال مصدر بالأمم المتحدة اليوم الأربعاء إن نحو 146 ألفا من الروهينجا المسلمين فروا من العنف في ميانمار إلى بنجلادش بعد أن أثارت هجمات لمسلحين من الروهينجا في 25 أغسطس/ آب اشتباكات مع قوات الأمن وأدت إلى هجوم مضاد للجيش.

وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للروهينجا الذين سعوا للجوء إلى بنجلادش إلى 233 ألفا منذ أكتوبر/ تشرين الأول عندما نفذ مسلحون من الروهينجا هجمات مماثلة على نقاط أمنية لكن على نطاق أصغر.

ويتم توجيه اتهامات للسلطات في ميانمار بارتكاب جرائم تصفية عرقية وتهجير للمسلمين، كما يتم توجيه الأسئلة لزعيمة ميانمار عن سر صمتها إزاء ما يحدث في بلادها من عنف وهي السيدة التي حصلت على نوبل أرفع جائزة سلام في العالم وهي تمثل رمزا عالميا للمقاومة السلمية في مواجهة القمع، كما هو الحال مع الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا.

من هي أونغ سان سو كي؟

أمضت سو كي (72 عاما) نحو 20 عاما تحت شكل من أشكال الاحتجاز بسبب جهودها من أجل تحقيق الديمقراطية في ميانمار التي حكمها نظام عسكري لفترة طويلة.

وفي عام 1991، حصلت سوكي على جائزة نوبل للسلام، أي بعد عام من فوز الرابطة الوطنية للديمقراطية، وهي الحركة التي تقودها، بشكل كاسح في الانتخابات العامة في بلادها، والتي ألغاها الجيش.

ووصفها فرانسيس سييستد رئيس لجنة جائزة نوبل بأنها “نموذج رائع لقوة من لا قوة له”.

وظلت سو كي، على الرغم من تهميشها لمدة عقدين رمزا قويا للأمل بالنسبة للعديد من البورميين.

سو كي هي ابنة أحد أبطال الاستقلال في ميانمار الجنرال أونج سان، الذي اغتيل خلال العملية الانتقالية نحو الاستقلال في يوليو من عام 1947، أي قبل الاستقلال بستة أشهر، عندما كانت الابنة في عامها الثاني.

غادرت سو كي إلى الهند في عام 1960 مع أمها داو خين كيا، التي عينت سفيرة لبلادها في دلهي.

بعد ذلك بأربعة أعوام انضمت سو كي إلى جامعة أكسفورد البريطانية، حيث درست الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وهناك التقت زوج المستقبل، الأكاديمي مايكل ايرس.

وبعد فترات من العيش والعمل في اليابان وبوتان، استقرت لتصبح ربة بيت إنجليزية لتربي طفليها ألكسندر وكيم، لكن ميانمار ظلت في بالها دائما.

وعندما وصلت إلى عاصمة بلادها حينئذ رانغون في عام 1988، من أجل رعاية أمها المريضة جدا، كانت بورما في حالة اضطراب سياسي كبير. فقد انتشر الطلاب والموظفون والرهبان في الشوارع مطالبين بإصلاحات ديمقراطية.

وقالت سو كي في كلمة ألقتها في رانغون في السادس والعشرين من أغسطس من عام 1988: “لا يمكنني، وأنا ابنة أبي، أن أبقى غير مبالية أو مهتمة بما يجري”.

وبدأت بعدها تسير بسرعة نحو زعامة الانتفاضة ضد الدكتاتور الحاكم آنذاك الجنرال ني وين.

نضال واعتقال متكرر

أعجبت سو كي بداعية الحقوق المدنية الأمريكي مارتن لوثر كينج، وحركة المهاتما غاندي قبله، وشرعت في تنظيم مسيرات ومظاهرات، وطافت في أنحاء بلادها، داعية إلى الإصلاح الديمقراطي عبر الطرق السلمية وإلى انتخابات حرة، إلا أن تلك المظاهرات قمعت بشدة من قبل الجيش، الذي استولى على السلطة بانقلاب في الثامن عشر من سبتمبر من عام 1988.

وقد دعت الحكومة العسكرية إلى إجراء انتخابات عامة في مايو من عام 1990، حيث فازت سو كي ورابطتها على نحو مقنع فيها، على الرغم من أنها كانت فعليا تحت الإقامة الجبرية في منزلها، إلى جانب إبطال السلطة مشاركتها في تلك الانتخابات.

رفض حكام ميانمار العسكريين تسليم السلطة لسو كي، وتم وضعها تحت الإقامة الجبرية لمدة ست سنوات بينما البلاد تحت الحكم العسكري.

في عام 1995 تم الإفراج عن سو كي لكنها سرعان ما وضعت تحت الإقامة الجبرية مرة أخرى عام 2000 بعد أن حاولت السفر خارج البلاد.

اعتقلت مرة أخرى عام 2002 بعد مواجهات بين مناصريها والحكام العسكريين.

وسمح لها بعد ذلك بالعودة إلى منزلها، لتوضع عمليا تحت الإقامة الجبرية مجددا، وظلت هناك حتى الإفراج عنها في 2010.

ومنعت من لقاء زوجها المريض بالسرطان وابنيها، لكن سمح لها بلقائه قبل وفاته في إنجلترا.

في 2010 وافق الجيش على تسليم السلطة لحكومة يرأسها الجنرال الإصلاحي ثين سين وتوج هذا التحرك في عام 2015 بتولي حزب “الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية” الذي تتزعمه سوكي السلطة.

وتم حرمان سو كي دستوريا من خوض انتخابات الرئاسة فأوضحت بجلاء أنه أيا كان الذي سيتولى المنصب سيكون ذراعها، ونفت الاتهامات الموجهة لها بدعم عمليات الجيش في الإبادة العرقية ضد أقلية الروهينجا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى