سياسة

أعطوني سكينا وقالوا: اذبحيه .. نيجيريات بوكو حرام

 

 

لياتو وجانيت أثناء لقائهما مع بي بي سي

امرأتان اختطفتهما جماعة “بوكو حرام” في شمال شرق نيجيريا، حصلتا على فرصة جديدة للحياة، بعدما تمكنتا من الهروب من قبضة تلك الجماعة الإسلامية المتشددة.

ويل روس ـ بي بي سي

ترجمة : منة حسام الدين

“سألوني عما إذا كنت مسلمة أم مسيحية؟ فقلت أنا مسيحية”، تقول “لياتو” البالغة من العمر 23 عاماً، مشيرة إلى محنة وجودها في قبضة جماعة “بوكو حرام”:” في اليوم الحادي عشر لاختطافنا، أحضروا لي رجلاً وأخبروني بأنه يحبني، وإنه عليّ اعتناق الإسلام حتى يتمكن من الزواج بي”.

“لياتو” تم توقيفها عند حاجز وضعته الجماعة الإسلامية المتشددة العام الماضي على الطريق، وقالت إن أي مسلم يعمل لدى الحكومة تقتله بوكو حرام على الفور، كتنفيذ للتحذير الذي أطلقته الجماعة ، وطلبت فيه من هؤلاء المسلمين ترك عملهم.

تم اقتياد “لياتو” إلى قاعدة للمتمردين في غابات “سامبيسا” بولاية بورنو، حيث تستمر عمليات إراقة الدماء.

“كانوا يضعون السكاكين على حناجر الناس، يقتلون النساء والرجال، خاصةً الرجال الذين يرفضون أن يحاربوا من أجلهم”، تضيف “لياتو” :” هؤلاء الذين كانوا يحاولون الهرب كان يتم إطلاق النار عليهم، لكنهم نادراً ما يستخدمون بنادقهم في القتل، عادةً يستخدمون السكاكين وقد قتلوا حوالي 50شخصاً أمام عيني”.

“لياتو” تقول إن المتمردين يتلقون عادةً معلومات عن أي هجوم وشيك يقوم به الجيش النيجيري، وهو مايسمح لهم بالاختباء داخل الكهوف، والغابات القريبة من الحدود الكاميرونية . ( الجيش النيجيري يصرح بأنه يطارد حالياً مقاتلي “بوكو حرام” في تضاريس صعبة للغاية)

قضت “لياتو” 15 يوماً في الأسر رافضة خلالها أن تتناول أي شيء، وبعد أن تم اخبارها بالزواج المقترح، أقدمت على طريقة هروب غاية في الخطورة :” وقف واحد من الأسرى وقال: أنتم لا تموتون سوى مرة واحدة. فمن مستعد لذلك؟

 ثم قفز 6 من بيننا في سيارة  فولكس واجن جولف مملوكة لجماعة بوكو حرام كانت متواجدة في المخيم”.

“طاردونا على الدراجات النارية، قاموا بإطلاق النار علينا حتى وصلنا إلى مدينة باما، ثم تركونا، فخرجنا من السيارة واستكملنا طريقنا سيراً على الأقدام نظراً لوجود حظر تجول” تستكمل “لياتو” حديثها، ثم تضيف: ” عند تلك اللحظة فقط، أدركت أن ثلاثة ممن كانوا جالسين على المقعد الخلفي قد قتلوا بالرصاص”.

شق الحناجر

“جانيت” الفتاة ذات التسعة عشر عاماً، التي دام اختطافها لمدة ثلاثة أشهر، قالت إن جماعة “بوكو حرام” حاولت تحويلها إلى قاتلة:” ذهبوا إلى جوزا، وأحضروا 5 أشخاص إلى المخيم وبدؤوا في ذبحهم أمامي، ثم أمروني بشق حنجرة أحدهم، أخبرتهم أني لا أستطيع ، فقامت زوجة زعيم الجماعة بقتله بدلاً مني”.

جانيت أكدت أنها تعرف شكل الشخص الذي قام بخطفها:” أعرف كل شخص في المجموعة التي كنت معها، أعرفهم من منطقة بيتي”.

“كنت حقاً غاضبة ، ولم أستطع التزام الصمت لفترة أطول، قلت لواحد منهم: عندما كنا في المنزل جئت لزيارتي وأحترمتك، فلماذا تفعل هذا بي؟”

 إن غضبها ذاك، تضيف جانيت،  هو ما أبقاها حية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى