اقتصادسياسة

رجل أعمال إماراتي: اخطأت بدعم ترامب.. جهله سيهدد العالم

ذا ناشيونال ..خلف الحبتور: ترامب تجاوز جميع الخطوط الحمراء

Thenational – خلف الحبتور** – ترجمة: محمد الصباغ

كنت مخطئاً ولا أمانع في الاعتراف بذلك. دعمي للمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب كان خطأ. أعجبتني في البداية صراحته وتاريخه في تحويل الخسائر إلى مكاسب. اعتقدت –وما زالت- أن أمريكا تفتقد إلى القيادة القوية. لكن عندما تقترن بالجهل والخداع فالنتيجة تكون مزيجا ساما يهدد الولايات المتحدة والعالم.

في ضوء تصريحاته الأخيرة وسلوكه المتعصب، أنا مندهش من كونه مازال متقدماً في الاستطلاعات بفارق على منافسه الجمهوري الآخر الذي لا يقل في خطورته، بن كارسون، الذي اخطأ في تصريحه أن رئيس مسلم للولايات المتحدة سيكون أمرا غير دستوري ووصف اللاجئين السورين بـ”الكلاب المسعورة“.

في كل مرة يخرج فيها ترامب بتصريحات تهاجم أو تسخر من الإقلية، يتنبأ المحللون السياسيون بانتهائه سياسياً. لم يحدث ذلك إلى الآن. كلما كانت تعليقاته مشينة، نمت شعبيته بين شرائح معينة من الأمريكيين، مما لا يبشر بالخير في العلاقات العرقية.

أتفهم أن الأمريكيين قد أرهقوا من باراك أوباما، لكن لو وصل ترامب إلى البيت الأبيض فسيكونون كمن يقفزون من المقلاة إلى النار.

أشار ترامب إلى المهاجرين المكسيكيين، ووصفهم بـ”المجرمين، تجار المخدرات والمغتصبين“، ووصف الشباب الأفارقة الأمريكيين بأنهم لا يمتلكون أي روح، كما وصف اليهود بالصورة النمطية عنهم بأنهم الأشخاص الذين يريدون جمع الأموال. والآن وجه جلدات لسانه إلى المسلمين، متعهداً بإغلاق المساجد وإعادة تطبيق التعذيب. قال: ”أريد مراقبة هؤلاء الأشخاص“.

والأسوأ أنه تفوه بأكاذيب صريحة، أكاذيب مؤكدة.

أخبر ترامب، السبت، مسيرة مؤيدة لحملته الانتخابية أن ”الآلاف“ من العرب الأمريكيين في نيوجيرسي كانوا يهللون وقت سقوط برجي التجارة في 11 سبتمبر عام 2001. وقال: ”أعرف أن الحديث عن الأمر قد لا يكون صحيحا من الناحية السياسية، لكن كان هناك أشخاص يهللون مع سقوط البرجين.“ فيما خرج كارسون ليقول إنه رأي فيديو قريب جداً من ذلك، فقط ليتراجع عن تأكيداته عندما قال عدة مسؤولين أمريكيين إن المقطع مزيف.

لا يوجد دليل يثبت أن العرب في نيوجيرسي كانوا يحتفلون يوم 11 سبتمبر. وفحص مدققو الحقائق في صحيفة “واشنطن بوست” الكثير من مزاعم ترامب حتى حصلت تصريحاته على علامة “بينوكيو4” (وهي شخصية كرتونية يزداد طول أنفها حين تكذب ويستخدمها مدققو الحقائق في واشنطن بوست كعلامة تشير إلى ورود بيانات مزيفة أو غير دقيقة في تصريحات المرشحين للانتخابات).

ورغم ذلك هناك أشياء في وسائل الإعلام الأمريكية يتم دفنها. فالأشخاص الوحيدون الذين بدا أنهم من الشرق الأوسط وكانوا يتبادلون التحية في هذا اليوم الكارثي هم خمسة إسرائيليين يعملون في شركة إزالة، كما ذكرت تقارير ABC و فوكس نيوز في ذلك الوقت. وأدى تصرفهم الاحتفالي إلى القبض عليهم واحتجازهم لمدة شهرين قبل ترحيلهم.

ونقلت ABC عن محاميهم ستيفن جوردن اعترافه بأن تصرفات وكلائه ربما تكون قد أثارت الشكوك. فقال جوردن: ”لديك مجموعة من الأشخاص يلتقطون الصور من أعلى مبنى، ويتحدثون بلغة أجنبية، ويحمل اثنان منهم جوازات سفر، وبضعة نقود وآلات حادة. هذا موقف مخيف“.

عندما يتعلق الأمر بقبول اللاجئين السوريين، لا يمتلك ترامب أي ذرة من الرحمة. قال إنهم: ”حصان طروادة“، ولو فاز سيعيدهم من حيث جاءوا أو سيجعلهم يحملون بطاقات هوية خاصة.

لو كان هناك منافسة بين الجمهوريين في الروح الانتقامية، ستكون الجائزة من نصيب مرشح آخر، هو كريس كريستي، الذي قال إن الولايات المتحدة لا يجب أن تقبل حتى الأيتام تحت سن الخامسة. رجل لديه كوابيس من الأطفال الصغار، لا شأن له بالترشح للرئاسة.

ماذا يحدث هنا؟ كريستي هو حفيد مهاجرين من صقلية وألمانيا. والدة ترامب مهاجرة من سكوتلندا، وجده لأبيه كان ألمانياً. أما ماركو روبيو الذي نادى بإغلاق كل الأماكن التي يتجمع بها المسلمون فهو ابن خادمة ونادل في فندق جاءوا أصلا من كوبا. كما أن تيد كروزالذي هاجر والده من كوبا في الستينيات، قدّم مشروع قانون يمنع السوريين الساعين للجوء إلى أمريكا من دخول البلاد.

مواقفهم مجتمعة تسخر من تمثال الحرية، المكتوب عليه عبارة ”امنحني حشودك الكبيرة المنهكة، الفقيرة التواقة لتنفس الحرية“.

تجاوز ترامب جميع الخطوط الحمراء حينما دعم مجموعة من مؤيديه الذين ركلوا وخنقوا ولكموا أمريكيا من أصل إفريقي احتج خلال مسيرة انتخابية له، ووصفوا الضحية ومن معه بـ”القرود“.

قالت هيلاري كلينتون “إننا لسنا في حالة حرب مع الإسلام، لكن مع المتطرفين“. هي صارمة بالطريقة الصحيحة. لديها خبرة والأهم من ذلك، تعد من القلائل في هذا السباق الانتخابي حيث يبدو عليها العقلانية. هي الشخص الذي سأدعمه في 8 نوفمبر 2016 مع أملي في أن يتم نسيان ترامب مع فمه الكبير الملئ بالعنصرية.

**  رئيس مجموعة الحبتور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى