ثقافة و فنسياسة

رأس ”حارس الآثار“ الطائرة .. وحّدت السوريين

جارديان: اعتبر خالد الأسعد كنزاً وطنياً لدى المؤيدين والمعارضين لنظام الأسد بسبب عمله في توثيق التراث الثقافي السوري

الجارديان – حسن حسن – ترجمة: محمد الصباغ

تسبب قتل تنظيم الدولة الإسلامية لخالد الأسعد، حارس الآثار التاريخية لمدينة تدمر، في توافق نادر بين السياسيين السوريين مع اختلاف توجهاتهم. عارض عالم الآثار والمؤرخ الانتفاضة السورية عام 2011 التي اندلعت ضد رئيس البلاد بشار الأسد، لكن مع اغتياله تولّد حزن كبير بين المؤيديين للنظام والمعارضين أيضاً.

يقول نشطاء سوريون إن مسلحي تنظيم الدولة قد أسروا ”الأسعد“ في مايو الماضي، بعد فرض سيطرتهم على مدينة تدمر بفترة قصيرة. ثم أطلق سراحه قبل أن يعاد أسره مرة أخرى ليتم ذبحه في ميدان عام الثلاثاء الماضي. ووفقاً للافتة تم ربطها حول جثته، تم اتهامه بالردة. وشملت الاتهامات المزعومة ضده أيضاً أنه مثّل سوريا في ”مؤتمرات كافرة“، وكان يعمل كـ “مدير للوثنية” في تدمر، كما أنه زار إيران ليحتفل بذكرى ”ثورة الخميني“، وتعامل مع ضباط من الجيش السوريين منهم شقيقه العقيد عيسى الأسعد.

وقال مأمون عبدالكريم، المدير العام للآثار والمتاحف بسوريا، في تصريحات لـ(CNN) إن الأسعد تم قتله لأنه رفض إطلاع المسلحين على مكان الكنوز الأثرية بمدينة تدمر. لا يوجد دليل على أن ذلك كان السبب، لكن بعض النشطاء المحليين قالوا إن النظام السوري قام بتغيير أماكن بعض الآثار عند اقتراب تنظيم الدولة من السيطرة على المدينة خوفاً من تدمير ونهب المواقع القديمة. وبمجرد دخول التنظيم للمدينة قام بتدمير مزارين اعتبر وجودهما وثنية وفقاً لتفسير التنظيم المتشدد للإسلام.

كما تم التغاضي عن سبب آخر لقتل الأسعد. فقتله يتزامن مع ما يقوم به تنظيم الدولة والقاعدة في العراق من استهداف المثقفين والخبراء وقادة القبائل والنشطاء في كل من العراق وسوريا. فعلى مدار عقد مضى، قامت تلك المجموعة بإرهاب تلك الشخصيات المؤثرة والتخلص منها. وبالتالي، كان من المفاجئ أن يختار الأسعد البقاء في مدينة تدمر. بينما يقوم المثقفون والقادة بالرحيل أو البقاء بعيدين عن الأضواء في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

يعتبر الأسعد أهم عالم سوري تم قتله من جانب تنظيم الدولة الإسلامية حتى اللحظة. خشي الكثيرون من تدمير التنظيم لآثار تدمر، لكنهم لم يتوقعوا اغتيال حارس تلك الآثار. دان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مقتل الأسعد ووصفه بالجريمة الوحشية. حتى الأشخاص الذين عادة ما يبررون أو يتجاهلون الأفعال التي تمارس ضد مؤيدي الأسد، قاموا بإدانة عملية القتل. كان الأسعد محبوباً لعمله في توثيق وتعزيز التراث الثقافي السوري، وكان المعارضون والمؤيديون للنظام السوري يعتبرونه ثروة قومية.

يقول عمرو العزم، مسؤول رسمي سابق بالآثار: ”لا يمكنك أن تكتب عن تاريخ تدمر أو تقوم بعمل حول آثار تدمر دون أن تذكر اسم خالد الأسعد“.

يعد مقتل الأسعد تذكيراً بأن تنظيم الدولة الإسلامية لا يمكن اعتباره جزءا من المعارضة السورية. يستهدف التنظيم التراث الثقافي للدولة والقائمين على حمايته. كما أعطى رد الفعل على عملية القتل أملاً بأن الكثير من معارضي الأسد مازالوا يفرقون بين نظامه والمؤيدين له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى