سياسة

«ذا هيل» الأمريكية: هل تقضي فضيحة نتنياهو على استقرار المنطقة؟

باحث دولي: حتى أولئك الذين يكرهون إسرائيل يميلون إلى رؤية قوة في نتنياهو لا يراها الإسرائيليون دائما

تطرق الباحث الدولي في شؤون الإرهاب، سيث فرانتزمان، الذي قضى 3 سنوات في العراق ودول أخرى في المنطقة يبحث في الحرب على الإرهاب وداعش، إلى فضائح الفساد التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنتيامين نتنياهو، إذ أوصت مؤخرا الشرطة الإسرائيلية بتوجيه اتهامات  لنتنياهو  في قضيتي فساد وتلقيه رشاوى.

وفي المقالة التي نشرتها صحيفة “ذا هيل” الأمريكية تحت عنوان “هل تؤثر فضيحة فساد نتنياهو على الشرق الأوسط؟”، أكد فرانتزمان أن المشكلة التي يواجهها مكتب نتنياهو قد تؤدي إلى تآكل فكرة إسرائيل القوية والمستقرة، وستؤثر على استقرار المنطقة.

وبحسب المقالة، نجا نتنياهو من الربيع العربي، وكذلك صعود وانهيار داعش، لكن فضية الفساد يمكن أن تؤدي إلى نهاية فترة ولاية نتنياهو، وذلك في الوقت الذي يراقب فيه الشرق الأوسط عن كثب القضية، التي حظت باهتمام صحف عربية، ومن المتوقع أن تحذو وسائل إعلامية إقليمية أخرى حذوها.

فرانتزمان أوضح أن نتنياهو جاء إلى السلطة في عام 2009 عشية خطاب الرئيس أوباما إلى العالم الإسلامي في القاهرة، وقبل عامين من إطاحة الربيع العربي بقادة بقوا في مناصبهم لفترة طويلة، وبينما ترك حسني مبارك السلطة في مصر، وكذلك زين العابدين بن علي وتونس ومعمر القذافي في ليبيا، وانجرفت المنطقة في مظاهرة فوضوية، بدت إسرائيل تظهر باعتبارها واحدة من البلدان القليلة المستقرة في الشرق الأوسط.

ووفقًا للمقالة، بالنسبة لنتنياهو كانت هذه رياح سياسية وولدت لديه وجهة نظر متشائمة لعدد من التهديدات التي تواجه إسرائيل من الجهادين وصعود إيران، وثبت أنه على حق بدرجة كبيرة، وبينما استمرت ولاية نتنياهو  بدأ يتساقط مزيد من القادة، ففقد علي عبد الله صالح رئاسة لليمن ثم خسر حياته، وتوفي الملك عبد الله في المملكة العربية السعودية في عام 2015 بعد 10 سنوات من وصوله إلى العرش، ليظهر محمد بن سلمان في عام 2017 ويحدث تغييرات تهز المملكة، كما تنازل الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في قطر عن الحكم لصالح ابنه الأمير تميم بن حمد آل ثاني.

وأشار الباحث إلى أن فترة تواجد نتنياهو في السلطة تجاوزت نور المالكي في العراق ومحمود أحمدي نجاد في إيران ، وكان الأخير عدوا حقيقيا لإسرائيل ما دفع نتنياهو لإلقاء خطابه الشهير أمام الأمم المتحدة الذي عُرف بـ”الخط الأحمر” لمواجهة تهديدات أحمدي نجاد والمطالبة بوقف إنتاج إيران للأسلحة النووية.

وبحسب المقالة، ساعد المالكي على دفع السنة العراقية إلى أيدي داعش ونفور إقليم كردستان، مما أضعف العراق والمنطقة، وبالمثل، دعت الحرب الأهلية في سوريا إلى مشاركة أعمق لحزب الله وإيران.

وألمح نتنياهو كثيرا ومن حوله، وفقًا لفرانتزمان، لعلاقات إسرائيل المتنامية في المنطقة، وقدموا تل أبيب ليس فقط باعتبارها جزيرة الاستقرار ولكنها تحذر أيضا من الخطر قبل وقوعه فيما يتعلق بالتوسع العدواني لإيران.

وخلال سنوات أوباما، عندما سعت واشنطن لإبرام النووي الإيراني، يبدو أن تل أبيب وقفت وحدها ضد رياح التغيير، وهذا ما حدث بهدوء في مصر والرياض وكذلك الخليج، وبدأت الدول ترى في إسرائيل حليفا.

ولفتت المقالة إلى أن نتنياهو اعتبر أن هذه العلاقات “لا يمكن تصورها” قبل سنوات، وكان من الواضح أنه فخور بالتواصل بهدوء في جميع أنحاء المنطقة، وكان الكثيرون في المنطقة، مثل نتنياهو، ينتظرون بصبر نهاية إدارة أوباما ورحبوا عموما بانتخاب الرئيس دونالد ترامب، وباستثناء إيران وحلفائها، توقعت معظم البلدان “حليفا في البيت الأبيض”.

وبعد كل هذا، رجح الكاتب سقوط المنطقة في مشكلة إذا ترك نتنياهو منصبه الآن،  فقد  نشأت تحديات جديدة مع هزيمة داعش وقرب انتهاء الحرب الأهلية السورية، وقد عززت إيران هيمنتها إلى حد ما، ويأتي هذا في حين أن روسيا قوة جبارة وتوقع اتفاقات للتعاون العسكري في لبنان وقطر، وتسعى لبيع معدات لمصر والسعودية، كما طورت علاقات أفضل مع تركيا في العام الماضي، ناهيك عن كونها القوة الرئيسية في سوريا.

وأوضح الكاتب أنه رغم اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المصرية، فإن المنطقة تتجه عموما نحو الاستقرار على الأقل بشكل مؤقت، مشددا على أن الأزمة السياسية في إسرائيل يمكن أن تسبب مشاكل، إذ قد ترغب إيران في اختبار تل أبيب كما فعلت من خلال بناء قواعد في سوريا،  لافتا إلى تهديد حزب الله لإسرائيل بعد إسقاط طائرة إسرائيلية من طراز “إف –16″من قبل الدفاع الجوى السورى يوم 10 فبراير، وتهديد الفلسطينيين بإبعاد الولايات المتحدة من عملية السلام.

بحسب المقالة، طول فترة ولاية نتنياهو دفعت الجمهور لطرح تساؤل من يمكنه أن يحل محله ويسيطر على البلاد ويقزم نمو المتحدين، في حين أن الشخصيات المعارضة لا تحظى التقدير أو الاحترام الذي أسسه نتنياهو، لافتة إلى أنه حتى أولئك الذين يكرهون إسرائيل يميلون إلى رؤية قوة في نتنياهو لا يراها الإسرائيليون دائما.

وقال فرانتزمان إن العديد من الخبراء الإسرائيليين يصفون نتنياهو بأنه مصاب بجنون العظمة ولا يستطيع اتخاذ قرار، لكن الرد الإسرائيلي على الطائرات بدون طيار الإيرانية في مجالها الجوي مع الغارات التي دمرت نصف الدفاعات الجوية السورية، أظهر مرة أخرى نوع الرد المعروفة به إسرائيل.

وأخيرا، أوضح الباحث أن القصص المتعلقة بالضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا أو سيناء تميل إلى دعم فكرة إسرائيل القوية والمستقرة، مرجحا أن تؤدي المشكلة في مكتب رئيس الوزراء إلى تآكل ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى