حياتنا

دون أن تطلب منها.. كيف تجعل شريكتك تفقد الوزن؟

الوصمة المرتبطة بالوزن لها عواقب صحية سلبية

المصدر: psychology todayArash Emamzadeh

ترجمة وإعداد: ماري مراد

يتعرض بعض النساء لانتقادات بسبب زيادة وزنهن، وبل ويُضغط عليهن من قبل شركائهن لفقدان الوزن. لكن من المثير للاهتمام أن النساء يصبحن أكثر عرضة لفقدان الوزن وتناول أطعمة صحية، حينما يدعم شركاؤهن الذكور استقلالهن الذاتي. فماذا يعني الاستقلال الذاتي؟

تميز نظرية التحديد الذاتي “SDT” بين  الدوافع الذاتية (التصرف بشعور كامل من الرغبة / الاختيار) والدافع المتحكم به (بسبب الضغوط أو الالتزامات الخارجية). وتقترح النظرية أيضًا أن الدوافع البشرية مرتبطة بإرضاء 3 احتياجات عالمية: الحاجة إلى علاقات (التواصل العاطفي مع الآخرين) والجدارة (القدرة على تحقيق الهدف) والاستقلال الذاتي (أن يكون الشخص مصدر أفعاله).

وبالتالي، فإن تشجيع استقلالية شخص آخر، يساعده على تحديد أهدافه الذاتية، التي يمكنها أن تشمل أهدافا متعلقة بالصحة.

ينطبق الأمر على المرأة التي يشجعها شريكها على التصرف من تلقاء نفسها، فهي في هذه الحالة تتشجع على إيجاد أساس مُجد بالنسبة إليها لسلوكها الصحي. وبالتالي، إذا قررت تناول طعام صحي، فسيكون ذلك بسبب رغبتها لأن هذا الأمر يهمها، وليس بسبب ضغوط تتعرض لها. لذلك، فهي ملتزمة بقوة بأهدافها وبالمثابرة في وجه الانتكاسات.

ونظرًا إلى عدم تحقق أي دراسة سابقة من وجود علاقة بين دعم الاستقلال الذاتي والتصميم على تناول الطعام الصحي، سعى جيتنز إيت أل لدراسة هذه العلاقة في دراستين.

الاستقلال الذاتي وفقدان الوزن: دراسة مقطعية

تم جمع بيانات هذا التحقيق من استطلاع رأي: وتضمنت العينة 156 زوجًا من الجنسين من كندا (بمتوسط عمر 44). و60% من النساء كان وزنهن طبيعيا في حين أن 18% يعانين من زيادة الوزن و22% يعانين من السمنة. وتم تحديد مستوى دعم الاستقلال الذاتي بناء على ردود الشركاء الذكور للنساء في العينة.

تحليل البيانات أظهر أن سعادة النساء وتحديد أهدافهن بأنفسهم في ما يتعلق بالأكل الصحي، مرتبطان بالاستقلالية الذاتية التي يمنحها لهن شركاؤهن. كما أن نقص دعم الاستقلالية الذاتية، كان ضارًا لا سيما على زيادة مؤشر كتلة الجسم الذي يستخدم الوزن والطول لمعرفة إذا كان الوزن صحيًا أم لأ.

الاستقلال الذاتي وفقدان الوزن: دراسة طولية

وهذه الدراسة، جاءت بياناتها من تدخل طولي لإنقاص الوزن (18 شهرًا). وشملت العينة 61 امرأة (متوسط عمرهن 48). وكان على المشاركين اتباع نظام غذائي محدود السعرات الحرارية في أثناء العمل نحو تحقيق هدف النشاط البدني.

في هذا الفحص، تم تحديد مستوى دعم الاستقلال على أساس تصور المشاركات من الإناث لدعم شريكتهن لاستقلالهن الذاتي. وبينت النتائج أن مؤشر كتلة الجسم للمشاركات في نهاية الـ18 شهرًا كان مرتبطا سلبيا بأهدافهن التي حددوها بأنفسهن ودعم لشركائهن لاستقلالهن الذاتي.

كما حدث في الدراسة السابقة، أدى دعم الاستقلال الذاتي إلى فقدان الوزن بشكل أكبر لدى النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم المرتفع.

باختصار، وجدت هذه الدراسات أن دعم الاستقلالية يرتبط بالسعادة بغض النظر عن الوزن. وبالنسبة للنساء صاحبات مؤشر كتلة الجسم المرتفع، كان الاستقلال الذاتي مرتبطا بفقدان أكبر للوزن.

ونظرًا لاستخدام الدراستين تصميمات مختلفة (عرضية وطويلة) وحققت في منظورين مختلفين (للنساء وشريكاتهن الذكور)، عبر جيتنز عن ثقته في إمكانية تعميم هذه النتائج.

كيفية تقديم الاستقلال الذاتي؟

الاستقلال الذاتي حاجة الإنسان الأساسية. كما أن احترام هذا الاستقلال عنصر أساسي في علاقة طيبة بين الناس (سواء كانوا رجلاً أو نساء) يعتبرون متساوين. وبالتالي، فإن إجبار الشخص على التصرف بطريقة معينة (على سبيل المثال لإنقاص الوزن) لا يتماشى مع تعزيز استقلالية ذلك الشخص.

وتذكر دائمًا أن الوصمة المرتبطة بالوزن لها عواقب صحية سلبية؛ على سبيل المثال: فهي مرتبطة بارتفاع مستويات الكورتيزول والاكتئاب السريري. وخلصت الدراسات التي أجريت على النساء البدينات إلى أن الوصمة المرتبطة بالوزن ترتبط بالإفراط في تناول الطعام وشعور النساء بأنهن أقل سيطرة على سلوك تناول الطعام.

لذلك، توفير دعم الاستقلال ضروري. عندما تحس النساء البدينات بدعم استقلالهن الذاتي من أشخاص مهمين في حياتهن مثل شركائهن، وربما حتى الأسرة والأصدقاء ووزملاء العمل، فمن المرجح أن يستعدن إحساسهن بالكفاءة الذاتية، وقدرتهن مرة أخرى على توجيه حياتهن الخاصة بشعور من الثقة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى نمط حياة أكثر صحة أيضا.

إذن كيف يمكن للرجال تقديم الدعم الذاتي لشركائهم؟ في ما يلي بعض الاقتراحات: ممارسة الاستماع الفعال- الإقرار بآراء ومشاعر شريكك- تجنب الانتقادات- تجنب السيطرة على السلوك- اسأل ما الذي تجده شريكك مفيدًا- شجع وادعم سلوك المبادرة الذاتي لشريكتك.

عندما تدعم استقلال شريكتك، تساعد في تعزيز سعادتها وتجعلها تشعر بتحكم أكبر في حياتها، وبالتالي تشجعيها على الاعتناء بنفسها، سواء كان ذلك لإنقاص الوزن، أو تناول الطعام الصحي، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو حتى مواجهة الوصمات المرتبطة بالوزن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى