منوعات

مزيد من النوم يساعدك على فهم من حولك

حبة دواء جديدة وسحرية

المصدر: The New York Times

ترجمة وإعداد: ماري مراد

تخيل هذا.. شخص ما جاء إليك وألقى عليك حبة دواء جديدة وسحرية، ويمكن لهذه الحبة تحسين ذاكرتك بشكل ملموس، والأداء الإدراكي العام، والقدرة على تعلم معلومات جديدة، والمزاج، والقدرة على التعامل مع المشاكل، والتمثيل الغذائي، وخطر الإصابة بأمراض القلب والجهاز المناعي. فهل ستشتريها؟

هذه الحبة ليست موجودة في شكل حبة دواء، ولكن يمكنك التنعم بفوائدها دون تكلفة، كل ما هو مطلوب منك التوجه إلى السرير في وقت مبكر قليلًا.

لإقناعك بشكل أفضل، وصفت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الحرمان من النوم بأنه أزمة صحية عامة، قائلة إن ثلث البالغين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، وهناك حوالي 80% من الناس يعانون من مشاكل في النوم مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وحسب دراسة عام 2016، فإن الحرمان من النوم “يسبب خسائر اقتصادية تزيد عن 400 مليار دولار سنويًا في الولايات المتحدة ويؤدي إلى خسارة 1.23 مليون يوم عمل في كل عام”.

إن لم يكن هذا كافيًا، فإليك قائمة غير شاملة بالأضرار التي يُسببها لك الحرمان من النوم:

-تدهور أداؤك الإدراكي العام – خصوصًا انتباهك البصري وقدرتك على تشكيل الذكريات. (بشكل عامي: هذا هو “الضباب الدماغي” الذي نواجهه جميعنا بعد وقت متأخر من الليل).

-تدهور قدرتك على تعلم المعلومات الجديدة، سواء بسبب الحرمان من النوم قبل أن تتعلم معلومات جديدة وبعد ذلك.

-سوء فهم الأشخاص حولك، إذ تقل احتمالية قراءة تعبيرات الوجه بشكل صحيح، وحتى تفسير بعض التعبيرات- والمحايدة منها- باعتبارها تهديدات.

-من المرجح أن تكون أكثر غرابة وأن تتفاعل بشكل أسوأ عندما تواجه عقبات.

-ما بعد تدهور قدراتك العقلية على نحو خطير، يتأثر جسمك أيضًا: فعدم القدرة على النوم الكافي يمكن أن يساهم في زيادة الوزن، ويزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، ويجعلك أقل مقاومة لنزلات البرد.

إذًا ماذا عليك أن نفعل؟

 تعرف على كمية النوم التي تحتاجها.

بشكل عام، إذا كنت تستيقظ مُرهقًا، فإنك لم تحصل على نوم كاف. ومع ذلك، قد لا يكون المعيار الذهبي الخاص بـ8 ساعات في الليلة مناسبًا لك، إذ أثارت دراسة من عام 2015 تساؤلات حول ما إذا كنا بحاجة إلى هذا الرقم السحري، لذلك فإن مراعاة جسمك هي أفضل طريقة لمعرفة الوقت الصحيح.

المبدأ التوجيهي الحقيقي الوحيد هو الحصول قسط النوم الذي تحتاجه للشعور بالانتعاش والنشاط في اليوم التالي، ثم قم بذلك في كل ليلة. ويمكن للاحتفاظ بمذكرات النوم أن يساعدك على معرفة ذلك.

أخيرًا، احتفظ بجدول زمني ثابت للنوم. لقد تم تجهيزنا جميعًا بساعة يومية، وهو جهاز توقيت داخلي يعمل على مدار 24 ساعة يخبرنا بشكل طبيعي متى ننام، وأفضل طريقة للحصول على الراحة هو الحفاظ على هذا التناسق.

نم واستيقظ في نفس الوقت كل يوم (بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع)، وحاول أن تبني قدرًا من الانتظام في الجدول الزمني قدر الإمكان، بما في ذلك أوقات الوجبات، وممارسة التمارين، ووقت الجلوس أمام الشاشة (وموعد إيقاف تشغيل الشاشات). وتذكر أن تبقي غرفة نومك باردة قليلًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى