مجتمع

دراسة: كيف يُحسِّن تقاسم “الإنفاق” صحة طرفي العلاقة؟

دراسة: كيف يُحسِّن تقاسم “الإنفاق” صحة طرفي العلاقة؟

o-FEMALE-BREADWINNERS-facebook

الإندبندنت

ترجمة: فاطمة لطفي

كشفت البيانات التي جُمعت على مدى 15 عامًا من مجموعة من الرجال والنساء عن حدوث انخفاض في صحة الرجل وسعادته عندما يتولى مسؤولية مادية أكثر من شريكته.

تقول عالمة الاجتماع كريستين مونش إن التجربة النفسية لكون الرجل أو المرأة عائلين بها اختلافات، الرجال لا يحصلون على أي ثناء عندما يكونون معيلين لأن هذا هو الوضع العادي. وإذا فقد الرجل هذه المسؤولية، فسيراه الآخرون ضعيفًا، والرجال هم الأسهل في التعرض للاستفزاز إذا قال أصدقاؤه إن زوجته هي التي تقوم بمسؤولياته نحو الأسرة.

ومع ذلك، تتحسن الحالة النفسية للنساء حين يكنّ “المُعيلات” الرئيسيات للأسرة.

“لأن بالنسبة للنساء، إعالة الأسرة ليس هو الأمر المتوقع، لذا عندما تكونين معيلة، ينظر الناس إليك بإعجاب، وإذا فقدت ذلك، لن تصبحي فاشلة في أنظارهم، لأن هذا ليس الوضع المعتاد عليه في المجتمع”.

بحثت الدراسة التي بدأت عام 1997 حتى عام 2011 في إجابات 3.176 شخصًا تتراوح أعمارهم من 18-32 في استطلاع لـ”المسح الطولي الوطني للشباب” لعام 2011.

قالت كريستين إنهم قيّموا الحالة النفسية عبر طرح أسئلة متعلقة بالسعادة، القلق، والاكتئاب مثل “كم مرة تشعر بأنك متعب ولا شيء يمكنه إنقاذك؟ كم مرة شعرت فيها بالسعادة؟ وحلّل الباحثون الإجابات عن هذه الأسئلة مثلها مثل الاستفسارات حول موضوع “الصحة” مسجلين أي الشريكين يكون هو العائل الأساسي للأسرة، أو يوفِّر أغلب دخلها.

جاءت معدلات الصحة الجيدة للرجل بنسبة 5%، لكنه انخفض لنسبة 3.5% عندما يكون الرجل هو المعيل الرئيسي بدلًا من تبني أدوار متساوية مع شريكته لضمان استقرار العائلة المادي.

قالت الباحثة كريستين: “فوجئت، ليس بسبب هذه الانخفاضات على نفسية الرجل وصحته، لكن لأن الأمر كان مختلفًا بالنسبة للمرأة”.

وأضافت البروفيسورة في علم الاجتماع أنها أخذت هي وفريقها عدد من المتغيرات بعين الاعتبار، مثل كم يحقق الشريكين من المال في المجمل،  لضمان صحة النتائج التي توصلوا لها.

التباين المالي الكامل بين الشريكين كان سببًا رئيسيًا في التأثير النفسي لمسؤولية الإعالة المادية للأسرة عند الرجل.

وأضافت كريستين أن للتعنت في تولي الأدوار بناءً على النوع الجنسي تأثيرا سلبيا على الرجال والنساء أيضًا.

“يعتقد الأشخاص بأن طبيعة الأدوار واختلاف المسؤوليات بين الرجل والمرأة أمر غير قابل للتغير، وفي بعض الأحيان يكون الأمر كذلك بالفعل، لكن في معظم التاريخ كان الرجل والمرأة يعملان معا. كما أعتقد أنه من الممكن تمامًا القضاء على هذه التوقعات. واستنادًا إلى دراسات اجتماعية أخرى، فإن الأمور تتغير.”

فقد لاحظت كريستين أن الشباب قالوا إنهم يريدون علاقة متساوية في تولي الأدوار، حيث يسهم الشريكان على نحو متكافئ في الدخل المادي وفي رعاية الأطفال والمسؤوليات المنزلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى