منوعات

دراسة: “الفيب” يُعطل أنظمة تنظيف الرئة ويتسبب في أمراض مزمنة

السوائل تكون أكثر خطورة بعد التبخير

المصدر: Independent – Alex Matthews-King

ترجمة: ماري مراد

يمكن لمستخدمي السجارة الإلكترونية أن يعرضوا أنفسهم لخطر الإصابة بأمراض الرئة، إذ أظهرت دراسة حديدة أن السوائل التي يستخدمونها تُعطل قدرة الجهاز المناعي على تنظيف الرئتين ومنع تراكم المواد الكيمياوية.

الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة برمنجهام، وجدت أن السوائل المضاف إليها النيكوتين المستخدمة في السجائر الإلكترونية تكون أكثر خطورته عند تبخرها.

ونظرًا لأن غالبية الأبحاث حول أمان السجارة الإلكترونية بحثت في المواد الكيميائية بالسوائل قبل تبخرها بواسطة الحرارة، فمن المحتمل أن يكون هذا قد أدى إلى تقليل المخاطر.

مؤلفو الدراسة شددوا على أن السجائر الإلكترونية لا تزال تمثل خطورة أقل من منتجات التبغ التقليدية، لكنهم يقولون إن ادعاءات السلامة للجهات المصنعة قد يكون مبالغ فيها في الوقت الذي لا يُعرف فيه الكثير عن آثارها طويلة المدى.

ومن جانبه، قال البروفيسور ديفيد ثيكت، المؤلف الرئيسي: “(السجائر الإلكترونية) أكثر أمانًا من حيث مخاطر الإصابة بالسرطان. ولكن إن كنت تدخنها لمدة تترواح من 20 إلى 30 عامًا فيمكنها التسبب في مرض الانسداد الرئوي المزمن، وهذا شيء نحتاج إلى معرفته”.

وتابع: “لا أعتقد أن السجارة الإلكترونية أكثر ضرارا من العادية، لكن يجب أن يكون لدينا شك حذر من أنها آمنة تمامًا مثلما نعتقد”.

وفي هذا البحث، الذي أُجري في مختبر مع خلايا بشرية ونشر في دورية Thorax ، وجد الفريق أن بعض الأضرار تعادل تلك التي شوهدت مع تدخين التبغ.

وباستخدام خلايا الرئة المستخرجة من المتطوعين الأصحاء الذين لم يدخنوا أبدًا، اختبروا تأثيرات سائل السجائر الإلكترونية، قبل وبعد تبخيره ومع أو بدون النيكوتين.

وركزت الدراسة على التأثير الدخان على البلاعم السنخية، وهي خلايا دم بيضاء مهمة تراقب الأكياس الهوائية الدقيقة (الحويصلات) للرئة وتبتلع وتكسر الغبار والبكتيريا والجسيمات الأخرى التي يمكن أن تسبب الضرر.

وبعد 24 ساعة من التعرض للأنواع المختلفة من السوائل، رأى الفريق التأثيرات الأكثر فعالية في السوائل التي تم تبخرها ثم تكثيفها، محاكية الطريقة التي ستتراكم بها في الرئة. وانخفض عدد البلاعم التي ما زالت قادرة على العمل بشكل ملحوظ بعد التعرض للسوائل المتبخرة، وشوهد هذا التأثير في السوائل مع ودون النيكوتين.

وكتب المؤلفون: “من المهم الإشارة إلى أنه تمت ملاحظة أن تعرض البلاعم إلى سائل متبخر متعمد يؤدي إلى العديد من التغيرات الخلوية والوظيفية نفسها في وظيفة البلاعم السنخية، التي تظهر في مدخني السجائر والمرضى المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن”.

وفي جميع التركيزات كان السائل المتبخر والمكثف أكثر سمية مما كان عليه في شكله غير المتبخر، وتسبب في موت الخلية ونخرها بتركيزات أقل.

وأيضًا، تسبب السائل في زيادة بمقدار 50 مرة في مستويات الجذور الحرة المؤكسدة والمواد الكيميائية المعروفة بأنها تسبب الالتهاب- استجابة أخرى لنظام المناعة – والتي يمكن أن تسبب على مدار فترات طويلة مرض مزمن.

وفي السياق نفسه، قال البروفيسور جوناثان جريج، خبير في أمراض الجهاز التنفسي للأطفال في جامعة كوين ماري في لندن، والذي لم يشارك في هذا البحث: “تقدم هذه الدراسة دليلاً إضافيًا يتحدى وجهة النظر القائلة بأن التدخين الإلكتروني يقدم الحد الأدنى من المخاطر. الحجة القائلة بأنه بما أن التدخين الإلكتروني أفضل من تدخين السجائر، فإن أي تأثير للفيب على خلايا الرئة ليس مهمًا، تصبح مُضللة بشكل متزايد”.

ورغم هذا، قال أكاديمون آخرون إنه رغم الأدلة المتزايدة على أن السجائر الإلكترونية يمكن أن تكون لها آثار صحية طويلة الأجل، لكنها أنها لا تزال أفضل من السجائر.

وذكر البروفيسور جون بريتون، مدير مركز المملكة المتحدة للتبغ والكحول: “الحقيقة القاسية هي أن التدخين يقتل، والمدخنون الذين يتحولون تماما إلى السجائر الإلكترونية من المرجح أن يقللوا إلى حد كبير من احتمالية الوفاة المبكرة والعجز”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى