مجتمعمنوعات

دراسة: الأطفال “المجادلون” أكثر نجاحاً

دراسة: الأطفال “المجادلون” أكثر نجاحاً

Smileshare

ترجمة دعاء جمال

لا تجادل؟ فكر مجدداً!

 

أغلب الأباء يكرهون المجادلة. فهي تستفزهم وتزعجهم.

إنها مشكلتي مع طفلي. يبلغ 8 أعوام ويحب التجادل حول كل شيء بداية من العقاب وصولاً للوقت الذي بإمكانه المسموح فيه باللعب ووميعاد الذهاب إلى النوم. ابنتي، 6 أعوام، تفعل ما تريد ومحاولة إيقافها في منتصف لعبها أمر شبه مستحيل.

عندما أخبرهما أنه الوقت للقيام بشيئ ما، أسمع “لماذا” أو “ليس الأن”. هذا كفيل بجعل أي أم تفقد هدوئها ويكون من الصعب الرد بهدوء.

ومع ذلك، ماذا لو كانت المجادلة مفيدة فعلياً لتطور طفلك؟

إنها كذلك بالفعل!

يتفق الخبراء على  أن هذا السلوك صحي من ناحية أثره على تطوّر شخضية طفلك. تشرح كيلي إم فلاناجان، أخصائية نفسية أن “عدم القدرة على قول (لا)، عدم القدرة على وضع حدود شخصية، أحدا الأسباب الأكثر شيوعا التي يعاني منها البشر.”

يمارس الأطفال المعارضة في محاولتهم اكتساب بعض السيطرة على حياتهم. التفاوض مهارة ضرورية يجب على البالغين امتلاكها. ومن الأفضل أن يتمرّن الأطفال مع أحد الوالدين بدلاً من اتباعهما دون تفكير ومواجهة المشكلات.

 

كيف يجادلون

ركِّز على كيفية مجادلتهم. نرغب جميعاً في أن يتمكن أطفالنا من مواجهة وتحمل الضغط وتقرير المسار الأفضل لهم. إلا أن تعليم الاحترام هو المفتاح.

الحقيقة أن مجادلتهم لا تتعلق بسلطتك. هم أطفال. سيجادلون. هذا ما سيفعلونه دائمًا. تكمن قوتك في كيفية مجادلتهم.

هل تُعلِّم طفلك التحدي باحترام؟ هل تضع توقعات لتواصل مناسب بينكما؟ هل تساعدهم على الفهم وتحمُّل مسئولية نتائج أفعالهم؟

قدرة أطفالك على المفاوضة تتحسن عندما تُعلِّمهم التمرن على السيطرة بوعي ذاتي، واحترام، وهدوء.

من المسيطر؟

عندما يجادل الطفل، بغض النظر عن عمره، نشعر نحن كآباء بأننا نفقد السيطرة.

أغلب الآباء يرغبون في قدر أساسي من السيطرة في العلاقة أطفالهم. يرغبون في استجابة الطفل عند محادثته بسرعة وكياسة. مثلما كانت لدى الوالد عند نشأته. الحياة أسهل، على المدى القصير، إذا فعل الأطفال ما يطلب منهم ولم يجادلوا أبداً.

إلا أن هذا حس خاطيء. والأطفال ليسوا هنا فقط لاتباع الأوامر وإطاعتها. فلديهم جميعاً طريقهم ليتبعوه، ويحتاجون لاكتشاف أنفسهم. والمجادلة مجرد طريقة للتعبير عن أنفسهم، وهو أمر طبيعي.

نحن البالغين نجادل طوال الوقت، لكننا ندعوه فقط بالتفاوض. لكن العديد من البالغين لا يرون هذا.

 

ما الأشياء التي يريد طفلك أن تعلمها؟

هم أشخاص مستقلين بأفكارهم ومشاعرهم الخاصة. يبحثون طريقهم. ومع أنه من امتيازاتك الإشراف على الرحلة إلا إنها لاتزال رحلتهم الخاصة، وليست ملكًا لك.

يحتاج الأطفال لكي ينمو ويصبحوا بالغين أصحاء ومستقلين، إلى التمرن على اتخاذ القرار بأنفسهم، والتفاوض على ما يريدون، حتى إذا بدا لك أن ما يرغبون فيه أمراً سخيفاً وغير هام. إلا أن عليك أن تدرك أن الأمر لا يتعلق بك، بل بخياراتهم.

إذا كان بإمكانهم التفاوض على إطعام الكلب الساعة الـ7 بدلاً من 6:30 الآن، هم مهيئون بشكل أفضل للتفاوض مع أساتذتهم في الجامعة، مدرائهم في العمل، ومع زوج أو شريك المنزل مستقبلاً.

الطريق الوحيد ليصبح الطفل ناجحاً هو أن يتعلم بنفسه باكراً. أن يعرف أحلامه، وما يحب أن يفعل.

من الضروري أن تتذكر أنك تُنشيء بالغين للمستقبل، ليسوا صغاراً يجب أن يتبعوا أوامرك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى