ترجمات

الشانزليزيه أمام المواجهة.. نهب وحرق واضطرابات في العاصمة الفرنسية

فرنسا تفكر في فرض الطوارئ

المصدر: Daily Amil
Irish Times 
El Ein

ترجمة: رنا ياسر

قد تضطر فرنسا لإعلان حالة الطوارئ بعد يوم طويل من الشغب في باريس  وسط دعوات لإرسال الجيش لإخماد موجه الاضطرابات التي وقعت على يد المدنيين.

فقد اجتاح عنف المتظاهرين وسط باريس، وأضرموا النيران في السيارات وحطموا نوافذ الأندية واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب وهم يطلقون الغاز المُسيل للدموع ومدافع المياة على الشانزليزيه في أسوأ أعمال شغب تشهدها فرنسا منذ أكثر من عشر سنوات.

فبعد أن انتشرت احتجاجات “السترة الصفراء” التي بدأت كحركة تعلن احتجاجاها على رفع أسعار الوقود، امتد احتجاجها لاسابيع حتى نالت دعم من المدنيين، وأمس وصل عدد الجرحى حوالي 133 جريحًا، من بينهم 23 ضابط شرطة، إلى جانب 412 تم اعتقالهم الليلة الماضية.

اليوم، قالت الحكومة الفرنسية إنها ستفكر في فرض حالة الطوارئ لإنهاء العنف، حيث تعهد إيمانويل ماكرون بإحالة مثيري الشغب إلى العدالة.

في الوقت ذاته، قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، إنه من غير المرجح أن  يُثار العنف في نهاية كل اسبوع، فقد أوضحت التقارير  عن وجود احتجاجات مٌخطط لها اليوم

والجدير بالذكر حسبما وصفت الصحيفة البريطانية، “ديلي ميل”، عن وجود صلاحيات إضافية لقوى القانون والنظام، بدءًا من التوقف والتفتيش إلى تنفيذ غارات على منازل المشاغبين المُشتبه بهم، وسط دعوات لاستدعاء الجيش.

كان قوس النصر نفسه من بين مئات المباني التي هاجمها المحتجون يوم السبت عندما تم تحويل الشانزليزيه إلى منطقة حربية في وسط العاصمة الفرنسية

في إدانته للعنف، قال ماكرون: “لا سبب يبرر الاعتداء على السلطات، ونهب الشركات، وتهديد المارة أو الصحفيين”.

انتشرت الاحتجاجات أمس إلى ما بعد باريس حيث أغلق المتظاهرون الطريق السريع في مدينة بياريتس في جنوب غرب البلاد، وأطلقوا قنابل الدخان الأصفر في مرسيليا، ثاني أكبر مدينة فرنسية.

أما الحكومة الفرنسية فقد واجهت صعوبات في التعامل مع المتظاهرين على اعتبار أن الحركة ليس لديها قيادة حقيقية وليس لديها أي تحيز  لمنظمة سياسية.

ومن جانب ماكرون، سعى لإخماد الغضب من خلال اجراء محادثات لمدة 3 أشهر  تهدف إلى  خفض التوترات الاقتصادية دون المساس بالفقراء.

تعهد ماكرون بإبطاء معدل الزيادة في الضرائب على الوقود في حال ارتفاع أسعار النفط العالمية بشكل سريع.

وحسب ما ورد في صحيفة “آيريش تايمز” الأيرلندية، أطلقت الشرطة القنابل اليدوية والغاز المسيل للدمواع إلى جانب استخدامها مدافع المياة في معارك مع حركة “السترة الصفراء”، في ثالث عطلة اسبوعية من الاضطرابات على مستوى البلاد ضد تكاليف المعيشة المرتفعة.

فقد اعتقلت الشرطة في باريس نحو 300 شخص وأصيب نحو 100 بينما ألقى محتجون قذائف على ضباط مكافحة الشغف وحرق سيارات  وواجهات متاجر مٌحطمة، وفي بعض المناطق، جابت مجموعات من الملثمين في الشوارع، مٌحطمين سيارة شرطة وأضرمت النيران فيها.

وإلي جانب قيام الشرطة بإطلاق قنابل الغاز ومدافع المياة على المتظاهرين في جميع أنحاء المدينة بما في ذلك أوبرا وساحة الباستيل، تم إغلاق  أكثر من 12 محطة مترو.

خسرت الفنادق والمتاجر الكبرى في باريس الملايين من العائدات، وقد أصبحت الرفوف فارغة في بعض متاجر السوبرماركت في البلاد.

وذكرت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية أنه “بعد يوم عاصف من الاشتباكات كانت العاصمة باريس مسرحًا للعديد من الحوادث من أعمال العنف والفوضى، بينها ساحة الأوبرا، وشارع ريفولي، وكليبر، وتكررت نفس مشاهد الفوضى في أماكن مختلفة من العاصمة”.

كما تجمع نحو 300 فرنسي في ساحة الأوبرا وشارع يربط سجن الباستيل بساحة الكونكورد، كما تجمعوا أمام متحف اللوفر”.

من جانبها، أعربت عمدة باريس آن هيدالجو، عن استيائها العميق وحزنها الكبير مما تواجهه باريس من أعمال عنف على هامش مظاهرات “السترات الصفراء”.

وعن التطورات على الأرض، أشارت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية إلى أن متظاهري السترات الصفراء صعدوا إلى أعلى “قوس النصر”، ذلك الرمز الذي يعد جزءا من تاريخ فرنسا، الأمر الذي يشير إلى دلالات ومرحلة خطيرة وصل إليها المتظاهرين في ظل غياب رد أو موقف رسمي من قبل الحكومة.

بدوره، اعترف وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنر، بأن الحكومة أساءت إدارة الأزمة لا سيما فيما يتعلق بعملية الانتقال البيئي (في إشارة إلى الإجراءات الحكومية لتعزيز استخدام الدراجات الهوائية لحماية البيئة) وسوء التواصل مع المتظاهرين.

وحول الأحداث التي شهدتها العاصمة، كتبت نقابة مفوضي الشرطة الوطنية على حسابها الرسمي بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”: “في مواجهة حركات عصيان، يجب التفكير في إجراءات استثنائية لحماية المواطنين وضمان النظام العام، وحالة الطوارئ جزء من هذا”.

من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه “لن يرضى أبدا بالعنف” الذي اندلع في باريس لأنه لا يمت بصلة إلى التعبير عن غضب مشروع”، مضيفا أن “مرتكبي أعمال العنف هذه لا يريدون التغيير، لا يريدون أي تحسن، إنهم يريدون الفوضى: إنهم يخونون القضايا التي يدعون خدمتها ويستغلونها. سيتم تحديد هوياتهم وسيحاسَبون على أفعالهم أمام القضاء”.

ووفقا للبيانات الرسمية، فإن العدد الكلي للمحتجين في أنحاء البلاد بلغ 36 ألف محتج بينهم 5500 في باريس، كما تم اعتقال نحو 287 شخصا، فيما أصيب أكثر من 101 شخص بينهم 11 من قوى الأمن، وسط مخاوف من تسلل مجموعات تنتمي لأقصى اليمين وأقصى اليسار إلى حركة “السترات الصفراء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى