مجتمعمنوعات

دراسة: إنجاب الأطفال قد يكون أسوأ من الطلاق

الدراسة تقول إن معدلات سعادة الآباء والأمهات تتراجع بعد الإنجاب

Washingtonpost- أريانا إيونجانج تشا

ترجمة دعاء جمال

اتضح أن الأبوة أسوأ من الطلاق، ومشاكل البطالة، وحتى من موت شريك الحياة

تمر حياتنا بالعديد من الخبرات الجيدة والسيئة، لكن يفترض أن يكون الشعور بالأبوة من أكثر تلك الأمور سعادة وبهجة. أو هكذا تخبرنا الافلام والإعلانات التجارية.

لكن دراسة حديثة نشرت بمجلة “ديموجرافي” توصلت إلى أمر مختلف، وهو أن حصولك على طفل له تأثير سلبي على سعادتك، بل إن تأثير طفل جديد سيىء بشكل مدمر، فهو حتى أسوأ من الطلاق والبطالة، وأسوأ من موت شريك الحياة.

تتبع الباحثان، راشيل مارجوليس وميكو ميرسكيلا، 2061 ألمانياً ممن لم يكن لديهم أطفال عند بدء الدراسة حتى سنتين بعد ولادة الطفل الأول على الأقل. وطلبا من المشاركين تقييم سعادتهم من 0 ( غير راضين تماماً) إلى 10 ( راضين تماماً) رداً على سؤال ” كم انت راض عن حياتك؟”.

وكتب الباحثان: “رغم أن تلك المقاييس لم ترصد تجربة أن يكون لديك طفل بشكل شامل، إلا أنه كان من المفضل توجيه أسئلة مباشرة عن عملية الإنجاب لأن إبداء والدين كلاما سلبيا عن طفل رزقا به حديثا يعد أمرا من المحرمات”.

وتهدف الدراسة إلى معرفة أعمق بحالة التناقض الموجودة في العديد من الدول المتقدمة بين عدد الأبناء الذي يقول الناس إنهم يريدونه والعدد الذي ينجبونه فعلياً. ولا يزال معدل الإنجاب في تلك الدولة متدنياً على مدار 40 عاما، ويبلغ 1.5 طفل للمرأة الواحدة.

فقدان السعادة متوسط التغير في الصحة على مقياس 0( غير راض تماماً) إلى 10 ( راض تماماً) بأحداث الحياة.

وجد مارجوليس، باحث علم اجتماع بجامعة غرب أونتاريو، وميرسكيلا، مدير مؤسسة ماكس بلانك للأبحاث الديموغرافية، أن أغلب الأزواج خلال الدراسة بدوا سعداء للغاية عندما خططوا لإنجاب الطفل الأول. وفي السنة السابقة للإنجاب، كان رضاهم عن حياتهم مرتفعاً أكثر، ربما بسبب الحمل وترقب المولود. لكن بعد الولادة اختلف الموقف.

وفقاً لتقرير المقاييس الشخصية للصحة، ظل حوالي 30% على نفس حالة السعادة تقريباً أو أفضل بمجرد إنجابهم للطفل. وقال باقي الآباء إن سعادتهم نقصت خلال أول وثاني سنة بعد الإنجاب. وأبلغ 37% من الأباء والأمهات في الدراسة عن تدني سعادتهم بمقدار وحدة واحدة، وأبلغ 19% عن انخفاض سعادتهم بمقدار وحدتين، فيما أبلغ 17% عن تراجع سعادتهم بمقدار ثلاث وحدات.

ويبلغ متوسط تراجع السعادة عند لآباء والأمهات بعد الإنجاب إلى 1.4 وحدة، وهذا ما يعد أمراً خطيراً للغاية.

لوضع الأمور في نصابها، فقد قاست دراسات سابقة تأثير الأحداث الكبرى في الحياة على نفس مقياس السعادة بهذه الطريقة: الطلاق يسبب تراجعا للسعادة بما يعادل 0.6 ( البطالة وموت شريك الحياة يسبب كل منهما انخفاض وحدة سعادة فقط).

ونتيجة التجربة السلبية قرر العديد من الآباء التوقف عن إنجاب الأبناء بعد الطفل الأول.

تظهر البيانات أنه كلما زادت الخسارة في الصحة، كلما انخفضت احتمالية إنجاب طفل ثان. وبدا التأثير أقوى  بشكل خاص على الأمهات والآباء الأكبر من 30 عاماً.

المفاجأة أن جنس المولود لم يكن عاملاً مؤثرا في هذا القرار.

كتب الباحثان :”الإنجاب هو اختيار لأغلب الناس فى العالم المتقدم.. (إذا) كان الانتقال للأبوة صعباً للغاية أو أكثر صعوبة من المتوقع، فقد يختار الناس البقاء كما هم”.

ويرى الباحثان أن التحديات التي تؤثر على قرار إنجاب طفل ثاني تندرج في ثلاثة فئات. أول فئتان لهما علاقة بالصحة. حيث أبلغت الأمهات عن ألم جسدي وإغماء تعارض مع رغبتهم في العمل. وعبر الآباء عن قلقهم بشأن الحالة الطبية لزوجاتهن. ثانياً، ظهر أن المضاعفات أثناء الإنجاب تكون وراء قرارهما بعدم “خوض الأمر مجدداً”.

أما الفئة الثالثة، فقد كانت الأكثر ملاحظة، وتتعلق بطبيعة استمرارية وشدة تربية الأطفال. فقد أبلغ الوالدان عن إرهاق بسبب مشكلة في الرضاعة الطبيعية، وحرمان من النوم، واكتئاب، وعزلة منزلية وانهيار العلاقة.

من المرجح أن تفتح نتائج الدراسة عين الحكومات القلقة بشأن معدلات الإنجاب المتدنية في بلادهم، حيث تقدم لهم اقتراحات تتعلق بتقديم دعم إضافي للأباء والأمهات الجدد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى