اقتصادثقافة و فنرياضةسياسة

دراجة تخفف سجن “تشيكي” وتصنع مستقبل “أفريقي”

تطوع عدد من السجناء في أحد السجون التشيكية في مشروع خيري لتوفير الدراجات لأطفال غامبيا لمساعدتهم على الوصول إلى مدارسهم

 

عن ـ وكالة الأنباء الفرنسية:

ترجمة: منة حسام الدين

وسط جمع من إطارات الدراجات الهوائية، يجلس ستة رجال أقوياء البنية، ليقومون باصلاح دراجات الأطفال الملونة والتأكد من سلامة الفرامل والتروس من أجل منحها لمستخدميها المستقبليين في أفريقيا.

هؤلاء الرجال الذين يتولون اصلاح الدراجات، هم سجناء في سجن “هيرمانيس” الواقع في شرق مدينة “أوسترافا” التشيكية، تطوعوا في ذلك العمل لتوفير الدراجات القديمة لإحدى المنظمات الخيرية التي تهتم بالمناطق الريفية في جمهورية “غامبيا” ، حيث يستخدم أطفال تلك الدولة الأفريقية الدراجات من أجل الوصول إلى المدارس البعيدة.

محطاين بالأدوات ومضخات الهواء، يفحص السجناء المتطوعون العجلات، وسلاسل الدراجات، والتروس، في ورش السجن وتحت مراقبة الحراس المسلحين .

“فاكلاف”، الرجل الملتحي ذو الخامسة والثلاثين عاماً، والجندي السابق قبل أن يتم الحكم عليه بالسجن لمدة 20 شهراً بتهمة السرقة، يقول:” أنا هنا لأتعلم شيئاً جديداً، ولأتقن مهاراتي”.

ويضيف “فاكلاف” الذي لديه خبرة جيدة في التعامل مع فرامل الدراجات، وكان عاش لفترة دون مأوى قبل أن ينتهى المطاف به في السجن:” أنه أمر جيد أن تعرف أن هناك شخصاً جديداً سيستخدم هذه الدراجات القديمة”.

“إذا كانت تلك الدراجات ستساعد الناس، إذن هذا شيء جيد”، يقول بخجل “كاريل” عامل البناء طويل القامة، الذي يرسم وشماً على جسده، و تم سجنه بتهمة السرقة، و يعطيه مظهره عمراً أكبر من السادسة والأربعين، عمره الحقيقي.

وعلى عكس السجناء الذين يتقاضون مقابل مادي من عملهم في الخردة أو تفكيك السيارات القديمة، يعمل فريق عمل الدراجات مجاناً.

 لكن في الوقت ذاته، ورغم شعور الرضا الذي ينتاب فريق عمل اصلاح الدراجات، إلا أنهم  يحصلون أيضاً على بعض الامتيازات البسيطة مثل فنجان شاي أو قهوة، أو فرصة لشرب السجائر، كما انهم يحصلون على  اشادة وكلمات طيبة من المراقبين لهم أمام المحاكم، وذلك حسبما قال نائب مدير السجن، بيتر سجكا.

في الواقع، منذسبتمبر 2013، تمكن السجناء من اصلاح أكثر من 1600 دراجة، تم شحنها عبر أربع حاويات إلى غامبيا.

“تكلف الأمر حوالي  3650يورو لشحن حاوية واحدة”، يقول رومان بوسولدا، رئيس المنظمة الخيرية “الدراجات من أجل أفريقيا”، والذي يعتبر العام الحالي هو الثالث لعملها في جمهورية التشيك

.

“رومان” الرياضي، طويل القامة، ذو الثانية والأربعين، وتجول حول العالم بدراجته، أكد أنه استلهم فكرة مشروعه من مشروع مماثل في بريطانيا، حيث أقام لمدة 6 سنوات لعمله مع الشباب المعرضين للخطر.

ومن جانبه، يقول منسق المشروع الخيري من غامبيا، بابوكار توراي، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الدرجات تمثل كنزاً للأطفال المحليين الذين يضطرون السير لمسافة تصل إلى 9 كيلومترات يومياً من أجل الذهاب إلى مدارسهم.

ويضيف توراي:” المواصلات مستحيلة في  بعض مناطق غامبيا، لذا هذا المشروع مفيد حقاً”، مشيراً إلى أن الأطفال يستخدمون الدراجات في الأساس للحصول على التعليم.

في غامبيا، المدارس المشاركة في المشروع   لديها معلم وطالب تم تدريبهما على اجراء اصلاح الدراجات وتم تزويدهما بقطع غيار من الدراجات القديمة غير القابلة للتصليح.

“نحصل على دراجات حالتها جيدة جدا، وأخرى تتنوع حالتها ما بين الجديدة والقديمة، ونصف هذه الدراجات فقط يكون ملائم للأراضي الأفريقية”، يوضح رومان بوسولدا، مؤكداً أن آخر شاحنة دراجات كانت في مايو الماضي، واشتملت على 800 دراجة تم تسليمها إلى 9 مدارس في غامبيا .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى