حيوانات

دببة قطبية تغزو منطقة روسية.. والسبب غريب!

أعلن المسؤولون حالة الطوارئ في المدينة

live science

ترجمة وإعداد: ماري مراد

احتلت 52 من الدببة القطبية الجائعة غوبا، مستوطنة عمل في أرخبيل القطب الشمالي الروسي النائي. وهاجمت السكان المحليين وبحثت في مقالب القمامة عن طعام لها، كما اقتحمت المباني السكنية، وفقًا إلى بيان حكومي.

الغزو الهائل للدببة القطبية دفع المسؤولين إلى إعلان حالة الطوارئ السبت الموافق 9 فبراير. وفي بيان، قال مدير مدرسة محلية: “المواطنون يخشون مغادرة المنزل وترك أطفالهم يذهبون إلى المدرسة”، موضحا أن القرية تضم بشكل مستمر من 6 إلى 10 دببة قطبية.

وتقع مستوطنة بيلوشيا غوبا، في أرخبيل نوفايا زيمليا النائية في روسيا، وتضم نحو ألفي شخص، وتشتهر باختباراتها النووية. وليس من الغريب رؤية الدببة القطبية بالقرب من السواحل الجنوبية للمنطقة، حيث تتلاقى بانتظام في فصل الشتاء لصيد عجل البحر الموسمي، وفقا إلى وكالة “TASS” الروسية التي تديرها الدولة.

ومع ذلك، يبدو أن ترقق الجليد البحري بفعل الاحترار العالمي دفع الدببة إلى الداخل بحثًا عن وجبات أكثر توافرًا، كما أعلن باحثون من معهد سيفيرتس للإيكولوجيا والتطور، وهو فرع من الأكاديمية الروسية للعلوم. وأشاروا إلى أن جاذبية المخلفات الصالحة للأكل في صناديق القمامة ببلوشيا غوبا يبدو أنها أوقفت الدببة من الهجرة أبعد إلى الشمال.

 

لكن “الغوص في القمامة” ليس كل ما تفعله هذه الوحوش، إذ تُظهر الصور ومقاطع المنشورة خلال عطلة نهاية الأسبوع الدببة التي تتسكع عبر ساحات المدارس الفارغة، بل وتتسلل أيضًا إلى أروقة مباني المكاتب بحثًا عن الطعام.

ولحماية المدينة، بنى السكان المحليون أسوارًا إضافية حول المدارس والمواقع الأخرى، في حين تحاول الدوريات الخاصة تخويف الدببة بالسيارات والكلاب. واتضح أن هذه التدابير “ليست لها نتائج ملموسة” لترويع الدببة، وحسب “تاس” فإن قوة عمل خاصة من “الخبراء” في طريقها لتقييم الوضع المقلق.

 

ورغم حظر إطلاق النار على الدببة القطبية أو قتلها من قبل الحكومة الروسية فإن التخلص من الدببة الأكثر عدوانية قد يصبح “الإجراء الوحيد والضروري لضمان السلامة” في بيلوشيا غوبا إذا لم يتم العثور على بديل بسرعة”، حسبما جاء في بيان الحكومة.

وتعتبر الدببة القطبية من الأنواع المعرضة للخطر في جميع أنحاء العالم، إذ يستمر الاحترار العالمي في تقليص موائلها من الجليد البحري. وفي القطب الشمالي -حيث يعيش ما بين 22 إلى 33 ألفا من الدببة القطبية في العالم- يرتفع متوسط درجات الحرارة بضعف سرعة بقية العالم، وهو ما يؤدي إلى انخفاض كبير في الجليد البحري كل عام، وفقًا لتقرير صدر في ديسمبر 2018 من قبل “الإدارة الوطنية لعلوم المحيطات والغلاف الجوي”.

وبينما يذوب الجليد البحري، يتعين على الدببة القطبية السفر لمسافة أبعد والعمل بجهد أكبر لاصطياد عجل البحر، وهو ما يتسبب في موت بعضها في هذه العملية. في حين أن دببًا أخرى -مثل تلك التي خربت غوبا- تفضل، على ما يبدو، أكل القمامة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى