اقتصادمنوعات

دايلي ميل: “الجونة” جنة وسط الصحراء المصرية

ميل أونلاين: مدينة الجونة نسخة محسنة من  “مصر”

Gouna2

دايلي – ميل أونلاين – كريس إيرفن

ترجمة – محمد علي الدين

عندما يحل الشتاء وتصبح ساعات النهار أقصر، نفتقد التمتع ولو بالقليل من الشمس. ربما مصر ليست أول مكان يمكن أن تفكر فيه، لكن في المقابل لا يجب أن تكون خارج حساباتنا، لذا سنذهب في جولة إلى هناك لمدة 48 ساعة.  وللتوضيح: نحن غير مهتمين بأي نشاط ثقافي خلال تلك الرحلة، نريد فقط الشمس وشاطىء، لذا سنذهب إلى مدينة الجونة.

الجونة مدينة مبهرة، وعند وصولك لمطار الغردقة تجد نفسك في وسط الصحراء، لكن بعد نصف ساعة من السير بالسيارة تجد نفسك في منتجع ضخم يضم العديد من المميزات. وبنى المنتج رجل الأعمال نجيب ساويرس منذ 20 عاما من لا شىء، وزوده بكل ما يحتاجه عشاق رياضة الجولف والغوص والتزحلق على الماء.

كل شىء في الجونة مصنوع حتى النباتات، والمدينة تبدو كأنها نسخة محسنة من مصر، لذا فإنك تشعر بالاسترخاء ويسود لديك إنطباع أن كل شىء تحت السيطرة. كان علينا المرور عبر بوابة لكشف المعادن عند دخولنا للفندق، وهو أمر مقلق بعض الشىء. ورغم ذلك فإنه لشعور رائع أن تكون بعيدا عن الليالي الباردة والمظلمة في لندن.

Gouna4

أقمنا في فندق “موفينبيك ريزوت آند سبا” ذي الخمسة نجوم، وهو الأكبر في المنطقة بـ554 غرفة. غرفتنا كانت واسعة ونظيفة وتطل على منظر رائع حيث حمامات السباحة. بدأنا يومنا بجلسة تدليك جعلتنا ندخل حقا في أجواء الإجازة. بعدها بدأنا في أهم جزء من رحلتنا، وهو رحلة الغوص الحر، حيث ألتقينا قائد المركب كريم ومرشدنا شعبان قبل أن نخوض في أمواج البحر الزرقاء.

كمبتدىء في مجال الغوص الحر لا يمكنني أن أقارن ذلك بأي شىء أخر، وقد رأيت بعيني غير الخبيرة المياه صافية كالكريستال ودافئة ومليئة بالأسماك. كان شعبان مرشدا رائعا يشير لنا على مجموعات الأسماك المتنوعة، ويتأكد أننا لا نبتعد كثيرا في الماء. أبدو مبتسما في صورتي بعد أول تجاربي الناجحة مع الغوص الحر لكن ما لا تقوله الصورة أنني ابتلعت كميات من الماء أثناء محاولتي استخدام جهاز التنفس.

Gouna5

ليلتنا الأولى قضيناها في مطعم “إل ليمون” الإيطالي بفندق “موفينبيك”. صحيح يبدو الأمر محبطا بعض الشىء أن تسافر إلى مصر ثم تأكل طعاما إيطاليا، لكنني قررت ذلك لأنني أعاني من حساسية تجاه المكسرات، لذا فإن المطعم كان الخيار الأكثر أمنا ومذاقا.

كان اليوم الثاني سيراليا. بدأناه على الشاطىء حيث لم يزعجنا إلا مرور اثنين من الجمال (دودو وديدي) اللذين ظلا يتحركان من مكان إلى اخر طوال اليوم، ولم ينجح المرشد في إقناعنا بامتطائهما. كان من المفترض أن نركب، بعد الظهر، قاربا في البحيرة مع قليل من كبار السن المصريين، وخلال الـ60 ثانية الأولى بدا أن الأمور كلها ستسير بشكل جيد لكن كان واضحا أن هناك مشكلة في محرك القارب، وعندما غادرنا المرفأ توقف المحرك تماما.

ظل قاربنا يتحرك ببطء في الماء لمدة خمس دقائق قبل أن يأتي إلينا قارب أخرى ليلتقطنا وينقذ قائد مركبنا سىء الحظ من وضعه المزري. هذا الموقف نبهنا إلى ان بعض الأمور قد تحدث بشكل غير صحيح رغم أن كل شىء يبدو تحت السيطرة.

Gouna6

غادرنا الفندق وتوجهنا إلى وسط المدينة من أجل الحصول على تجربة مصرية أصيلة. لا استطيع أن أقول أن اختياراتي المتعلقة بالطعام كانت مفعمة بروح المغامرة، وكما قلت فإنني أعاني من حساسية تجاه المكسرات. كانت وجبتنا الأخيرة في مطعم “بالافيرون”، ورغم وجود قائمة كبيرة من الأطعمة إلا أنني لم أشعر بالثقة في الطعام المقدم. انهينا ليلتنا بزجاجة نبيذ في البار، ورغم أن النبيذ قدم لنا في صندوق بدلا من زجاجة، وهو أمر غريب، إلا أنه كان جيدا.

بعد قضاء 48 ساعة في مصر، فأنا سعيد بتلك الرحلة رغم أنها كانت قصيرة. المشاهد كانت أخاذة، والغوص الحر كان رائعا، والمنتجع يقدم كل شىء يمكن أن تتوقعه من اسم “موفينبيك”. لا أعرف إذا كانت الجونة تمنحك شيئا إضافيا عن الذى يمكن أن تناله من رحلة مماثلة إلى إسبانيا أو البرتغال. في المرة المقبلة سأمكث فترة أطول للاستمتاع بكل الرحلات مثل السفر إلى مدينة الأقصر الرائعة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى