ترجمات

إيكونومست: الـ”هوت شورت” لن يعيد السائحين إلى لبنان

رئيس بلدية برمانا عن شرطيات الـ”الهوت شورت”: لن نوظف القبيحات

المصدر: The Economist

ترجمة: ماري مراد

رئيس بلدية برمانا شرق بيروت، بيير أشكر، لديه مشكلة، فالسياح الأغنياء من الخليج، الذين ينفقون الكثير ويقضون ليالي طويلة، لم يعودوا يقضون عطلة في مدينته الجبلية. ويريد رئيس البلدة جذب السياح من الغرب لسد الفجوة، لكن سمعة لبنان في العنف وعدم الاستقرار تبقيهم بعيدًا، كما يقول. وكان الحل من وجهة نظره: توظيف النساء الشابات كضابطات شرطة وارتداء “هوت شورت” أسود.

ويوضح أشكر: “الناس في الغرب الذين لا يزورون لبنان لأنهم يعتقدون أنه بلد للتطرف الإسلامي. نريد أن نظهر لهم أننا نتمتع بأسلوب حياة مماثل للغرب. أنتم ترتدون الشورتات ونحن كذلك. لدينا ديمقراطية. نساؤنا أحرار”.

وتسببت حيلة رئيس البلدة في إحداث ضجة وانقسام الآراء. البعض مسرور، في حين يقول آخرون إنها تُعرض النساء الشابات للتحرش الجنسي أو القلق من أنهن يلهين السائقين ويتسببن في حوادث الطرق. رئيس البلدة متحمس ومُصمم على رأيه إذ تساءل: “لماذا نوظف فتيات قبيحات؟”.

يقول السكان المحليون إنهن لم يفعلن شيئًا يذكر لتخفيف الازدحام. لكن قائد شرطة البلدة، الذي يشبههن بالزهور، يقول إن مرؤوسيه الإناث قد هدأن سائقي السيارات. ويرجح أن يرتدي الرجال أحزمة مقاعدهم ويقودون سيارتهم بحذر حينما يطلب منهم ذلك من قبل امرأة جميلة. وتقول كلوي خليفة، شابة تبلغ 19، إن هذه الخطوة مثال على المجتمع اللبناني المفتوح.

لكن الحركات النسائية تختلف مع هذا الرأي. حتى وقت قريب، كان بإمكان المغتصبين أن يتزوجوا ضحاياهم من أجل الإفلات من العقاب. لا يزال البعض قادرين على ذلك إذا كان عمر الفتاة 15-17 عامًا. والمحاكم الدينية، التي تحكم بالطلاق وحضانة الأطفال، تميز ضد النساء وتجعل من الصعب عليهن مغادرة الأزواج العنيفين. ويسمح البعض للفتيات الصغيرة في سن الـ9 سنوات بالزواج. ولا يمكن للنساء تمرير جنسياتهن لأطفالهن. كما أن التحرش الجنسي ليس جريمة.

وتقول لينا أبي رافع، مديرة معهد دراسات المرأة في العالم العربي: “إنها ممارسة رخيصة للعلاقات العامة تخدم فقط التذكير بأننا كيف نحن بعيدون عن المساواة في الحقوق والاحترام”.

وسوقت وزارة السياحة البلاد باستخدام النساء اللواتي يرتدين الملابس المكشوفة من قبل. استغرق الأمر إعلانًا في مجلة بلاي بوي، قبل اندلاع الحرب الأهلية في عام 1975، تظهر فيه امرأة ترتدي البيكيني ووعد السياح القادمين “بليالي عربية خيالية”. وشهدت حملة أخرى في عام 2011 رجلا مفتونًا بذكريات اللبنانيات المرتديات البكيني. رسم هذا الفيديو صراعا مماثلة من الرفض.

وتعتبر صناعة السياحة بلبنان، عماد الاقتصاد المتعثر، بحاجة ماسة إلى تعزيز. الحرب في سوريا المجاورة، والاضطرابات السياسية، والإرهاب والغضب من نفوذ إيران المتصاعد في البلاد، كل هذا يعني قدوم عدد أقل من السائحين، والـ”الهوت شورت” لن يعيدهم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى