ترجماتمجتمع

خطوة هائلة نحو اكتشاف علاج نهائي لـ”ألزهايمر”

خطوة كبيرة لهزيمة المرض القاسي

Mail Online

ترجمة وإعداد – شيماء الخولي 

توصل بحث جديد متعلق بتجارب تم إجراؤها على الفئران، إلى أن بعض الأجساد المضادة قد تكون قادرة على إزالة صفائح مرض ألزهايمر من المخ.

ومنذ 20 عاما – أي قبل تحديد أعراض مرض ألزهايمر – كانت صفائح الأميلويد بيتا في عقول المصابين بالمرض تتنامى وتؤثر على الإشارات العصبية فتتسبب في فقدان كلا من الذاكرة والمعرفة.

وبحسب البحث الجديد، فإن باحثين بكلية الطب بجامعة واشنطن، استحدثوا أجساما مضادة باستطاعتها إزالة بروتينات هذه الصفائح من المخ كُليًة.

ومؤخرا، حاولت العديد من التجارب المعملية استخدام الأجسام المضادة لاستهداف هذه الصفائح، ولكنها ظلت مجرد محاولات لم تكلل بالنجاح، كما أن بعض العلاجات كانت ذات أعراض جانبية لا يمكن تحملها.

ويأمل الباحثون، أن يقدم النهج الجديد لعلاج مرض ألزهايمر طريقة لتجنب ومنع هذه الأعراض الجانبية التي تفطر القلوب من التكون.

وعلى الرغم من صرف مئات الملايين من الدولارات على مرض ألزهايمر سنويًا، فلا نزال عاجزين بشكل كبير أمام هذه المرض بمجرد تشخيصه.

أما الآن، فنحن نعلم بعض هذه الجوانب الوراثية الأساسية المسببة لهذا المرض، نفس القدر الذي نعلمه عن العلامات الحيوية الرئيسية للمرض في المخ، إنها صفائح بروتين البيتا أميلويد.

وتتكون هذه الصفائح من أجزاء صغيرة من البروتين الذي يتألف من الأغشية الدهنية التي تغطي الخلايا العصبية.

وفي العادة، تتغلب الأنزيمات الطبيعية على هذه الأجزاء حال تكسرها ولا تسمح لها بالتكون في تجمعات.

ولسبب ما، لا تبدو أن هذه العملية الطبيعية “للتخلص من النفايات” تحدث في عقول مرضى ألزهايمر.

ويعتقد العلماء أن هذه البروتينات تتراكم وتلتصق ببعضها البعض – أو تلتف حول الخلايا العصبية أو تتجول بحرية داخل المخ – وتعرقل الإشارات الكهربائية التي تسير في مختلف أنحاء الوصلات العصبية للمخ من أجل التواصل مع بعضها البعض.

وحاول الباحثون الأكاديميون وكذلك الصيادلة وشركات التقنية الحيوية البحث عن أجسام مضادة لاستهداف هذه الصفائح، ولكن مؤخرا، يبدو أن شركة الدواء الأمريكية العالمية إيلاي ليلي سيتحتم عليها إيقاف دوائها الواعد جدا، الذي كانت تطوره لأجل علاج ألزهايمر. بعد اكتشاف جديد أعلن عنه مؤخرا تستهدف فيه الأجسام المضادة  بروتينات أصغر من بروتينات ألبيتا أميلويد.

وتملك الأجسام المضادة هويات محددة تجعلها مناسبة لمحاربة غزاة ألزهايمر، أو مسبباته في الدم.

واعتمدت الدراسة الجديدة على تجربة أجسام مضادة لا تتطابق مع بروتينات البيتا أميلويد، ولكن مع بروتين أصغر بداخلهم يدعى APOE.

وسابقا، اكتشف فريق البحث أن باستطاعتهم الحد من الضرر الذي تسببه بروتينات بيتا أميلويد باستخدام بروتين APOE، الذي تعد متغيراته الحتمية المتنبئ الكبير والوحيد لمرض الزهايمر.

ولكن، وفي نهاية المطاف، فإن الهدف الأساسي لهذا البحث هو منع مرض ألزهايمر، أو إبطاله أو منع تطور هذه الصفائح لإيقاف ألزهايمر.

لذلك، صمم العلماء تجربة، ليعرفوا إذا ما كان باستطاعتهم استخدام APOE، للبحث عن الهدف وتدميره، عوضا عن محاولة احتوائه، فاختبروا عددًا من الأجسام المضادة الملائمة لـ APOE البشري، في أجسام الفئران جنبًا إلى جنب مع صفائح ألزهايمر.

ووجد العلماء أن بمجرد وصول الأجسام المضادة للبروتينات المستهدفة، تصرفت الأجسام المضادة وكأنها أجهزة إرشاد استرعت انتباه الخلايا المناعية التي أتت للمشاركة في الهجوم على البروتينات الصغيرة وكل البروتينات الخبيثة القابعة في الداخل، وكان أداء الجسم المضاد الواحد   مبهرًا للغاية.

وعلى مدار 6 أسابيع، وجد أنه عندما عولجت نسبة البيتا أميليود في الفئران بهذه الطريقة، انخفضت النسبة للنصف مقارنة بما كان يحدث قديما في علاج المرض.

وكان لدى الأجسام المضادة القدرة على اختيار بروتين APOE، ووجد أنه بعد إزالته، تأخذ هذه الأجسام ما تبقى من الأميلويد بروتين في طريقها.

ويشعر العلماء بالقلق بشأن هذا الأمر، فالـ APOE، أيضًا، يلعب دورًا هامًا في القضاء على الدهون والكوليسترول من مجرى الدم، وعليه فإن مهاجمة البروتين سيسبب أضرارًا جانبية حتى ولو تم استخدامه من أجل أغراض مفيدة.

ولكن كبير معدي الدراسة، دكتور ديفيد هولتزمان، يرى أن الـ APOE، الموجود في الصفائح المقصودة، تختلف بنيته عن ذلك الموجود في الدم، حيث تتعرف الأجسام المضادة HAE-4 فقط على التكوين الموجود في الصفائح الموجودة في المخ، ما يعني أنها لن تهاجم بروتينات الدم المفيدة.

كما يبدو أنها لن تسبب أيضا الاتهابات التي تنجم عن استهداف الأجسام المضادة الأخرى لبروتينات الأميلويد الكبيرة.

ويرى دكتور هولتزمان، أن الأجسام المضادة للأميلويد ستكون ملزمة للكثير من الجزيئات الموجودة في الصفائح، أما مضادات الـ APOE للأجسام المضادة ستستهدف عناصر صغيرة جدا من الصفائح.

وبحسب هولتزمان، فهذا يعني أننا ربما نعثر على نشاط مناعي أقل، وربما لا نرى الأعراض الجانبية غير المرحب بها.

ولو نجح هذا العلاج مع البشر كما نجح في التجارب التي أجريت على الفئران، فسيوفر علاجا أكثر أمانا وفاعلية لهؤلاء البشر الذين تكون الأميلويد في عقولهم لسنوات، أصبح بإمكانهم التخلص منه.

ويقول هولتزمان، إننا بإزالة الصفائح ولو بدأنا مبكرا بشكل كاف، سنتمكن من إيقاف تلك التغييرات التي تحدث في عقول البشر والتي تسبب النسيان والارتباك والتدهور المعرفي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى