منوعات

حين امتلكت شجاعة الخروج من علاقة مؤذية

تجربة امرأة هجرت حبيبها المؤذي بعد 3 سنوات من الحب

theguardian

ترجمة- فاطمة لطفي

لم يكن هناك أي عنف جسدي أو آثار ضرب، لكن استغرق الأمر مني سنوات لأتقبل أنه كان يتم تدميري من قبل شريكي المتسلط.

في عيد الحب عام 2008 تخليت عن علاقة مؤذية، القلوب والأزهار، وباري وايت تغنّي في الراديو، كلها أشياء وضعت كل شيء تحت تركيز شديد، لمدة ثلاثة أعوام كنت حبيسة داخل دائرة الشك، أتى الأمر على مراحل قبل أن أكتشف أنني عالقة في هذا.

عندما تسير الأمور على نحو جيد، يكون شريكي ساحرًا، يمسك يدي في العلن، ويسمح لي بمشاركته تفاصيله الجميلة والذهاب معا للسينما، وعندما يكون مزاجه سيئا يبدأ وصلة من النقد المستمر، يتجهم في وجهك، يعاملك بعصبية بالغة، ويعمل على إخافتك منه، وينعزل عنك، ويكون وقع هذا قاسيا عليكِ، لتشعري بالوحدة والارتباك ولتبدئي في الشك والتساؤل: “ربما أنا السبب في هذا؟”، وتعتذرين وتبذلين جهدا أكبر في إصلاح كل شيء.

استغرق الأمر مني وقتًا لأعرف كم كنت خائفة، ولأدرك كيف أن إحساسي بنفسي اختفى مع الوقت. الإحساس بالذل كان مريعًا، خسرت وظيفتي التي طالما طمحت إليها بسبب “الضغط”، والأسوأ أنني خسرت ثقتي بنفسي، كنت معتمدة عليه ماديا، ومرتبكة تمامًا، حتى جلسات علاج المتزوجين تحولت فجأة ضدي، لم أعرف ما الذي جرحني أكثر، صراخ المعالجة في وجهي، أم تلك الحواجز التي تفصل بيننا عند عودتنا للمنزل.

“لماذا لا ترحلين فحسب؟”، كان سؤالًا لأحد يجهل ما أعانيه، هناك خط واضح للأذى، كيف يبدأ، كيف تتصاعد وتيرته، وكيف يعبث بدماغك، لم يضربني أبدًا شريكي السابق، لكن هددني بالطبع، لكن الأذى لم يكن عنفًا جسديًا، كان الأذى أقرب لاستخدام عشوائي ومتكرر لسبل السيطرة عليّ، “عندما يتم إجبارك على تغيير سلوكك وتصرفاتك فأنت يتم تخويفك، أنتِ تتعرضين لشكل آخر من العنف”.

صديقة لي تعرضت للضرب المبرح وطفلها حديث الولادة بين ذراعيها، ألقاها شريكها من الدرج حيث اصطدم رأسها بشدة ونزفت أنفها جراء الاصطدام العنيف، هي الآن تساعد الناجيات الآخريات من العنف الجسدي وسعيدة لخطبتها بشخص جيد. استمر شريكها السابق في تهديدها، مستخدمًا ابنها لمضايقتها، لكنها نسقت كل شيء مع محامٍ لتستعيد وصايتها على طفلها مجددًا.

وأهم ما تعلمته منذ رحيلي عن شريكي، أن شعورك المستمر بالقلق لا يعني أنك مصابة بمرض عصبي، إنه يعني أنك خائفة فاستمعي لهذا الصوت جيدًا.

قولك لنفسك “إن كل الرجال سيئون، سيجعلك فقط تظلين مع الرجل السيئ الذي أنت معه، لكن كل الرجال بالتأكيد ليسوا حقراء، أغلبهم جديرون بالاحترام، وبعضهم استثانئيون بالفعل”.

التقليل من شأن سلوكه الغاشم تحت مبرر أن كل العلاقات تحوي على أوقات حلوة وأوقات سيئة سيجعل منكِ حبيسة هذه العلاقة المؤذية.

السحر الذي يأتي مع البداية يكون قويا بالطبع، سيستخدم كلمات مثل “للأبد”، و”دائمًا” طيلة الوقت، حيث يجعلك متورطة للغاية في اللحظات العاطفية والمفاجآت الرومانسية، لن تستطيعي رؤية أصدقائك، أو قضاء الوقت مع عائلتك، سيشتري لك هاتفا جديدا، غالبًا لأجل تتبعك، سيتدخل في اختيار ماذا ترتدين، نحن نرى هذا كشكل من الرومانسية، لكنه نوع من السيطرة علينا.

ستكون هناك إشارات أولية لاختلاف الرجل الذي أنت معه عن الشخص اللطيف الذي تواعدينه، ستبدئين بالتساؤل: هل أنا السبب؟ أرسل إليّ صديقي السابق عددا من الرسائل المسيئة في الليلة الأخيرة باللغة الإسبانية، أنا لا أعرف الإسبانية، بعدها صحوت اليوم التالي لأجد رسالة اعتذار، عليكِ أن تعرفي أن شخصا يخبرك أن تكفي عن لعب دور الضحية أنه ليس صديقا لك، أنت يتم إجبارك على أن تكوني ضحية.

الكثير من الناس، يشمل ذلك المهنيين، سيتواطؤون معه ويقبلون أعذاره، لكنه لم يفعل هذا لأنه مخمور أو مضغوط أو بسبب شعوره بعدم الأمان أو لأن لديه شريكة خائنة، أو لأنه مريض عقليا، لكن هذا بسبب أن لديه اعتقادات راسخة عن المرأة والتي تدعمها ثقافتنا بالطبع. هو ببساطة “كاره للمرأة”، الكثير من الرجال يتعرضون للضغط، وتكسر قلوبهم ويشعرون بعدم الأمان، ويستشيطون غضبًا.

صديقك الحقيقي سيستمع إلى شكواك المستمرة وبكائك وألمك. سيراقب في صمت تعافيك، وإذا كنت محظوظة بالفعل سيقول لك “تبدين محطمة”، لتتساءلي وسط ضعفك: هل أنا كذلك بالفعل؟

كل هذه المخاوف التي تشعرين معها أنك غبية أو منبوذة أو مكروهة أو لا قيمة لك، بشعة وبدينة، ولا وظيفة لك، جميعها لا أصل لها من الصحة، إنما هي تبعات العيش مع شخص يكره المرأة، والذي يعمل فقط على اللجوء للعنف عندما تفشل تكتيكاته الأخرى في السيطرة عليكِ، لا يستخدم الكثير من الرجال أيديهم في إثبات هذا، لأنهم لا يحتاجون إلى هذا.

يجب أن تعرفي “أنكِ لست وحدك”، وفقًا لاستطلاع رأي، 33% من النساء مررن بنفس تجربتك، هذا لا علاقة له بخلفيتك الاجتماعية، أو دينك، أو الطبقة التي جئت منها، هذا فقط بسبب أنك امرأة، كونك امرأة ليس جريمة، تذكري أن التخلي عن هذه العلاقة هو الجزء الأكثر خطورة، لأن من المحتمل أن يصبح شريكك أكثر خطورة عليكِ. اطلبي المساعدة، الكثير من الرجال يسعون لإقناعك بالعدول عن قرارك بعد الرحيل، جهزي نفسك للوعود والتهديدات أيضًا، سيعمل على الوصول لأصدقائك لإقناعك أنه يحبك بالفعل، لذا أنت تحتاجين خطة لمواجهة هذا.

وتذكري أنه يسمى “انفصال عاطفي” لأنه يفصلك عن شريكك ويكسرك بالفعل، اليوم الأجمل، والأكثر تحررًا، والأزهى لا يزال أمامك عندما تتخلصين من هذا الشخص خارج حياتك، ستستيقظين يومًا ما وأنت تشعرين بالسعادة والحرية.

ما زلت غير متيقنة ما هو الحب بالفعل، لكنني أعرف أنه ليس مشاعر ضبابية ودافئة، إنه أفعال، إنه ما تقومين بفعله، أنا لم أكره الرجال، ما زلت أحب صحبتهم، ما زلت أريد أن أحب وأن يحبني أحد، مررت بعدد من العلاقات بعد انفصالي عن شريكي السابق، لكن أخافني الرجال قليلًا، سيكون رجلًا استثنائيًا للغاية من سيجعلني أحب مجددًا، من سيكون صبورًا معي، عندما أخاف دون مبرر، أتمنى بالفعل أن أقابله، جميعنا نحتاج لهذا. الشكل الذي أرى الأمور عليه هو أن أي رجل يستحق وقتي لا بد أن يكون نسويا أي “مؤيدًا للمساواة بين الجنسين”، ربما لن يفكر في الأمر بنفس الطريقة، لكن يجب أن يكون كذلك، رجل مبجل يحترم المرأة، هذا لن يعني أن الرجولة في فتولة العضلات، أختتم حديثي بمقولة قريبة إلى قلبي لمايا أنجلو: “كنت امرأة لوقت طويل، سأكون غبية إذا لم أعتمد على نفسي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى