سياسة

حماس: ما عندناش داعش

تنكر حماس أمراً واقعاً هو وجود مسلحي داعش في قطاع غزة وتسللهم إلى مصر، قطاع غزة أصبح يمثل تهديداً لكل من مصر وإسرائيل يجب التعاون للقضاء عليه.

ISIS in Gaza
أحد المسلحين في غزة يحمل علم الخلافة الإسلامية الذي اشتهرت به داعش والقاعدة وعدد من التنظيمات الإسلامية 

خالد أبو طعمة – بريكنج إسرائيل نيوز

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

بالرغم من إنكار حماس، هناك أدلة متنامية على أن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الإرهابية بدأت عملياتها في قطاع غزة.

كل من المصادر الأمنية الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية مقتنع بأن أتباع داعش في قطاع غزة مسئولون عن الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل.

حماس، بحسب ما يقولون، يبدو أنها تفقد السيطرة على عشرات من الخلايا الإرهابية المنتمية لداعش ولمجموعات جهادية أخرى.

المتحدث باسم وزارة الداخلية بحكومة حماس، إياد البزم، نفى قبل أيام تقارير تقول إن إرهابيي داعش تسللوا إلى مصر عبر أنفاق بطول الحدود مع غزة.

البزم وصف التقارير بأنها “كذب وافتراء” مضيفاً أنها جزء من حملة “لتشويه القطاع” وأنه “لا وجود لداعش في قطاع غزة.”

النفي جاء رداً على تقرير نشرته صحيفة “المصري اليوم” المصرية حول اعتقال قوات الأمن المصرية لخمسة عشر من إرهابيي داعش دخلوا سيناء عبر قطاع غزة، ووفقاً للتقرير فإن الإرهابيون الفلسطينيون في قطاع غزة سهلوا تسلل إرهابيي داعش إلى مصر لكي يستطيعوا القيام بهجمات إرهابية ضد مصريين.

التقرير قال إن الإرهابيين كانوا مكلفين بتأسيس خلايا إرهابية وأفرع لداعش في مصر.

من الواضح أن حماس متوترة بشأن وجود إرهابيي داعش في قطاع غزة وترى أنهم يمثلون تحدياً لسلطتها. وتعتقد داعش أن حماس “شديدة الوسطية” وأنها لا تقوم بما يكفي لتدمير إسرائيل.

الشهر الماضي، أرسلت حماس شرطتها وميليشياتها لفض مسيرة نظمها أتباع داعش في قطاع غزة احتفالاً بـ”الإنتصارات العسكرية” الأخيرة للجماعة الإرهابية في العراق. حماس منعت الصحفيين المحليين من تغطية الحدث كجزء من محاولتها إنكار وجود داعش في قطاع غزة.

في المسيرة التي حضرها عشرات الإسلاميين، كان الهتاف “خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود.” هذه هي صيحة حرب يحب العديد من الإسلاميين أن يهتفوا بها لتذكير اليهود بقصة المعركة التي جرت عام 629 ميلادية بين النبي محمد ويهود خيبر، وهي واحة في شمال غرب شبه الجزيرة العربية، وانتهت المعركة بقتل الكثير من اليهود وسبي نسائهم وأطفالهم.

gaza-funeral-isis-feature

في مطلع هذا العام، نشر مسلحون ملثمون في قطاع غزة مقطع فيديو على “يوتيوب” يعلنون فيه ولاءهم لداعش، ويعتقد أن هؤلاء المسلحين أعضاء بمجموعة سلفية إسلامية متشددة تمارس نشاطها في قطاع غزة في السنوات القليلة الماضية.

وقتها، أنكرت حماس أيضاً أن داعش لديها أي أتباع ولكن يبدو أنها تحاول أن تخبأ الشمس بإصبع. في جنازة لإثنين من الإسلاميين قتلتهما قوات الدفاع الإسرائيلية الأسبوع الماضي في غزة، حمل المشيعون أعلام ولافتات لداعش.

خلال العقد الماضي، أصبح واضحاً أن حماس ليست المنظمة الإرهابية الوحيدة التي تمارس عملياتها في غزة التي أصبحت قاعدة لعشرات من المجموعات الجهادية، بعضها مرتبط بالقاعدة وداعش.

أنفاق التهريب التي كانت تربط القطاع بمصر، معظمها دمره الجيش المصري خلال العام المنصرم، سهلت تحرك آلاف الإرهابيين الإسلاميين في الإتجاهين. قطاع غزة لم يعد تهديداً لإسرائيل فقط، بل للأمن القومي المصري كذلك.

والطريقة الوحيدة لمواجهة هذا التهديد هي التعاون الأمني بين إسرائيل ومصر التي لديها مصلحة مشتركة في منع الإسلاميين من تصدير إرهابهم إلى خارج قطاع غزة.

*خالد أبو طعمة صحفي فلسطيني من عرب 48 يدير مكاتب شبكة تليفزيون “إن بي سي” الأمريكية ويكتب لصحف “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى