إعلامسياسة

واشنطن بوست: كيري ينافق السيسي على حساب صورة أميركا

واشنطون بوست: وزير خارجيتنا يتملّق السيسي وسينظر الديمقراطيون المصريون إلى اميركا كعدوّ

 Mideast_Egypt_US-0fd08-4838

مجلس التحرير – واشنطن بوست

ترجمة – محمود مصطفى

أصبح مشهد وزير الخارجية جون كيري الآن وهو يتملق نظام عبد الفتاح السيسي في مصر ويتجاهل انتهاكاته الضخمة لحقوق الإنسان مشهدا مألوفاً وإن لم يصبح أقل إثارة للقلق.

يوم الأحد فعلها السيد كيري مرة أخرى في القاهرة قائلاً في مؤتمر صحفي إنه “أكد دعمنا القوي لمصر التي تقوم بإصلاحات هامة”. وقال كيري إنه ناقش مع وزير الخارجية سامح شكري “الدور الأساسي لمجتمع مدني نشط ولصحافة حرة وفق ما ينظمه القانون” لكنه لم يأت على ذكر حملة النظام المستمرة لسحق كل بقايا هذه المؤسسات وهي الحملة التي، وفق العديد من المراقبين الحقوقيين، ترقى إلى أن تكون القمع الأسوأ الذي شهدته مصر في أكثر من نصف قرن.

قد يكون كيري  قال كلمة عن محمد سلطان وأحمد دومة، وهما السجينان السياسيان اللذان دخلا المستشفى قبل أيام من زيارته عقب إضرابات طويلة عن الطعام. السيد سلطان، مواطن أمريكي مصري مزدوج الجنسية، اتهم بـ”نشر معلومات كاذبة*” لكنه لم يحاكم على الإطلاق. ويصفه داعميه بأنه في حالة صحية حرجة.

عاد سلطان، خريج جامعة ولاية أوهايو، إلى مصر العام الماضي وألقي القبض عليه في منزل أسرته عندما أتت الشرطة تبحث عن والده المسئول في الحكومة الإسلامية المنتخبة التي قاد ضدها السيد السيسي انقلاباً عسكرياً.

ألقي القبض على السيد دومة، مدوّن ليبرالي، وحكم عليه بالسجن في ديسمبر الماضي مع الناشطين أحمد ماهر ومحمد عادل لخرق قانون يمنع المظاهرات.

كان يمكن للسيد كيري أن يذكر قضية سناء سيف ( 20 عاماً )وإحدى أفراد أسرة مشهورة من النشطاء العلمانيين المؤيدين للديمقراطية، والتي ألقي القبض عليها في الحادي والعشرين من يوليو لتظاهرها ضد حبس شقيقها المدون علاء عبد الفتاح.

الآنسة سناء التي تأجلت محاكمتها، مثل السيد سلطان، في اليوم الذي سبق زيارة السيد كيري مضربة عن الطعام مثلها مثل عشرات من السجناء السياسيين. الكثير من هؤلاء ليبراليون علمانيون قادوا الثورة في 2011 في مصر وحاربوا لتأسيس ديمقراطية فقط ليتم سجنهم من قبل نظام قال عنه السيد كيري “يظل شريكاً رئيسياً للولايات المتحدة.”

بتأجيل محاكمات الآنسة سيف والسيد سلطان، رفع النظام على الأقل عن كيري مهانة زيارته للقاهرة في يونيو حيث طالب وزير الخارجية وقتها بإطلاق سراح ثلاثة صحفيين محترمين يعملون لصالح قناة الجزيرة الناطقة بالإنجليزية وفي اليوم التالي حُكم عليهم بعقوبات سجن طويلة بتهمة عبثية هي دعم الإرهابيين.

أصدر كيري بياناً احتجاجياً لكن الرجال الثلاثة، من بينهم الأسترالي بيتر جريست والمواطن المصري الكندي محمد فاضل فهمي، لا زالوا في السجن.

بدلاً من الإشارة إلى السجناء السياسيين اتفق كيري مع السيسي على أن “القضية المركزية لمستقبل مصر، اقتصادية.” هذا الاستنتاج السطحي يغفل حقيقة أن الإصلاحات الهامة في مصر، من تقليص الدعم إلى جذب الاستثمار الأجنبي، لن ينجح تطبيقها في وجود نظام يحتجز آلاف السجناء السياسيين وينكر عليهم حقوقهم الأساسية.

يساعد كيري، بفشله في تحدي السلطوية الجديدة في مصر، في التأكد من أن البلاد ستظل فقيرة وغير مستقرة وأرضاً خصبة للتطرف ومن أن المصريين الساعون للتغيير الحقيقي سينظرون للولايات المتحدة كعدو.

ــــــــــــــــــــــ

* محمد سلطان محتجز على خلفية الاتهام في قضية “غرفة عمليات رابعة” (المصحح)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى