ثقافة و فنمنوعات

حرام تنسوني بالمرّة .. رسالة جندي مصري قبل 1800 عام

رسالة الجندي المصري أوريليوس بوليون
رسالة الجندي المصري أوريليوس بوليون

 

 فك شفرة رسالة جندي مصري خدم في الجيش الروماني في أوروبا قبل 1800 سنة 

عن لايف ساينس– إعداد وترجمة ـ منة حسام الدين:

“إنني أدعو من أجلكم ليل نهار، وأصلي عنكم، أتوسل للآلهة أن تكونوا  في أطيب صحة ، لكنكم لا تتذكروني أبدا”

إلى عائلته في مصر، وأمه بائعة الخبز، أرسل الجندي المصري أوريليوس بوليون هذه الرسالة، من موقعه البعيد في أوروبا، حيث تطوع في الجيش الروماني قبل 1800 عام، الرسالة التي يبدو أنها لم تصل إلى أصحابها أبدا، عُثر عليها قبل قرن من الزمان في الفيوم، ولكن لم تفك شفرتها إلا قبل أيام، بواسطة متخصصين في جامعة رايس الأميركية.

“لقد وصلكم مني  6 رسائل، لكنكم لم تردوا علي أي واحدة، أكتب إليكم من مكاني البعيد، في بانونيا (المجر الحالية) لكنكم تعاملونني كأنني غريب”.

 بين أطلال مدينة “تبتونيس” اليونانية- الرومانية القديمة، والتي تقع جنوب مدينة الفيوم “منطقة أم البريجات”، عثر قبل قرن مضى الأثريان برناردك جرينفيل وآرثر هانت على البردية التي تحمل تلك الرسالة،  التي كتبها باللغة اليونانية  الجندي المصري أوريليوس بوليون،  وأرسلها  لأسرته قبل 1800 عام، والتي توضح أن علاقته بالأسرة شابتها بعض التوترات العائلية.

ظل محتوى رسالة أوريليوس مجهولا للأثريين، حتى استطاع باحث الدكتوراة في جامعة “رايس”، غراند أدامسون، مؤخراً ،  فك شفرة الرسالة باستخدام الأشعة تحت الحمراء، ووسائل تقنية أكثر تقدما، تجعل النص أكثر وضوحاً.

” سأحاول الحصول على إجازة من القائد كي أحضر  إليكم، ربما تتذكرون وقتها أنني أخاكم”

نشر غراند  رسالة الجندي أوريليوس  باللغة الإنجليزية، في النشرة التي تصدرها الجمعية الأميركية للبرديات ” the American Society of Papyrologists”، ويقول أدامسون- “في إيميل لموقع لايف ساينس”، إنه ليس من المعروف ما إذا كانت عائلة الجندي قد ردت عليه، أو حتى إن كان استطاع أن يحصل على الأجازة، وهو لا يظن حتى أن الرسالة وصلت إلى العائلة، فعلى الرغم من أنها كانت موجهة إلى العائلة المصرية، إلا أنه قد عثر عليها عند المعبد الروماني في تبتونيس.

بقايا مدينة “تيبتونيس” في الفيوم

خدم الجندي أوريليوس بوليون في الفيلق الروماني الثاني LEGIO Adiutrix، ويُرجح أنه تطوع ليستفيد مما كان يقدم للمقاتلين من أموال وطعام، لكن ربما لم يتخيل أنه سيتم إرساله إلى أماكن بعيدة عن أسرته، لقد تطوع دون أن يعرف أين سيرسلونه، يقول الباحث أدامسون، ويضيف أنه على الرغم من أن القوات الرومانية كانت تمتلك نظامها البريدي الخاص، إلا أن أوريليوس فضل أن يوصل رسالته عبر أحد المحاربين.

..

 . اللوحة الرئيسية المرفقة هي “جندي من مصر الرومانية“وهي محفوظة  في متحف مانشستر في بريطانيا

….

اقرأ أيضا

الكنز المفقود في شقة مدام فلوريان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى