جنون الصور!
كتب: طارق عطية، ناشر جريدة منطقتي وموقع زحمة
الرئيس التنفيذي للبرنامج المصري لتطوير الإعلام (EMDP)
شهدنا انتشاراً واسعاً خلال الأيام الماضية، انتشار واسع جداً أو كما يقال (Went viral).
المشكلة أن أحد لم يعرف أن ما كان يبدي إعجابه به ويشاركه مع أصدقائه هو محتوى صنعناه نحن، البرنامج المصري لتطوير الإعلام (EMDP) و جريدة منطقتي.
كجريدة متخصصة في قضايا منطقة وسط البلد في القاهرة على مدار السنوات الثلاث الماضية، تابعت ”منطقتي“ عمليات التجديدات والترميم لمباني وسط البلد –بالإضافة إلى كل شئ آخر يحدث بالمنطقة- عن قرب شديد.
لدينا مواد أرشيفية مصورة هائلة ترصد تلك المباني الرائعة قبل وبعد الترميم.
لكن الآن فقط، بدأ الأشخاص من خارج وسط البلد يلاحظون تلك التغيرات.. من بينها المباني التي تم ترميمها مؤخراً. وأحد الأمور الأساسية التي سببت هذا “الانتباه الكبير من جانب الرأي العام” كان في الأسبوع الماضي عندما حدث الآتي:
– بدأ الناس في مشاركة صورة لمبنى تم تجديده على مواقع التواصل الاجتماعي وكتبوا تعليقات مثل: هذا الشارع ليس قطعة من أوروبا، بل في وسط البلد بالقاهرة.
– وفي مساء الخميس خصصت الإعلامية لميس الحديدي جزء من حلقة برنامجها الشهير “هنا العاصمة” لتستعرض عمليات التجديد التي تحدث في وسط البلد.
– بداية من يوم الجمعة بدأت على الأقل 7 مؤسسات إعلامية أخرى في نشر تقارير إخبارية وعرضوا صوراً لعمليات التجديد في منطقة وسط البلد.
كل ذلك كان بمثابة أخبار إيجابية لنا.. فنشعر دائماً بالسعادة عندما يلاحظ الناس متغيرات –باعتبارنا الجريدة المحلية الوحيدة المتخصصة في تغطية أخبار وسط البلد- عملنا على متابعتها صحفياً. ونجرؤ على القول بأننا قمنا بدور محفز ومؤثر كما يمكن أن يفعا الإعلام المحلي القوي.
نعلم الآن أن الأمر انتشر كثيراً في وسائل الإعلام، ويجب علينا وضع علامات مائية على صورنا.
لكننا لم نتخيل أبداً هذا الانتشار الواسع، أو أن كل وسيلة إعلامية تقريباً سوف تتورط في مثل هذا السلوك غير الأخلاقي وغير المهني.
لا نتحدث هنا عن مؤسسات صغيرة، فصورنا الخاصة استخدمها كل من إم بي سي، ومبتدأ، وموقع أخبار مصر (Egy News)، والموجز، وأخبارك.
وكما تشير الإحصائيات، فقد انهالت آلاف التعليقات والمشاركات والإعجاب بتلك الصور.
بالنسبة لمنطقتي أو زحمة، انتشرت بشدة العديد من موادنا عبر السنوات الأخيرة، ولذلك نعلم مدى الإحساس بالقوة والكفاءة التي يسببها ذلك.
لكن هذه المرة انتشر محتوانا دون أن يصحبه أي عائد أو حتى إشارة إلى عملنا الشاق. هذا الأمر محبط جداً وظالم لمحترفين عملوا بجد لينتجوا مثل هذا المحتوى.
لذلك هنا أريد أن أصحح الأمور. هذه هي الصور التي أتحدث عنها.
مباني وسط البلد رائعة بالفعل ويجب أن يرى الجميع عملية التجديد. لكن من فضلكم أعطوا الحق لأصحابه.
أما كل وسائل الإعلام التي اعتقدت فقط أن تلك الصور سقطت عليهم من السماء، أو أنهم ليسوا في حاجة إلى الإشارة إلى أصحاب تلك الصور… ميصحش كدا!