سياسةفيديومجتمع

ثلاثة جوارب صغيرة.. حكايات أطفال سوريا في صندوق سحري

بالفيديو.. جورب سحري ترتديه فتنتقل إلى عالم آخر

كتبت- ندى الخولي:

“أنا من سوريا، ودي شرابات “جوارب” جدتي كانت بتخيطهالي وتحطهالي في صندوق خشب. الصندوق دا دايما معايا، حتى معايا دلوقتي تقدر تشوفه لو عايز. شكلهم غريب ومضحك بس دي الحاجة الوحيدة الي بتقدر تخليني أزور بلدي وأهلي كل ما يوحشوني”.

السابق جزء من قصة خيالية، بعنوان “ثلاثة جوارب صغيرة”. تسرد الوضع السوري، من وجهة نظر الطفولة، في محاولة لدمج الأطفال السوريين في المجتمعات الغربية التي لجأوا إليها عقب الأزمة في سوريا.

القصة يرويها طفل سوري، لصديقه الألماني “توبايس” الذي التقاه في ألمانيا، محاولًا أن يكسر حواجز الاختلاف بينهم، وأن يقول له “لي وطن وأصول، ولي ثقافة وعراقة، ولي ماضي عريق، وحاضر أعانيه، ومستقبل ينعكس كبلورة تلج على الماضي والحاضر”.

تقول شروق شريف، مصممة جرافك، وإحدى كاتبات القصة، إن التفكير في تحضيرها بدأ خلال زيارتها مع صديقاتها لألمانيا، منذ عدة أشهر، لاحظوا فيها أزمة “عدم الاندماج بين اللاجئين السوريين في المجتمعات الغربية التي سافروا إليها”.

“فكرنا نعمل حاجة لأطفال سوريا اللاجئين من خلال فن الحكي والصور” بحسب شروق.

تدور قصة “ثلاثة جوارب صغيرة” حول طفلين، أحدها سوري ليس له اسم في القصة -عن قصد- ليرمز لجميع أطفال سوريا، والآخر ألماني اسمه “توبايس” كان شغوفًا باكتشاف كل ما يدور حوله، وشغله اختلاف الطفل السوري عنه، إلى أن تحدثا للمرة الأولى، وبدأ الطفل السوري يحكي حكايته.

القصة عبارة عن ثلاث قصص قصيرة، تناقش الأوضاع الثقافية والسياسية والتاريخية في سوريا، من خلال “صندوق سحري صغير به ثلاثة جوارب غزلتها جدة الطفل السوري له، ويأخذه معه أينما ذهب”.

يبدأ “توبايس” اكتشاف الطفل السوري من خلال صندوقه السحري. ففي تمام الثانية عشرة بعد منتصف الليل، يرتدي “توبايس” الجورب الأول الذي يُدخله لسوريا ليتعرف على الجوانب الثقافية فيها.

يتجول “توبايس” مرتديًا الجورب الثقافي بين عائلة الطفل السوري، وبين الطبيعة والعادات والموسيقى والطعام، والروائح والألوان، يتذوق دبس الرمان، ويرى المزارع الخضراء وانتظام العمل فيها.

“توبايس فهم إن الصندوق ده يقدر ينقله مكان تاني، ويقدر يشوف ويحس ويسمع فيه، بس محدش يقدر يشوفه ولا يسمعه ولا يحس بيه”. جانب من القصة، التي عاشها “توبايس” على أنغام الفلكلور السوري “ع الروزانا ع الروزانا كل الحلا فيها.. شو عملت الروزانا الله يجازيها”.

“الجورب الثاني” الذي ارتداه “توبايس” دخل به إلى عالم السياسة، الذي اعتمد على الرموز المجازية، لربط الأحداث والاعتداءات والدمار، بأحوال الأحزاب السياسية التي رُمز لها بفرقة موسيقية وألوان ترمز لأعلام دول اشتبكت مع الوضع السوري، وكيف تحولت الأنغام الاحتفالية إلى أصوات صاخبة ومزعجة، جعلت من كل شيء يتلاشى ويتحول لجزيئات من الذهب تتطاير بعيدًا، بينما كائنات خرافية تحاول لملمتها علها تعود في يوم من الأيام.

ويخرج  “توبايس” من العالم السياسي محفوفًا بالتساؤل عما حدث، من هم أعضاء الفرقة الموسيقية، لماذا يفعلون ذلك وما الذي تسبب في فقدان المدينة لصوتها العذب.

الجورب الثالث والأخير، الذي ارتداه “توبايس” ليدخل من خلاله للعالم التاريخي، يتنقل من خلاله بين أبرز المعالم التاريخية في سوريا، ويدخل الجامع الأموي ويطرق أبواب دمشق القديمة، وحصن حلب.

وهناك يسمع “توبايس” مجددًا أصداء الأصوات الصاخبة التي تعزفها الفرق الموسيقية في الجورب السياسي، مع نهاية مفتوحة في كل من القصص الثلاث ترمز للمستقبل.

تنهي شريف، حديثها عن قصة “ثلاث جوارب صغيرة”، بأن “المشروع مشارك حاليًا في أسبوع عمان الثقافي ضمن مجموعة كبيرة من الأعمال”، وتسعى هي وصديقاتها لنشر القصة من خلال دار نشر، ليتمكن من إيصال وجهة نظر الطفولة عما يدور في سوريا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى