منوعات

تولد ذكيا ..أم تولد غنيا؟.. تلك هي المسألة

تولد ذكيا ..أم تولد غنيا؟.. تلك هي المسألة

Theatlantic

– جوردان ويسمان

ترجمة دعاء جمال

أشارت دراسة لمؤسسة بروكينغز أن العقول والدوافع لها علاقة أكبر بالنجاح على مدى الحياة أكثر من ثروة العائلة، لكن الأمور تغيرت مؤخرا

 

أعلم ذلك أنك تفضل أن تولد ذكياً وغنياً ( وفاتنا، وبشعر لامع وصوت مثل مايكل بولتن). لكن إذا كان عليك أن تختار؟ فإن الفرص المتاحة أمامك تتوقف على إجابتك ومدى اعتقادك أن النظام الذى يقوم عليه الاقتصاد الأمريكي استحقاقراطي (أي نظام إداري وسياسي تُسند فيه التكليفات والمسؤوليات إلى الأفراد على أساس “استحقاقهم” القائم على ذكائهم وشهاداتهم ودرجاتهم العلمية، التي تقاس عن طريق التقييم أو الاختبارات. وستجد أن الذكاء والطموح أكثر أهمية للنجاح الطويل المدى أكثر من ظروف ولادتك.

أعطى بحث لمؤسسة “بوكينغز”، أسباباً للتفاؤل. حيث ظهر أن على المدى الطويل، الأطفال الأذكياء يجنون أكثر من الأطفال الأغنياء. لكن للأسف هناك اكتشاف كبير.

نظر بحث “بروكينغز” في العلاقة بين العقول، والدوافع والحركة الاقتصادية بين مجموعة من الشباب بدأت الحكومة في تعقبهم عام 1979. إليك الملخص التنفيذي: إذا كان الأطفال أذكياء وبارعين ولديهم دافع لكن فقراء فإن أمامهم فرصة جيدة ليصبحوا من الطبقى الوسطى المرتفعة، أو أفضل من ذلك. أما المراهقون قليلو الدخل ممن حققوا نتيجة مرتفعة بين الثلث الأول من الخاضعين لاختبارات التأهيل التابعة للقوات المسلحة ( في أقصي اليسار بالأخضر)، أكثر من 40% وصلوا لأعلى فئتين للدخل بسن البلوغ. بينما الأطفال الأغبياء والأثرياء عموماً هبطوا لأسفل السلم الاقتصادي. وأكثر من نصف المراهقين مرتفعي الدخل الذين بلغوا الثلث الأدني في اختبار التأهيل للقوات المسلحة ( في أقصى اليمين بالبرتقالي)، انتهى بهم الأمر في أسفل فئتي الدخل.

لم تكن العقول كل شيء، بالطبع. وذكر الباحثون في الدراسة أنه “من ناحية الحركة، من الأفضل أن تكون ذكياً، ومتحمساً وغنياً أكثر من أن تكون ذكياً، ومتحمساً وفقيراً”. ويبدو أن هناك أيضا “أرضية زجاجية” تحافظ على العديد من الأطفال الأغنياء ذوي ” المهارارت العادية” من الإنزلاق ( نسبياً) للفقر.

على الرغم من ذلك، يبدو أن الاقتصاد في أواخر  السبعينيات بالنسبة للمراهقين والشباب كان – بحس ذي مغزي – استحقاقراطيا.

الآن الحقيقة المؤسفة هي أنه في معظم الاحيان يكون الأطفال الأغنياء هم ايضا الأذكياء. وعبر العديد من السنوات، استمرت الفجوة الأكبر في التعليم الأمريكي بين الأثريائ والفقراء. وبفضل الموارد والامكانيات التى تكرسها الأسر الغنية في تربية الأبناء، يتفوق الأطفال الأغنياء في دراستهم الاكاديمية منذ اليوم الأول الذي يبدأون يذهبون فيه إلى الحضانة وصولاً ليوم تخرجهم من المدرسة الثانوية.

ما مدي ضخامة تقسيم الصف في الفصول؟ الرسم البياني التالي لـ”بروكينغز” يوضح لك الأمر،  ويظهر كيف أن الأطفال في أعمار الحضانة ، والمرحلتين الابتدائية والثانوية ينجحون في الاختبارات المعرفية، مثل اختبار التأهيل للقوات المسلحة، اعتماداً على دخل عائلتهم. يجب أن يكون الاتجاه واضحاً للغاية من اللمحة الأولى: الأطفال الأغنى يحققون النتالئج الأعلى. لكن في نهاية المراهقة، 6 من أصل 10 أطفال من شرائح العائلات الأغنى كانوا ضمن الثلث الأول من متخذي الاختبار؛ بينما 6 من 10 أطفال من شريحة العائلات الأفقر كانت ضمن الثلث الأدني. إنهم انعكاس للثروة والحنكة.

 

هذا يعد سببا رئيسيا لكون الولايات المتحدة تعاني شحا في الحراك الاقتصادي العام، حتى إذا كان اقتصادنا في العادي استحقاقراطي. ببساطة ليس هناك الكثير من الاطفال الفقراء ذي المهارات ليشقوا طريقهم للأعلى. ولهذا السبب بدأ بن بيرنانكي، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالتشكيك في فكرة أن الاستحقاقراطية بطبيعتها عادلة. كيف يمكن لنظام أن يكون حقاً عادلاً، إذا كان مهيأ حتى الآن لصالح هؤلاء المحظوظين الذين ولدوا أغنياء؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى