سياسةمجتمع

“تمزيق القرآن” يسبب اشتباكات بين اللاجئين في ألمانيا

“تمزيق القرآن” يسبب اشتباكات بين اللاجئين في ألمانيا

دايلي ميل – توماس باروس – جي أكبر – ترجمة: محمد الصباغ

أصيب 17 شخصاً على الأقل داخل أحد مخيمات اللجوء المزدحمة في ألمانيا بعد أن قام أحد سكان المخيم بتمزيق القرآن. قام حوالي 20 لاجئاً بمطاردة الأفغاني الذي مزق المصحف وقام برمي صفحاته بالمرحاض. وتدخل حراس المخيم لإنقاذ الرجل، فقام حشد غالبيته من السوريين بصب غضبه على هؤلاء الحراس.

حمل أكثر من 50 شخصاً عصيّ حديدية، وألقوا الحجارة على الحراس ورجال الشرطة. ويأتي ذلك وسط توترات في ألمانيا بعد استعدادها لاستضافة حوالي 800 ألف طالب لجوء خلال هذا العام.

وخلال أحداث العنف، دمر المهاجرون نوافذ السيارات، ونهبوا مباني، ودمروا الجدران الذي تقسم مخيم الإيواء، واستمرت تلك الحالة لعدة ساعات. تم بناء مخيم اللجوء بـ”سول” بمقاطعة تورينجيا ليستوعب حوالي 1200 شخص، لكن حالياً يتواجد به أكثر من 1700.

تعاني ألمانيا من تدفق طالبي اللجوء من مناطق الحروب مثل سوريا، وأيضاً المهاجرين من دول أخرى لا تعاني من الحروب. أجبرت تلك الزيادة المفاجئة السلطات الألمانية على تسكين المهاجرين في المدارس وخيام تحولت إلى أماكن إيواء مؤقتة. فيما أعرب المسؤولون المحليون عن قلقهم الزائد من الزحام، وقالوا إنهم غير قادرين على التعامل مع الطلبات الكبيرة للجوء.

وقال رئيس مقاطعة تورينجيا بوسط ألمانيا إنه يجب فصل تلك المجموعات وفقاً لاختلافتها العرقية حتى لا تتكرر تلك الحادثة مرة أخرى. وأضاف بوبو راميلوف أنهم يعانون من قلة عدد المآو، وأكد ”يجب أن نزيد من قدرتنا الاستيعابية بشكل عاجل“.

أصبحت الدولة الأكبر اقتصادياً في أوروبا الوجهة المفضلة لهؤلاء المغادرين من بلادهم بسبب الحروب والاضطهاد.

سيقابل وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيير نظيره الفرنسي برنارد كازنوف يوم الخميس من أجل مناقشة أكبر أزمة مهاجرين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وعلى جانب آخر، أعلنت مقدونيا اليوم حالة الطوارئ على حدودها بعد التدفق الكبير للمهاجرين، وقالت إن الجيش قد يتدخل من أجل مواجهة الأزمة. وأغلق رجال شرطة مسلحون ومعهم قنابل غاز وعربات مدرعة الطريق على بلدة جفجيليا الحدودية أمام عدة آلاف من الأشخاص.

وقال أحد رجال الشرطة بالإنجليزية لأحد اللاجئين الذى كان  يحاول دخول بلاده: ”لا مقدونيا بعد الآن“.

جاء الإغلاق عقب مشاهد بائسة في محطات السكك الحديدية المحلية بعد محاولة الآلاف ركوب القطارات المتجهة إلى صربيا، وتمرير الأطفال عبر نوافذ العربات إلى داخل القطار. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، إيفو كوتيفسكي: ”لا يمكننا إغلاق الحدود بإحكام كبير. لكننا نحاول تقليل الدخول غير القانوني عبر حدودنا إلى أقل حد ممكن“.

وفي مكان آخر، وصلت عبّارة على متنها 2400 لاجئ سوري إلى مدينة بيرايوس اليونانية القريبة من أثينا. وتم استئجار تلك العبّارة بعد سوء الأحوال في جزيرة كوس التي تصل إليها القوارب الصغيرة يومياً من الساحل التركي.

عانت السلطات في كوس من التعامل مع تدفق المهاجرين. وفي لحظة ما، كان هناك حوالي 2000 شخص محتجزين بداخل أحد ملاعب كرة القدم دون مياه، أثناء محاولة السلطات تسجيلهم. يقوم المصطافون حالياً بإحضار المزيد من الطعام والملابس لتوزيعها على المهاجرين النائمين على الشاطئ.

لم تكن اليونان مستعدة بشكل جيد لمواجهة أزمة اللاجئين في الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى انتقادات كبيرة من منظمات المساعدات. أرهقت الدولة الغارقة في الديون بأرقام قياسية من اللاجئين الذين يصلون إلى سواحلها، حيث وصل أعدادهم إلى 160 ألفا منذ يناير، و21 ألفا خلال الأسبوع الماضي فقط.

يخطط أغلب المهاجرين الذين وصلوا اليوم لبيرايوس إلى التوجه فوراً نحو الحدود الشمالية عبر مدينة سالونيك، ثم يتوجهون بعد ذلك إلى دول أوروبية أخرى مثل مقدونيا وألمانيا.

وقعت بريطانيا وفرنسا اتفاقية تدابير جديدة من أجل مواجهة أزمة اللاجئين في مدينة كاليه الفرنسية. سوف تساهم بريطانيا بأكثر من 7 ملايين جنيه إسترليني خلال  عامين للتعامل مع أزمة اللاجئين في كاليه، فيما يقال أنه إتفاق حول ”أكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث“.

كما قامت بلغاريا بتشديد الإجراءات لمنع تدفق المهاجرين من خلال إقامة سياج أمني يغطي حوالي 160 كيلومتر على حدودها مع تركيا. وخلال الثماني سنوات الماضية منذ انضمام بلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي، أنفقت بلغاريا 300 مليون يورو، معظمها من أموال الاتحاد الأوروبي، من أجل تدعيم حدودها.

وستحصل على حوالي 100 مليون يورو آخرين حتى عام 2020 لإكمال تلك المهمة. فيما استقبلت فقط مليوني يورو من أجل دمج أفضل للاجئين في نفس المدة الزمنية.

تقدم حوالي 25 ألف شخص بطلب لجوء إلى بلغاريا خلال العامين الماضيين، وهو نفس عدد المتقدمين في العقدين السابقين.

يبلغ عدد سكان بلغاريا 7.2 مليون نسمة، وهناك مخاوف من أن الدولة ستكون غير قادرة على استيعاب لاجئين أكثر، حتى إذا كان معظمهم يردون الوصول إلى دول أكثر ثراء مثل المانيا والسويد.

وفي حالة مماثلة، تسارع المجر من أجل إنهاء سياج حدودي بطول 175 كيلومتر مع صربيا من أجل منع اللاجئين، مما يهدد بعقبات أمام عشرات الآلاف. وفي الشمال، تستعد فنلندا لاستقبال 15 ألفا من طالبي اللجوء خلال هذا العام، وهو عدد أكبر بأربعة أضعاف من عدد طالبي اللجوء خلال العام الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى