مجتمع

تطبيق بامبل: المرأة حين “تصطاد”

هل على المرأة أن تأخذ الخطوة الأولى في العلاقة العاطفية؟

سيكولوجي توداي- Susan Krauss Whitbourne Ph.D

267025-romance-700

ترجمة- فاطمة لطفي

يتغيّر عالم العلاقات العاطفية مع وجود تطبيقات أكثر تتيح للناس أن يتواصلوا على الإنترنت، لكن لا تزال القواعد الأساسية التي تحكم العلاقات في التودد والتعارف ثابتة كما هي.

قبل عشرين عاما مثلا كانت التقاليد مختلفة، حيث كان لا يجب على المرأة أبدا أن تبادر في اتخاذ الخطوة الأولى في العلاقة العاطفية، وأن تتظاهر بعدم الاهتمام وتبدي بعض الغموض بشأن مشاعرها حتى يبادرها الرجل.

كان يُعتقد أن النساء اللاتي  يتظاهرن بعدم الاهتمام ينجحن في الحصول على شريك، بينما الأخريات اللاتي يبادرن ويسألن الرجال أن يخرجوا معهن في موعد يبقين مكانهن ولا يحصلن على ما يردن.

تسعى ويتني وولف، مؤسسة تطبيق Bumble، أن تساعد النساء والرجال أن يتبادل كل منهما الدور الذي اعتاد أن يلعبه الآخر.

ما هو تطبيق بامبل؟

– تنزيل التطبيق بسيط جداً، تدخلين عبر حساب الفايسبوك ما يجعل الأمور أكثر مصداقية إذ أن حسابك  سيعرض عملك، مدرستك وعمرك، الأمور الأساسية جداً. تحركين الصفحة يميناً ويساراً لرؤية الأشخاص المحتملين. وإذا اخترت رجلاً ما يكون لديك 24 ساعة للقيام بالخطوة الأولى. وهنا يبدأ الاختلاف بالفعل، والسبب في الاختلاف هو ما يُنتظر من الرجل تقليدياً، فمنذ صغره يعلِّمونه أنه يجب أن يكون المبادر وهناك احتمال دائم بأن يتم رفضه. ولأنه يكون متوتراً من هذا الاحتمال يستخدم آلية الدفاع هذه التي تكون جاهزة مسبقاً في أغلب الأحيان، فإذا لم تتجاوب المرأة قد تواجه بتصرفات عدائية وهو أمر مزعج جداً، وهذه هي الديناميكية التي ألغاها تطبيق بامبل. حيث تقوم المرأة بالخطوة الأولى فيلقى الرجل الإطراء وليس الرفض وهذا يجعل الأمور أكثر هدوءاً. (سي إن إن)

هل منح المرأة حسا أعلى بالسيطرة يمنحها الثقة في المبادرة في اتخاذ الخطوة الأولى؟

إذا كنت من ذلك النوع من الأشخاص الرافضين التغيير بخصوص هذا الأمر، سترى أن الرجل هو الصياد والمرأة هي الفريسة. لكن هذا هو ما يحاول تغييره تطبيق Bumble.

ووراء هذا التطبيق هناك، جنيفر ماكريجور من جامعة واترلو وجاستين كافيللو من جامعة كولومبيا حيث استقصيا إذا كان يمكنهما تغيير هذه الثقافة، ووجدا أن هناك ما يشير إلى أن المجتمع يثني على المرأة ويشجعها على اللجوء إلى سُبل لجذب شريك دون إظهار هذا، مما يجعل المرأة تشعر بالعجز حول تغيير الوضع الراهن الذي بدوره يعكس ثقافة المجتمع.

استخدمت الدراسة التي عمل عليها كلاهما 92 أعزب وعزباء من الجامعيين (50 امرأة، و42 رجلًا) أظهر جاستين وجنيفر أن هناك علاقة إيجابية بين الشعور بالسيطرة على المبادرة في العلاقة العاطفية، والمجهود الذي تبذله المرأة. من المحتمل أن هذا ما يجعل المبادرة تجعل الشخص يشعر بالسيطرة، وينعكس في علاقاته وغيرها من جوانب الحياة.

في المرحلة الثانية من الدراسة، شملت مجموعة جديدة من 56 امرأة و42 رجلًا، حيث طلب الباحثون من المشاركين والمشاركات أن يسترجعوا وقتًا في حياتهم شعروا فيه إذا كانوا مسيطرين أم لا. وكانت الإجابات أغلبها يدور حول حدث إيجابي في حياتهم. كنجاحهم في امتحان ما.

السؤال الذي يثير الاهتمام الذي حاولت طرحه هذه الدراسة هنا هو عما إذا كان المشاركون يميلون لأخذ الخطوة الأولى في العلاقة العاطفية، وكما توقع الباحثون، أن المرأة التي تبادر في العلاقة العاطفية، تفعل ذلك عندما يكون لديها حس عالٍ بالسيطرة على حياتها الشخصية الشخصية. وأنه يظهر عند كلا الجنسين على حد سواء رغبتهما الضمنية في تحمل مسؤوليات العلاقة العاطفية.

يمكن لتطبيق كـBumble أن يمنح المرأة الفرصة أن تبادر أولًا، لذا يجب عليكِ ألا تكترثي بما يظنه المجتمع حول من يجب أن يبادر في اتخاذ الخطوة الأولى، حاولي إيجاد طريقتك الخاصة لتنفيذها، وسيفاجئك ما الذي يمكن أن يقودك إليه هذا الأمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى